مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-07-2006, 07:54 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
ماذا تعرف عن حـــــلاوة الإيمان؟؟

أنقل لكم ما جاء في الخطبة :
بسم الله الرحمن الرحيم
حـــلاوة الإيمان
د. صالح بن عبدالعزيز التويجري
10/6/1427هـ
إنَّ المتبصرَ في أمورِ الحياةِ والمتأملَ في شؤونِ الأحياءِ يجدُ فِئاتٍ من الناسِ تعيشُ ألواناً من التَّعبِ والشَّقاءِ، وصُدُورُها تنفثُ أنواعاً من الضَّجرِ والشَّكوَى، ضَنكٌ وشَقاءٌ يعصِفَانِ بالأمانِ والاطمِئنَانِ، كَدَرٌ وقلقٌ يُفقِدانِ الراحَةَ والسَّعادةَ، ويتلاشَى معَ ذلكَ كلِّه الرِّضى والسكينةُ. نُفوسٌ منغمسةٌ في أضْغَانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانِيَّتِها، ويعودُ المتبصِّرُ كرَّة أُخرَى ليرَى فئاتٍ أخرَى من الناسِ قد نعِمَتْ بهنِيءِ العيشِ وفُيوضِ الخيرِ، وراحةِ البالِ واطمئنانِ النَّفْسِ، كريمةٌ على نفسِها وعلى الناسِ، طيبةُ القلبِ، سليمةُ الصَّدرِ، طليقةُ المحيَّا. فما الذي فرَّقَ بين هذينِ الفريقينِ؟ ومَا الذي باعدَ بينَ هاتينِ الفئتينِ؟ إنَّها حلاوةُ الإيمانِ وتذوقُ طعمِه. ذوقُ حلاوةِ الإيمانِ والإحسانِ أمرٌ يجدُه القلبُ تكونُ نسبتُه إليهِ كنسبةِ ذوقِ حلاوةِ الطعامِ إلى الفمِ، فللإيمانِ طعمٌ وحلاوةٌ .. يتعلقُ بهمَا ذوقٌ ووَجْدٌ.
قالَ ابنُ حجرٍ: (معنى حلاوةِ الإيمانِ: استلذاذُ الطاعاتِ، وتحمُّلُ المشاقِّ في الدِّينِ، وإيثارُ ذلك على أَعْراضِ الدُّنيا..) فتح الباري 1/60. أخرجَ مسلمٌ في صحيحِه وغيرُه عن العباسِ بنِ عبدِ المطلبِ رضي اللهُ عنهُ أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ: " ذاقَ طعمَ الإيمانِ مَنْ رضيَ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ رسولاً ". مسلم (34). قالِ ابنُ رجبٍ: ( والرِّضا بربوبيةِ اللهِ تتضمنُ الرِّضَا بعبادتِهِ وحدَه لا شريكَ لهُ، والرِّضَا بتدبيرِه للعبدِ واختيارِه لهُ. والرِّضَا بالإسلامِ دينًا يتضمنُ اختيارَه على سائرِ الأديانِ. والرِّضَا بمحمدٍ رسولاً يتضمنُ الرِّضَا بجميعِ ما جاءَ بهِ منْ عندِ اللهِ، وقبولَ ذلِكَ بالتسليمِ والانشراحِ ) جامع العلوم والحكم 1/32.
عباد الله: الإيمانُ باللهَِ هو سكينةُ النفسِ، وهدايةُ القلبِ، وهو منارُ السالكينَ وأملُ اليائسينَ، إنه أمَانُ الخائفينَ ونصرةُ المجاهدينَ. وهو بشرى المتقينَ ومنحةُ المحرومينَ. الإيمانُ هو أبُ الأملِ، وأخُ الشجاعةَِ، وقرينُ الرجاءِ. إنه ثقةُ النفسِ، ومجدُ الأمةِ، وروحُ الشعوبِ.
