13-08-2006, 03:51 AM
|
#82
|
كاتب متميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 541
|
أخي المشرف العزيز / أسد
:: أبدو متفائلا جدا بنتيجة جاءت في أعقاب الأحداث الأخيرة حيث بدأنا نسمع حديثا عن أهمية التفريق بين الفتوى العينية والفتوى الأممية
ولذلك فإن سؤالك أخي أسد يبدو لي كبيرا .. أكبر من أن يجيب عليه كرمع وحده وبهذه الطريقة
وأذن لي أن أسوق إليك حديثا تحدثت به في آخر ذكريات الخليج وهو رأي أرى أنه ليس من باب وضع اليد على الداء هنا وإنما أعده نوعا من الإشارة بالاصبع لمساعدة من يسعى لمعرفة الداء أقول :
( ولكن متى ستعود العراق ؟
ومتى ستعود أفغانستان ؟
ومتى ستعود فلسطين ؟
نحن لايمكننا أن نضرب موعدا محددا لذلك .. ولكن المعطيات التي بين أيدينا تؤكد أن الأمة كلما صدمت صدمة انتبهت انتباهة .. وهذا يدل على أن الطريق ليس قصيرا لأن الانتباه سيكون بالتجارب والصدمات لابالاستراتيجيات الهادفة كما ينبغي ومما يدل أيضا على أننا سنخسر كثيرا مع كل صدمة .. خسارة اقتصادية أو بشرية ولكنه بالطبع سيكون تسديدا لديون الاستيقاظ الفكري .. والوعي الحضاري ..
بين أيدينا أيها الأخوة نقاط مصالح قابلة للمساومة بأي مرتقى ينهض بنا إلى أعلى ولكننا للأسف الشديد لم نحسن استعمالها !! وسيأتي اليوم االذي نندم فيه على هذا التفريط .. النفط .. الإعلام .. الاقتصاد .. التصنيع .. وغيرها كثير
وكل تودد نراه اليوم هو من باب تأخير العداء إلى ساعة الاستحواذ على مايستطاع من هذه المصالح .. وعندها سنكتشف أننا مستورون (بمدن ملح) تذوب مع الماء !!
نحن متأخرون كثيرا في نهوض كثير .. ابتداء من التصنيع المتطور إلى الاقتصاد إلى الخطط الاستراتيجية طويلة المدى إلى التعليم العملي المنتج إلى الانظباط الأخلاقي إلى الفهم الواعي لحرب المصالح إلى معرفة أهمية التصالح مع الشعوب .. وحتى التآلف .. نعم .. إنني أيها الأخوة أرى أن المسلمين اليوم لن ينتصروا بالشكل التصادمي الذي نراه اليوم !!
حتى يكون اجتماعهم وتآلفهم أكثر ويكون تفرق أعدائهم بشكل أكبر ..
إنني حيثما سمعت تصريحا لشافيز أو كاسترو وهما يدينان الولايات المتحدة ويتهمانها بسوء .. إلا تملكتني فرحة عارمة .. وعندما اغتال ولد يهودي رئيس الوزراء اليهودي اسحق رابين صفقت فرحا .. لا لموت هذا الهالك فقط ففي الكيان الصهيوني ماهو أعتى منه ولكن لوجود فرقة داخل الصف اليهودي ..
وهذا الذي امتن به الله على نبيه عندما تحقق في جيشه التآلف قائلا ( وألف بين قلوبهم .. لو أنفقت مافي الأرض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
وعندما أجاب الرنتيسي رحمه الله وتقبله على من سأله عمن توعد حماس من السلطة الفلسطينية أجاب : أقول له ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ماأنا بباسط يدي إليك لأقتلك ) وهذا الذي فوت على أسرائيل كثيرا مما كانت تريده من ضرب الحكومة الفلسطينية بحماس والعكس .. ولكن حماس نجحت في هذا .. ولذا لم تصطدم بفلسطينين .. ولم يكن من هدفها ذلك .. وبالتالي حازت على رأي الشارع الفلسطيني بنتيجة رائعة
إننا بحاجة إلى الوحدة وتناسي الدماء والالتفاف حول النقاط المشتركة والتنازل عن كثير مما ترغبه النفس ويباعد بين الجماعة ..
عندما تجرأت الدنمارك على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ثار المسلمون في كل مكان .. بل وفي كل عرض إخباري تجد الحشود الغاضبة نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم .. ذلك كله أثبت أن لدينا طاقة بشرية إسلامية هائلة في كل مكان وهي تنتظر رمزا يوحدها ويسير بها ، ويشترط لهذا الرمز القائد أن يكون قريبا من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فكلما اقترب من هديه صارت هذه الحشود تدين له والعكس بالعكس .. وكذلك فقد علمتنا هذه التجربة أن سلاح الاقتصاد سلاح فعال لايستهان به ..
بل إن السلعة التي تراها في دكان الحي تتحول إلى آلة حربية يمكنك أن ترى أثرها على شاشة القنوات بتحركات السفراء وتصريحات الرؤساء !!
ولكنني قبل أن أختم أحب أن أؤكد على :
*** أن النصر بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
*** أن التفاؤل عقيدة من عقائد المسلم يجدر بنا أن لاننساه
*** أن نعرف أن الحرب تشمل كل شيئ من سلاح وإعلام واقتصاد وتعليم وأشياء كثيرة تتفاوت في الأهمية ..
*** أن كل صدام بين مسلم ومسلم آخر تعد فرصة سانحة للعدو
*** أنه يجب علينا أن نقرأ السيرة النبوية بتأنٍ وباستقراء واع
وأخيرا أسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين .. آمين )
أرجو أن أكون ساهمت بهذه اللمحة في الجواب الذي أشرت إليه أخي أسد
:: فعلا .. كانت تلك الفترة عنيفة .. وملتهبة .. ولكني كنت مؤمنا بأن الخير قد يولد من رحم الشر ..
صدقني .. كنت أبغض ذلك الذي حصل في حينها .. وأمقت بعض ماجتمع عليه الناس هناك .. ورأيت أمام عيني من وقف ناصحا ومبينا دون استجابة تذكر .. ولكن صدق قصير حين قال ذات يوم ( لايطاع لقصيرٍ رأيٌ ) !
هذه الصدمات فيها تزكية وتصفية وجلاء .. ودروس .. والاستفادة من تلك الدروس بإعادة الخطاب وصياغته بصورة أكثر حكمة يعتبر خطوة رائعة في التقدم نحو الأمام ..
لم أكن من جناتها .. ولم أتلطخ بها .. ولاأحب تكرار أمثالها .. ولكني أقول : قدر الله قدرا لحكمة يريدها .. ونحن نرضى بقضاء الله وقدره .. ونؤمن أن في الشر خير كثير ..
:: الهدف الذي أريد الوصول إليه هو أن يسمح القارئ الكريم لحروفي بالدخول إلى رأسه .. وهذه النتيجة لاأستطيع معرفتها سوى لما أرى تفاعل القاريء مع ماأكتب .. وهذا يختلف بطبيعة الحال من موضوع إلى آخر .. ولذا فإن إطلاق صفة الذروة في بلوغ مثل هذا النوع من الأهداف يعتبر غير منطقي في نظري
شرفتني أيها المشرف الكريم بهذه الأسئلة الكريمة
دمت في خير حال حتى نلتقي إن شاء الله
__________________
إهداء / أبورائد
|
|
|