البارع ربما يكون نقلك غير صحيح ، وربما كذلك الشيخ وهم في البعض الآخر
أولاً / استغراب الترمذي لا يجعل الحديث ضعيفاً على إطلاقه ، وإنما يستأنس بقرائن ، فقد يقول عن حديث أنه حسن صحيح ، كما قال في حديث الآذان بأذن الصبي ، والحديث منكر ، في إسناده عاصم بن عبيد الله ، وهو ضعيف الحديث مطلقاً فقد ضعفه الأئمة ، وعلى العكس قد يستغرب حديثاً وهو حسن أو صحيح ، لكن ذلك ليس بكثير .
ثانياً / أما إطلاق أن سند الحديث مقلوب فليس بصحيح ، وإنما المقلوب إسناد حديث ابن مسعود ، وقد أعله الدار قطني في العلل ، أما حديث أبي هريرة فليس بمقلوب .
ثالثاً / أما قوله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء هذا صحيح ، لكن يشكل عليه أنه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم اللعن لمن استحقه في بعض الأحاديث ، ودعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن باللعان ولا بالطعان إطلاقاً ليس بصحيح ، وإنما من استحق اللعن فيلعن .
رابعاً / الذي ينقل عن أهل الكتاب كعب الأحبار وليس أبي بن كعب ، وحديثه هذا عند الدارمي وابن أبي شيبة .
أما حديث أبي الدرداء ففيه اختلاف المتن عن الأحاديث الأخرى ، لكن هكذا طريقة بعض المعاصرين يحضر شواهد ليست ذات علاقة ، ومن ثم يحسن أو يصحح .
والمشهور عن الأخذ عن أهل الكتاب كعب الأحبار ، وليس أبو الدرداء ، وما أعلم أن أحداً كان يذكر ذلك بإطلاقه عن أبي الدرداء ، ربما بعض الأحاديث فينص عليها الحفاظ في كتب العلل .
وأتمنى لو تأنى الشيخ في علم العلل ، فلا يعل بعلل غير صحيحة أو عائمة كقلب السند فقد يستغلها من ينتقد الشيخ في منهجه ، فالشيخ ليس بمختص في علم الحديث ومنه علم العلل .
وكل كلامي هذا إن صح النقل عن الشيخ ، فقد يكون الوهم من الناقل وجل من لا يسهو .
شاكراً ومقدراً لك اخي البارع ، وكل من شارك في الموضوع .
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
|