!!! . . . . دوائر المهزلة . . . . !!!
- انتشال 65 شخصاً حياً من تحت الأنقاض في بلدة حولا جنوب لبنان.
- الجيش اللبناني: مقتل 14 مدنيا في غارات دمرت مبان في بلدة الغازية.
- وزير الصحة اللبناني: الاحتلال أدى إلى مقتل 925 لبنانيا وفقدان 75 آخرين.
- مقتل 17 شخص وإصابة 25 إثر غارات على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية وسهل البقاع.
- وأخيراً . . الجيش الصهيوني يعلن أن لا حد لهجماته ..
أحداث متسارعة ومتلاحقة ..
25 يوماً من القصف الرهيب المتواصل . . مئات القذائف سقطت . . وآلاف
الرصاصات انطلقت . .
ولكن . . على رؤوس من . . ؟ ؟
وإلى حيث من ؟ ؟
حرب لا هوادة فيها ولا رحمة . . آلات تسحق الأخضر واليابس..
ومذابح تقتل الأمل في كل نفس أبية . . في أن يقوم لها أبي . .
وفوق هذا وذاك . .
صمت مرير . . أبطاله (نحن) . .
ورأيت صمتاً عالمياً موجعاً
يُنعى به في العالمين ضمير
أيقنت أن الخطب في أوطاننا
جللٌ، وحال المسلمين خطير
نعم . . نحن وللأسف . .
صمتنا . . ووقفنا ننظر . .
تجردنا من أبسط معاني الرجولة . .
حتى الدموع . .
ادخرناها .. وبخلنا بها عن إخواننا ..
ربما ندخرها لليوم الذي يحين فيه دورنا . .
يوم نؤكل كما أكل الثور الأبيض . .
..ربما . . من يدري . . ؟ ؟
بل . .
ودعونا نصدق مع أنفسنا . .
لقد بخلنا بما هو أكثر من ذلك . . ! !
لقد بخلنا بالدعاء الصادق لأخواننا وأهلينا . . ! !
أسألكم بالله . .
من منكم دعا لهم اليوم . . ؟ ؟
من منكم يدعو لهم في سجوده . . ؟ ؟
من منكم دعا لهم بين الأذان والإقامة . . ؟ ؟
من منكم لما رأى طفلة قد عبث الحرب بوجهها . . أو شيخاً لعبت بجبينه رصاصات
الخيانة . . أو عجوزاً صدمها مقتل وحيدها . .
من منكم لما رأى بعضاً من تلك الصور الدامية . .
رفع إلى السماء وجهه . . وتوجه إلى مولاه بقلبه . . ومد يديه داعياً متضرعاً . .
هل وصلت بنا الحال إلى أن . . . . .
لا . .
لا . .
لا أود أن أقول شيئاً كهذا . .
دعوها تتلجلج في خاطري . . فذلك أحب إلي من أن تخرج . .
إنها مهزلة وأي مهزلة . . أن نهتم بمصائفنا وسياحتنا . . وننسى أو نتناسى كل ما يحصل إخواننا هناك . .
إنها مهزلة وأي مهزلة . . أن يبكي صغارنا على حلوى لم يذوقوها . . ولا يبكون لأجل آلاف من أمثالهم لا يجدون فراشاً يلتحفون به . .
إنها مهزلة وأي مهزلة . . أن تفرد للأخبار الرياضية في صحفنا ملاحق خاصة . . ولا تفرد لأخبار إخواننا في لبنان جرائد تنقل أخبارهم وآهاتهم . .
إنها مهزلة وأي مهزلة . . أن يدبج الخطيب كلماته ، ثم يلهب الآذان بها ، ويتكلم عن وجوب النصرة والاهتمام بأمر إخواننا . . ثم تجده في مجلسه العامر . . وبعد صلاة الجمعة مباشرة يتداول مع الحضور آخر تطورات الأسهم أو العقار . .
إنها مهزلة وأي مهزلة . . أن نرضى بالحياة على هذا الذل . . وعلى هذا الخنوع . . وعلى هذه المهازل ..
ولثغة طفل تصير بها السين ثاءً إذا نطق البسملة . .
أعز وأرقى من خطبة المهزلة . .
ومن ألف تفعيلة ألف بيت من الشعر تكمل دائرة المهزلة . . ! !
لكن . .
لكم الله يا إخوننا . .
فلقد قدر عليكم أن تعيشوا في زمن لا رجال فيه . .
فيه أشباه الرجال ولا رجال . .
فاصبروا واحتسبوا . .
فحسبنا وحسبكم الله ونعم الوكيل . .
تجرعوا مر الكؤوس . .
ولا تحزنوا . .
فهذا قدركم . .
وما إخالنا إلا متجرعيها بعدكم . .
فالله المستعان ..
ولكن . . ليس معنى كل ما سبق . .
أن لا بوادر للأمل . .
لا . .
إن حجراً في كف طفل صادق . .
لهو أطيب من ألف رصاصة من رصاصات حزب الشيطان . .
إن جموع المؤمنين ما زالت تفيض غيرة وحماسة . .
أبشروا وأملوا . .
ما دام ياسين والرنتيسي قد خلفوا أبطالاً كهنية ومشعل والزهار . .
أبشروا ..
فبوادر الأمل الجميل قادمة . .
وإن اشتدت الوطأة . .
فيا أيها المجاهد الصادق . .
حطم قيود الخوف، وافتح صفحة
فيها تسطر للإباء سطور
أعدد لهم ما تستطيع وإن يكن
حجراً، فربك حافظ ونصير
قواتهم عبء عليهم حينما
يقضي بنصر المؤمنين قدير
يا أيها المظلوم كن متفائلاً
فلديك أنت لنفسك التغيير
ستكون بالإيمان أرفع هامة
لو ألف طائرة عليك تغير
إن كنت تبغي النصر فاسلك دربه
واطلبه ممن عنده التدبير
تلك خلجات في الفؤاد . .
أبت إلا أن تخرج . .
جاءت مهلهلة مكسرة . .
تمشي على استحياء . .
لكن ذلك كان خيراً لها من أن تحتبس في صدري خذلاناً لشعوب أبية .. أبت الظلم . . وحاربت المحتل .. .
خواطر اعتلجت في الفؤاد حتى كادت ترديه . . فالحمد لله أنها خرجت . . ...
والسلام عليكم ..
وعلى الرجولة الضائعة . .
والأنفة المفقودة . .
وروح الجهاد المهمشة . .
..ورحمة الله وبركاته . .
..
..
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،
فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )
يحيى بن معاذ _ رحمه الله _
|