وجاءت سنة 2006 فحدثت كائنة عجيبة غريبة جداً
كنت منهمكاً في حفظ متن علمي في الفقه ، غير أني أصبت ببعض الملل ،
ففضلت أن أفتح جهاز (الراديو) –ومعذرة على عدم مواكبتي للتطور فأنا من (بريدة) زعموا
المهم: أني قبل أن أفتحه بدقائق أخبرت أن في إذاعة القرآن الكريم برنامجاً جميلاً فقلت: لعلي أجد مايطرد عني هذا الملل.
ولكن للأسف كان البرنامج قد انتهى ، فأبت يدي إلا أن تبحث في القنوات الأخرى عما يسلي النفس ويطرب الخاطرتباً لهذه اليد دائماً تغلبني فقط لأنها (أنثى) وأنا بطبعي لا أستطيع مقاومة (الجنس الناعم)
انتقلت إلى (البرنامج الثاني) فسمعت فيه مزمار الشيطان فتحولت سريعاً إلى (إم بي سي) راعية الخبث والفجور ، فماذا سمعت؟!
ياللهول!! رجل .. بدا لي أول ماسمعت صوته أنه يخرج الحروف من أقصى قاصية بطنه..
مع صراخ منه يشيب الطفل وتضع كل ذات حمل حملها!!
وبين كل جملة وجملة يلتقط نفساً يجمع فيه كل أوكسجين (برلين) بعزيمة جبارة لو حملتها جبال الألب لطاشت هباء منثوراً.
ويبدو أيضاً أنه عند نطقه بالحروف الخاصة بالشفتين وطرف اللسان يخرج من فيه غيثاً مريئاً يكون برداً وسلاماً على أهل المصيبة ومن سكروا بفرحهم منه يستبشرون!!
علمت في الحال أنه ينقل إلى مسامع العرب أقصد (الشعب الأهوج) نهائيات (مونديال2006)كتبت هذه الكلمة وأنا أتلفت يمنة ويسرة لأني أول مرة أغامر وأكتبها فلا أدري أصواب هي أم خطأ وكذا حتى لا يعلم أحد أني أعرف كبيرهم الذي علمهم الطيش.
هذا الرجل –ولاتؤاخذوني يتقطع ويتلوى كما الحاقن أعزكم الله.
فأقسمت بالله أنه مخلط وما يوقظ المخلوط شيء كصفعةِ.
ومن العجائب والعجائب لاتنقضي خاصة في عصرنا المتجلط أنه يطلق لفظ (بطل العالم وبطل المونديال) ومعلوماتي الشخصية تؤكد لي في (تعويذتي) اليومية أن (بطل العالم:أمريكا فقط فقط فقط ) –وليست (بطلة) بل (بطل) لأنها امرأة (متحررة)ولكن ربما تنازلت بعض الوقت لتعطيه هذا (البطل) لتلهيه ولو قليلاً بأنه ساد الدنيا حتى تكتمل هيمنها المشؤومة على(...........).
أيضاً هذا المأفون المتقطع المتعجرف يلقي ذلك اللفظ ومعه ألفاظ إنجليزية ، وأنا أكره هذه الرطانة منذ أيام الدراسة وعهد (أصحاب المغثة الصُّلَعَاء: متولي وعبدالغني وفتحي وشريف أبوعمرو)، ثم قال(وأسدل الستار على مونديال 2006).
فقلت ليدي: أسدل الستار ، لماذا تبقين؟! اذهبي بي إلى (شاليه) آخر.
فذهبت بي إلى الأخبار:
لا تزال عمليات العنف الإسرائيلية مستمرة على قطاع غزة ، الجدير بالذكر أن فيه ما يقارب مليون شخص حالتهم أشبه ماتكون بالرهائن .
بسم الله الرحمن الرحيم .. لاحول ولاقوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. أستغفر الله..
بسملت: لأني أصبت بروعة ذهبت معها روعتي.
وحوقلت واسترجعت: للمصيبة.
واستغفرت: لأمرين :
الأول : لقعودي مع (مليار) وعجزنا عن (رد عمليات العنف) عن (مليون)!!..
والثاني:لأن غالبية أمتي يتابعون (الصنم الأكبر) ليعرفوا من هو (البطل) في حين أن هؤلاء محاصرون ويقصفون ليل نهار!!..
وسأخاطبهم بمنطقهم أولاً:
يا(.................) بما أنكم تحبون لإخوانكم ما تحبون لأنفسكم –وهذه صفة لاتزال باقية في (الشعب الأهوج) وأسأل الله ألا تتعرض لعملية تفجير أو تهجير فأبعدوا عنهم العنف ليشاهدوا (المونديال) كما حالكم.
وثانياً:
أليس من العار أن يعيش إخواننا في العراق وفلسطين في حالة لو عاشها قط في أوروبا لهب بنصرته أولئك المموهين والممخرقين ، ونحن لا زلنا نرقص على (المونديال) ونهنئ (رئيس المكسيك) ونأكل الـ(تورتيلا) ونشرب الـ(بيبسي)!!..
إنه الذل وبداية الهلاك ((وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا))
إنه صنيع طلاب السلامة ((يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل))
نعم .. ((أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة))
فإما هتاف العزائم وطلب الرقي والصعود..
وإما الرضى بالحياة الدنيئة السافلة..