( 2 )
سمعنا منك يا " سلمان " قبل سنوات : لماذا نخاف من النقد
لكن لا ينقطع العجب منك .. .. فاليوم نسمع منك : شتائم حضارية !!! .
فلماذا هذا التلون والتقلب الفاضح المتناقض والذي يكذب بعضه بعضا ؟!! .
ولنقف معاً يا ( سلمان العودة )
الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، فالجماعات الإسلامية أطبق عليها التخلف من أقصاها إلى أقصاها ، و هذا من الناحية العلمية والدعوية والاجتماعية والسياسية ، على المستوى الفردي والمستوى الجماعي .. .. إلا من رحم الله منهم .
النقد له أصل شرعي ، إنما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، أو النصيحة ، لكن هذا المصطلح حديث ، يقابله في أصول الدين الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو النصيحة .
الحزبيون توهموا .. .. فالذي ينتقدهم عدو لهم ، و الذي ينتقدهم ينتقص من قدرهم ، والذي ينتقدهم يجب أن يكون في خندق معاد لهم ، و أن الذي ينتقدهم ينبغي أن يسحق ، هذا الوهم الخطير في حياة ( الجماعات الحزبية ) هو عقبة كؤود أمام إزاحة التخلف عنهم .
الحزبيون ليسوا مؤهلين أن يقبلوا النقد ، كل شخص منهم يدعي أنه محور العالم ، و أنه لا يخطئ ، و أن خصمه جاهل ، و أن خصمه حسود ، و أن خصمه يريد أن ينتقص منه ، لذلك باب النقد مغلق في حياة ( سلمان ) خاصة بعد مقالته : شتائم حضارية !!!
لماذا يخاف الحزبيون من النقد ؟ .. .. لأنهم توهموا أن النقد نوع من التنقص لهم ، وبحث عن عيوبهم ، وأن الناقد لابد من أن يكون حاسداً أو حاقداً ، هذا المفهوم غيرُ صحيح ، هذا خطأ يجب تغييره ، أنت حينما تفهم أن الذي ينتقدك هو الذي يحبك ، أن الذي ينتقدك هو الذي يخلص لك ، أن الصديق من صَدَقك لا من صدَّقك .
هذا نوع .. .. يا ( سلمان العودة )
هناك تحليل آخر لرفض النقد .. ..
التحليل الآخر أن هناك من يخاف من النقد ، لأن بيتَه من زجاج ، لأنه يعلم علم اليقين أنه يرتكب الأخطاء التي لا تعد ولا تحصى ، وأنه يحكم أهواءه ومصالحه ، وأنه يفلسفها إن فلسفة علمانية أو فلسفة حزبية بدعية ، هو يصر على خطئه .
هذا الذي يرد على النقد بقسوة بالغة ، يرد على النقد بهجوم دفاعي كما يقول بعض العلماء ، هذا إنسان غارق في الأخطاء والانحرافات ، لذلك لا يقبل نقداً ولا إشارة ، ولا عبارة ، ولا تلميحاً ولا تصريحاً .
|