[أبو سليمان الحامد]

جزاك الله خيراً يا أخي على طرحك الجميل , ووالله إن الألم ليعتصر الفؤاد حينما نرى شباباً أفذاذاً أيتموا أطفالهم وأيموا أمهاتهم وأرملوا نساءهم عن طريق تفجير أنفسهم في العراق أو في الأصح التفجير بهم وتقديمهم دروعاً واقية للزعماء هناك , أليس للجنة طريق إلا هذا الطريق أين ذهب بر الوالدين وصلة الرحم وتربية الأبناء وقيام الليل والصيام وطلبة العلم وتعليم الناس الخير وبذل المعروف والأمر بامعروف والنهي عن المنكر وووو.... أم أن هذه الأمور من قشور الدين ولا تقود إلى الجنة . لست ضد الجهاد ولكن هل قتل النفس من أجل أن يموت علج أمريكي أو علجان يعد نصرة للإسلام والمسلمين , هذا يعد انتحاراً وليس استشهاداً ولا تكفي حسن النية ليكون العمل صواباً حسناً , ومن الملاحظ أن أكثر من يذهب إلى العراق ( أرض الفتن والشرور) إنما يذهب ليموت هناك أو بالأصح ليُقتلَ . وآخر ما يفكر فيه هو نصرة الإسلام والمسلمين . ولذا تجد أولئك الشباب يتنافسون على تنفيذ العمليات الانتحارية لكي يُقتَلَ قبل أن يَقتُل الكافر المعتدي . وهذا خلل عظيم في مفهوم الجهاد لأن الشهادة وسيلة وليست غاية وإنما الغاية هو نصرة هذا الدين ولهذا نزلت آية المصابرة في سورة الأنفال ( الآن خفف الله عنكم .. الآية ) لأن الله سبحانه يريد منا أن ننصر هذا الدين وليس أن نلقي بأنفسنا في حمأة الموت ونقول هذا جهاد .
أنا أعلم أن كلامي لن يعجب كثيراً من الأعضاء في هذا المنتدى (الذي بدأ يأخذ خطاً جهادياً في الآونة الأخيرة وكأنك تدخل منتدى بلاد الرافدين وليس منتدى بريدة),وربما وصموني بألقاب لا أستحقها , ولكن أقول لكل من لم يعجبه كلامي إنما هي وجهة نظر ومحاولة مني لفهم ما يجري هناك فإن أصبت فهذا من توفيق الله وإن أخطأت فأسأل الله الصفح والعفو , وأحب أن أقول لكل من يدافع عن الذهاب إلى العراق أو من يفتي الشباب بهذا الأمر: هلا ذهبت أنت وأريتنا شجاعتك إن كانت فيك شجاعة , أم تكتفي بالترحم على من يأتيك نبأ مقتله من شبابنا وأنت تنام قرير العين مع زوجك أو عند والديك . والله من وراء القصد .