عباد الله: أولُ منافذِ الوصولِ إلى حلاوةِ الإيمانِ وطعمِ السعادةِ الرِّضَى: باللهِ -عزَّ وتباركَ- رباً مُدبِّراً، فهو القائمُ على كلِّ نفسٍ بما كسبَتْ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، قيومُ السماواتِ والأرضينَ، خالقُ الموتِ والحياةِ والأكوانِ، مسبغُ النِّعَمِ. ومذاقُ الحلاوةِ الثانِي: الرِّضى بالإسلام ديناً، دينٌ من عندِ اللهِ أنزلَهُ علَى رسولِه ورضيَهُ لعبادِه ولا يقبَلُ ديناً سوَاهُ. الرِّضَا بتجسيدِ الاستسلامِ والانقيادِ للهِ وحدَهُ هو الذي حَدَا بسحرةِ فرعونَ أنْ يُؤثِرُوا البقَاءَ علَى دينِ اللهِ والموتَ في سبيلِهِ على تهديدِ فرعونَ لهمْ: (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى) [طه : 71]، ذاقُوا طعمَ الإيمانِ فَـ: (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه: 72- 73]. عزَّةٌ وشموخٌ في طُمأنينةٍ ويقينٍ بِوَعْدِ اللهِ وَوعِيدِه.
وهذا الرضَا والاستسلامُ والانقيادُ هُوَ الذي حَدَا بالفتيةِ المؤمنينَ أنْ يفِرُّوا بدينِهِمْ ويرغَبُوا عن مَلاذِّ الدنيا إلى كهفٍ ناءٍ حِفاظًا على دينِهِمْ الذي اكتنفَتْهُ قُلوبهُم فذاقَتْ طعمَهُ ووَجدَتْ حَلاوتَه، ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾ [الكهف : 14]. قَالَ ابنُ القيمِ: (إنَّ هؤلاءِ كانُوا بينَ قومِهِمْ الكفَّارِ في خدمَةِ مَلكِهِم الكافرِ فمَا هُوَ إلاَّ أنْ وجَدُوا حقيقةَ الإيمانِ والتوفيقِ وذاقُوا حلاوتَه وباشرَ قلوبَهُم فقامُوا من بينِ قومِهِم وقالُوا ربُّنا ربُّ السمواتِ والأرضِ..) مدارج السالكين 3/67. ومذاقُ الحلاوةِ الإيمانيةِ الثالثِ: الرِّضَى بمحمدٍ رسولاً ونبياً. محمدٍ الناصحِ الأمينِ، والرحمةِ المهداةِ، والأسوةِ الحسنةِ، فلا ينازِعُهُ بشرٌ في طاعةٍ، ولا يزاحمُهُ أحدٌ في حُكمٍ: ﴿ فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [النساء:65]. الرِّضَى بمحمدٍ اهتداءً واقتداءً. وبسنتِه استِضاءَةً وعمَلاً. ذكرَ أهلُ السيرِ أن كفارَ قريشٍ لما رفعُوا خبيبًا على الخشبةِ نادَوهُ قبلَ قتلِه يناشدُونَه: يا خبيبُ: أتحبُّ أنَّ محمدًا مكانَك وأنكَ جالس بينَ أهلِك؟ فقال: لا.. واللهِ العظيم ما أحبُّ أن يفديَنِي رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بشوكةٍ يشاكُها في قدمِهِ، وأني جالسٌ بينَ أهلِي. البداية والنهاية لابن كثير (بتصرف) 4/66. وفي يومِ أُحُدٍ جُرِحَ طلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ -أحدُ المبشَّرين بالجنةِ- بأربعٍ وعشرينَ جراحةً، وقعَ منها في رأسِه شجَّةٌ مربَّعةٌ، وقُطع نَسَاهُ يعني العِرقَ، وشُلَّتْ إِصْبَعُه، وكانَ سائرُ الجِراحِ في جسِدِه، وغلبَهُ الإغماءُ ورسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- مكسورةٌ رباعيتُهُ مشجوجٌ في وجهِهِ وطلحةُ محتِمِلُه يرجِعُ بهِ القَهْقَرَى كُلَّما أدرَكَهُ أحدٌ مِنَ المشركينَ قاتَلَ دُونَه حتَّى أسندَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى الشِّعْبِ. لقد تذوقَ طعمَ الإيمانِ فظهرَ ذلكَ في بذلِهِ وجهادِهِ واستماتتِهِ دونَ رسولِ اللهِ، وهكذَا كانَ الصحابةُ والتابعونَ ومَنْ تبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعَنِي وإيَّاكُم بما فيهِمَا من الآياتِ والحِكْمَةِ، أقولُ ما سمعتُمْ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفرُوهُ إنَّه هوَ الغفورُ الرحيمُ ..
