أنا أحترم رأي الشيخ جزاه الله عنا خير الجزاء سدد الله رأيه
لكن ما موقف الشيخ من هذه الأيات :
قال تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) الأيه
قال تعالى : ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ) الأيه
قال تعالى : ( ومن يتولهّم منكم فإنّه منهم ) الأيه
فهذه أيات صريحات وأمر الله تعالى بإتباعها . . .
قال الله تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعو الرسول ) الأيه
وهذه وقفة مع فتوى الشيخ حامد اعلي حفظه الله تعالى من كل مكروة
حكم الإلتحاق بالشرطة العراقية
[ للشيخ : حامد بن عبد الله العلي ]
فضيلة الشيخ ...
ما رايك في الفتوى في الإلتحاق بالشرطة العراقية، على أن يكون طوع حكومة الإحتلال وعونا له ولحكومته في تحقيق أهدافه، وهذا واضح فالشرطة والجيش أداة تنفيذية، علما بأن المفتي أجاز ذلك من باب تفويت الفرصة على المفسدين؟!
* * *
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فإنّه لا يخفى على مسلم؛ أن البراءة من مخطط المحتل الأمريكي للعراق، ومن كلّ ما يعينه على إنجاح مشروعه الذي صرح بنفسه أنه يتعدّى احتلال العراق إلى الهيمنة على كلّ الأمّة، بأهداف خطيرة على رأسها محاربة دين الإسلام، والسعي لإطفاء نوره، وإلحاق الأمة بمشروعه الإمبريالي المسمّى "مشروع القرن الأمريكي"، وحماية ودعم المحتل الصهيوني لفلسطين.
أنّ البراءة من ذلك كلّه، ومقاطعة كلّ ما من شأنه تحقيق أهداف الإحتلال الأمريكي للعراق، فرضٌ على المسلمين بل أصلٌ من أصول الإيمان، وفصلٌ بين الإيمان والكفر، ولا يسع المسلم بحال أن يتهاون في هذا الأمر الخطير.
وبناءً على ذلك...
فإنّ من انضم إلى عسكر المحتلين ضد المجاهدين في العراق، حتى لو كان مترجما، أو مفتيا يلبس على المسلمين دينهم، هو شريكهم في جميع آثامهم، ومعينهم في جميع جرائمهم، على قدر ما أعانهم فيه.
وكلّ ما يأخذه من مال منهم، فهو كمن يأخذ رشوة في دماء المسلمين، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، ومن قاتل معهم ضد المسلمين المجاهدين، أوأعان، فهو مرتد، وحكمُه حكم المحتلين، وهذا كلّه لاخلاف فيه بين العلماء.
وغيرُ خاف؛ أن الدخول تحت قيادة جيش، أو شرطة خاضعة لمحتل كافر، هو أظهر صور الولاء، ومن المعلوم أنه سيمتثل أمر القيادة بمحاربة المجاهدين، بدأً من التجسس عليهم، مرورا بالتبليغ ضدهم، وإلى قتلهم، أو القبض عليهم، فأيُّ كفر وإفساد في الأرض أعظم من هذا؟!
ومعلومٌ أن المحتل الصليبيّ في القرن الماضي كذلك؛ كان يوظف من الشعوب الإسلامية في الجند والشرطة من استعملهم في حربه ضد المجاهدين، وكان علماء الإسلام يفتون بأنّ ذلك من أظهر الكفر.
ومن الأمثلة القريبة في التاريخ من احتلال القرن الماضي، ما ذكره قاضي الجماعة بمراكش سيدي عيسى السجستاني، ناقلا عن الإمام البرزلي المالكي، لما تكلم على الفئة التي وقعت استغاثتها بالعدو عن طائفة من المسلمين انحازت إلى العدو الفرنسي، ما نصه: (وأحفظ أني رأيت لابن الصيرفي في دولة لمتونة من صنهاجة؛ أن المعتمد بن عباد استعان بهم - أي النصارى - على حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه، وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة، فاستفتى فيه الفقهاء، فأكثرهم أفتى بأنها ردة) [النوازل الكبرى: ج3/ص23].
فهذا فيمن استعان بالكفار في حربه ضد المسلمين، فكيف بمن انطوى تحت الكافرين، وقاتل في مشروعهم، ونصر مخططهم، يسفك في سبيل ذلك دماء المسلمين، ويعلي راية الكفر والكافرين؟!
وكذلك الحكم في هذه النازلة في الإحتلال الأمريكي الصليبي لبلاد الإسلام.
وذلك استدلالا بقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}، ولا يتبرأ الله تعالى إلاّ من كافر.
وإذا كان هذا حكم الشرطة أو الجيش التي تتعاون مع المحتل، فكذلك هو حكم من أعانهم على قتال المسلمين واحتلال أرضهم، ولو بالترجمة، وذلك من أعظم الخيانة لله، ولدينه، ولأمّة الإسلام، وقد أعان من فعل على هدم الإسلام، وشاركهم في قتل المسلمين، وفي الصدّ عن دين الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقال الحق سبحانه في سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاأَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حذر من إعانة الظلمة في الوظائف، كما ورد: (ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم، فلا يكونن عريفا، ولا شرطيا، ولا جابيا، ولا خازنا) [رواه ابن حبان في صحيحه].
ومعناه؛ أن أولئك الأمراء الظلمة يستعملون الشرطي والعريف في ظلم الناس، والجابي والخازن في أكل أموال الناس، بالباطل، الجابي يأخذها، والخازن يحرسها، فيكون الشرطي والعريف والخازن والجابي؛ شركاء للحكام الظلمة في ظلمهم وجرائمهم.
