( 2 )
لا شك أن المقاومة حق مشروع لكل الشعوب المضطهدة .
لكن تبقى هذه المقاومة مرهونة بالمعطيات على أرض الواقع ، وواقع الأمة بما فيها لبنان ـ صلب القضية ـ مترهلة عقائدياً وسلوكياً واقتصاديا وعسكريا وثقافيا ولا ينكر ذلك إلا كل مكابر ، لا يمكنها تحت هذه الظروف الدخول في صراع غير متكافئ .
ويجب أن يبدأ التغيير أولا بإصلاح الأوضاع المترهلة ، عن طريق تصحيح عقائد المســــلمين أولاً قبل بناء الجيوش التي تنهار في أولى المواجهات ، عند ذلك يكون المسلم قادراً على مواجهة ما يهدده .
أما رفع شعار ( ثورة حتى النصر ) ، معتمدين على الأحلام الوردية والبسطاء المنساقين وراء كل خطيب مفوه ، فهذا لعمري هو الخذلان بعينه ، ولنا في تاريخنا العربي خير أمثلة ، فقط عودوا بالذاكرة قليلا للوراء وانظروا ما حل بالعرب جراء تلك العنتريات .
إضافة إلى أن الكيان الصهيوني ، يعرف جيدا كيف يتعاطى مع الحدث عكس الدول العربية والتاريخ يشهد بذلك ، فهو لن يغامر باحتلال كامل لأراضي لبنان ، بل سيجعل من تدمير البنية التحتية ، بمثابة ألم البطن الذي على صاحبه أن يجتهد وحده في علاجه .
َأضف إلى هذا أننا اليوم أمة تعشق النفخ ، فقد نفخنا سابقا في صدام البعث حتى انفجر في الكويت
وها نحن ننفخ في ( حزب اللات ) ، مع علمنا بأن تمويله وتحركاته بقرارات إيرانية هدفها فقط إثبات وجودها من خلال أرض غير إيرانية تهيئها إيران دائما كساحة حرب حتى تحقق من هذه التصرفات أهدافا عسكرية وسياسية وبعدا استراتيجيا ، ولكي تثبت للعرب أنها الوحيدة القادرة على حماية الأرض العربية والدفاع عنها ضد العجرفة الصهيونية .
|