الخطبة الثانية: الحمدُ للهِ المنعمِ على عبادِه بعظيمِ آلائِهِ، أحمدُهُ سبحانَه علَى تعاقُبِ نعمائِهِ. وأُصلَّي وأُسلِّمُ على خيرِ خلقِه وخاتمِ أنبيائِهِ، وعلَى صحبِهِ وآلِهِ وبَعْدُ..
عبادَ اللهِ: أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عنْ أنسٍ رضي اللهُ عنهُ عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم أنه قالَ: " ثلاثٌ منْ كُنَّ فيهِ وجَدَ حلاوةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مما سواهُمَا، وأنْ يُحِبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إلا للهِ، وأنْ يكرهَ أن يعودَ في الكفرِ كمَا يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ". أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43). تقديمُ حبِّ اللهِ ورسولِهِ على كلِّ مَا سواهُمَا من أصولِ الإيمانِ المفروضَةِ التي لا يكونُ العبدُ مؤمنًا بدونِهَا، وفي الصحيحينِ أيضًا عنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: " والذي نفسي بيدِهِ لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ وولدِهِ والناسِ أجمعينَ".
وحبُّ المرءِ لأخيهِ المسلمِ لا يحبُّه إلا للهِ من لوازم حبِّ اللهِ ورسولِهِ، وفي الترمذيِّ عنْ معاذِ بنِ جبلٍ قالَ: سمعتُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: "قالَ اللهُ تعالَى: المتحابُّونَ في جلالِي لهم منابرُ من نورٍ يغبطُهُم النبيونَ والشهداءُ". وكُرهُ المسلمِ أن يعودَ في الكفرِ كمَا يكرَهُ أن يُقذَفَ في النارِ.( مِن أعظمِ المحبةِ، فإنَّ الإنسانَ لا يُقدِّمُ على محبةِ نفسِهِ وحياتِهِ شيئًا، فإذا قدَّمَ محبَّةَ الإيمانِ باللهِ على نفسِهِ بحيثُ لو خُيِّرَ بينَ الكفرِ وإلقائِهِ في النارِ لاختارَ أن يُلْقَى في النارِ ولا يَكفُرُ كانَ اللهُ أحبَّ إليهِ من نفسِهِ، وهذِهِ المحبةُ هي فوقَ ما يجدُهُ سائرُ العُشَّاقِ والمحبينَ) روضة المحبين 1/200. هذه المحبةُ هي التي جعلتْ إبراهيمَ عليهِ السلامُ يؤْثِرُ النارَ علَى الرجوعِ عمَّا يدعُو إليهِ مِن عبادةِ اللهِ وحدَه، فكانتْ العاقبةُ: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء : 69]. وهي المحبةُ التي دفعتْ أصحابَ الأخدودِ أن يُقذَفُوا في النارِ ذاتِ الوَقُودِ على الرجوعِ عن عقيدتِهم ودينِهم، فكان الجزاءُ الفوزُ الكبيرُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) [البروج : 11]. عبادَ اللهِ : ومما يُوجِدُ حلاوةَ الإيمانِ تأديةُ المرأةِ لحقِّ زوجِهَا. لِمَا جاءَ عنْ معاذٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: " لو أمرتُ أحدًا أنْ يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِهَا مِنْ عظِيمِ حقِّهِ عليهَا، ولا تَجِدُ امرأةٌ حلاوةََ الإيمانِ حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِهَا ولو سألَها نفسَها وَهِيَ على ظَهْرِ قَتَبٍ". أخرجه الحاكمُ في المستدرك (7325 )، وصححه الألبانيُّ صحيح الترغيب والترهيب رقم (1939). ومما يُوجِدُ حلاوةَ الإيمانِ: غضُّ البصرِ عمَّا حرَّم اللهُ. فعن حذيفةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: " النظرةُ سَهْمٌ منْ سِهَامِ إبليسَ مسمومةٌ، فمَنْ ترَكهَا من خوفِ اللهِ أثابَه جلَّ وعزَّ إيمانًا يجِدُ حلاوتَه في قلبِهِ". أخرجه الحاكمُ (7875)، وقال الألباني: ضعيف جدًا. السلسلة الضعيفة رقم (1065).