كما قد ورد أيضا في ذلك حديث أبي هريرة عند مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا).
وهؤلاء الذين يحملون السياط ويضربون الناس؛ هم الشرطة الذين هم أداة الظلم بيد حكام الجور - كما بين ذلك النووي في صحيح مسلم - وكما نراهم هذه الأيام يعذّبون الدعاة والمجاهدين، وحتى إنهّم يضربون بسياطهم المسلمين المتظاهرين تأييدا لإخوانهم المسلمين في البلاد التي يقع فيها ظلم من الكفار على المسلمين!
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم؛ حرّم أن يكون المسلم معينا للظلمة، فكيف يكون حكم من يعين المحتل الكافر الصليبي المظهر عداوته، الذي يستعمل من يعينه في كفره وصدّه عن سبيل الله، وفي إهراقه دماء المسلمين ونهب أموالهم واحتلال أرضهم؟!
وقد قال شيخ الإسلام في اختياراته: (من جمز إلى معسكر التتر، ولحق بهم؛ ارتد، وحل ماله ودمه) [نقلا عن الدرر السنية: ج8/ص338، ومجموعة الرسائل النجدية: ج3/ص35].
وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله: (وكذا كلّ من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم، وهو صريح قوله تعالى: {ومن يتولهّم منكم فإنّه منهم}).
وقال ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" [ج1/ص195]: (أنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه، أنه من تولى اليهود والنصارى، فهو منهم، {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، فإذا كان أولياؤهم منهم، بنص القرآن، كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم، ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام، فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية، بل إما الإسلام أو السيف، فإنه مرتد بالنص والإجماع).
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في "كلمة الحق": (أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء؛. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب، وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله، لا للسياسة ولا للناس، وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز، وعن حكم التعاون معهم، بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون).
وقال أيضا: (ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم - أي الفرنسيين - حكمه حكم التعاون مع الإنجليز؛ الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه).
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) [مجموع الفتاوى والمقالات: ج1/ص274].
وقال بن باز أيضا: (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام، لقول الله عز وجل: {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم}) [فتاوى إسلامية، جمع محمد بن عبد العزيز المسند: ج4، السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901].
فإن قيل: فإنّ المحتل الأمريكي وعد المسلمين أنه إذا استقرّ الأمن في بلادهم، وأسسّوا دولتهم، فسينسحب، وذلك موكولٌ إلى تأسيس الجيش والشرطة منهم!
فيا خيبة من يصدق هذا الهراء! ويا لحمق من يفتي بناءً عليه فتوى يحمل بها على ظهره أوزاره، وأوزار من يفتيهم، في جرائم يدخل تحتها من الكفر، وإهراق الدماء، وانتهاك الأعراض؛ مالا يحصيه إلا الله، على أمل أن يَصْدُقَ عدوّ يهوديّ، هو أخبثُ ما يكون كيداً، وأشد ما يكون عداوةَ للمسلمين، أن يصدق في وعده!
وليت شعري؛ أيّ دولة هذه التي سيؤسسها المحتل الصيهوصليبي، ثم ينسحب من بلاد المسلمين ويخلفها وراءه؟!
بل سيكون الكافر الصهيوصليي الحاقد الكاذب المفتري؛ أوّل من يستغل مثل هذه الفتاوى، لإنجاح مشروعه الخبيث، ثم يُؤسّس دولةً تابعة له تكون أداةً بيده، لما يستقبله من خططه الخبيثة في أرض الإسلام.
ثم إنه بلا ريب لنْ يذر وراءه إلاّ الخونة من زنادقة العرب والعجم، يعيثون في الأرض فسادا، كما فعلوا بأمتنا فيما مضى إلى يومنا هذا، وسيكون أوّل عمل جيش دولته وشرطتها - ذلك بعد تقسيم الدولة وتجزئتها - الإجهاز على أهل الجهاد الذين كانت دماؤهم الطاهرة هي التي رسمت عنوان عزّة الأمّة، عندما حلت في أرضها جيوش الكفرة.
ويا للأسَى كمْ يُلدغ المغفلون من المفتين المزيّفين، من نفس الجحر، مرات ومرات، أم تُراهم قد أُعدّوا لهذا الدور، ولهذا يحُتفى بهم في وسائل الإعلام؟!
هذا والواجب على المسلمين من أهل البلاد المحتلة؛ أن يعدّوا لهم من المجاهدين من يُوكل إليه حفظ الأمن بقوّة السلاح، ما يُغنم من المحتل وشرطته وجنده، فيُشهر في قتال الخونة الذين يُعينون المحتل في دولته، وفي محاربة أهل الفساد، كما يُشهر في وجه الكافر المحتل نفسه، لا أن يكونوا عوناً للمحتلين، وعيناً على إخوانهم المجاهدين، وأداةً لإنجاح مشروع الإحتلال، فهذا لا يفتي به أحدُ من علماء المسلمين، لكنّه يصدر من أهل التلبيس والرؤوس الجهال، الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يكونون آخر الزمان، يفتون بجهلهم، فيَضلّون ويُضلّون، والله المستعان.
هذا مالم يكن الدخول خدعةَ حرب؛ ليكون عيناً للمجاهدين، أو لتنفيذ خطة راشدة في مشروع الجهاد نفسه، بما يخدم أهدافه متقيّدا بالشريعة، فهذا داخل فيما يباح من تدابير الحرب المشروعة، فمن أفتى بذلك فقد أصاب، وكان يجب عليه أن يفصل في الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير
أنتهى >>>>>>>>>>>>>>>
ولي عودة على الموضوع من كلام الشيخ سلمان العلوان فك الله أسرة
|