عباد الله: إنَّ حلاوةَ الإيمانِ تُرَطِّبُ جفافَ المادةِ الطاغِيَةِ هذا اليوم، وتُحِدُّ من غَلْواءِ الجشَعِ والجزَعِ، وتغرِسُ خِلالَ البرِّ والمَرْحمةِ، مِن ثَمَّ تتنزَّلُ السكينةُ على القُلُوبِ، وتغشَى الرحمةُ النفوسَ: ﴿أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:157]. وصَلُّوا وسلِّمُوا على مَن أمرَكُم اللهُ بالصلاةِ والسلامِ عليهِ فقالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واخذلِ الكفرةَ والمشركينَ، اللهمَّ أنتَ القويُّ لا إلهَ إلا أنتَ، عزَّ جاهُك وتقدست أسماؤُك وصفاتُك، نصرتَ عبدَك وأعززْتَ جندَك، وهزَمْتَ الأحزابَ وحدَك، اللهمَّ كنْ لإخوانِنا في فلسطينَ والعراقِ، اللهمَّ تقطَّعتْ بهم السُّبُل إلا سبيلَك، وأوصِدَت أمامَهم الأبوابُ إلا بابَك، لا حولَ لهم ولا قوةَ إلا بك: اللهم أيِّدهُم وانصُرهم وقوِّهم، اللهم اكفهم شرَّ أعدائهم، وسدِّد رميهم وثبت أقدامهم، وأظهرهم على القوم الظالمين. اللهم إن اليهود وأعوانهم قد طَغوا وبَغوا واستكبروا وتجبروا وقالوا من أشدُّ منا قوة، اللهم أَرِهم قوتَك، وأرِنا فيهم معجزتَك، واصبُبْ عليهم سخطَك، وانزِع عنهم عافيتَك، وارفع عنهم يدَك، اللهم زلزِلهم، وأفشِلْ مخططاتِهم، واجعل تدبيرَهم تدميرَهم. اللهم انصر عبادَك المجاهدينَ الذين يجاهدون لإعلاءِ كلمتِك اللهم أطعِمهم واسقِهم، وارحمْهم واحمِهم، واجمعْ كلمتَهم على الحقِّ، ولا تسلِّطْ عليهم الأعداءَ. عبادَ اللهِ: وإن لم نملِكْ شيئاً نقدمُه لإخوانِنَا فنحنُ لازلنا نملكُ الدعاءَ في الخلواتِ والصلواتِ، وفي السجودِ وجوفِ الليلِ وبينَ الأذانِ والإقامةِ، علينَا ألاَّ نبخلَ بذلك، فالدعاءُ سلاحٌ ماضٍ، وعلاجٌ ناجعٌ. ودعوةُ الأخِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ. والمؤمنونَ كالجسدِ الواحدِ. إذا اشتكى من عضوٌ تدَاعَى لهُ سائرُ الجسدِ .. سبحان ربِّك ربِّ العزةِ عمَّا يصفونَ وسلامٌ على المرسلينَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ..
د. صالح التويجري غير متصل