[كرمع]

أخي الكريم / ربيع العمر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا هنا .. ولعلك تعود بإجابات تروي عطش أسئلتك

اقتباس السؤال الأول قرأت لك وقرأت فيك هما شريفا أسأل الله تعالى أن يوفقك ويعينك على حمله ..هل لك أخي أن توضح لي وللإخوة هنا كيف نمت فيك تلك المعاني الجيدة وبمعنى أدق أرغب في أن نستفيد مربين ومتربين من العنصر الذي كان له الفضل في هذا التوجه الرائع الذي تحمله فمن هو صاحب الفضل وماهو - في نظرك - الجزء أو الأجزاء التي أثرت فيك منذ النشأة الأولى؟

أجبت فيما مضى على سؤال قريب من هذا .. وقلت إن حصر السبب في جهة معينة أو في شخص معين شيء خاطيء _ في نظري على الأقل _
البناء لايكون بالطوب فقط ولا بالتراب فقط ولا بالأخشاب ولا بالحديد كل على حدة.. وإنما بها جميعا
وكذلك يكون بناء الإنسان لنفسه ..
يجب عليه أن يستفيد من كل شيء .. نعم .. من كل شيء .. والمعارف حولنا ملقاة على قارعة الطريق ولكن أين
الحرص الوقاد والتركيز الدقيق واالاكتناز المتعاهد ؟
عندما سمع ابن المبارك فائدة من راعي غنم وهو يسير في قافلة أنزل كاغده وإداوته ليكتبها .. وعندما استغرب أصحابه ذلك قال : رب جوهرة في مزبلة
وعندما كان ابن عباس يقرأ قوله تعالى ( وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) التفت إليه أعرابي وقال : والله ماأنقذهم منها وهو يريد أن يلقيهم فيها .. فقال ابن عباس يحدث نفسه : خذها من غير فقيه
وبسبب هذه النظرية فإنني أرى أن من لهم فضل علي لايحصون عددا ..
المعلمون والمؤلفون والمتحدثون جميعهم .. وكل من نصحني .. أووجهني .. أوحرصني .. أوأدبني .. أوقومني .. أودلني على معلومة أو عمل أو طريق .. أو حتى خالطني وصاحبني ..
كما لايفوتني الاشارة إلى أنني استفدت كثيرا من كيفية التعامل مع الآخرين بسبب كثرة خلطتي للشباب في المناشط العامة منذ كنت في المراحل الأولى
والرافعي يقول في أحد مواضيعه ( وكيف سيتعلم المرء الحلم والصبر والإيثار والصفح وهو منعزل في غار بين بضعة أحجار .. ؟) بتصرف
أتمنى أن يكون هذا الجواب صدى طيبا لسؤالك

اقتباس السؤال الثاني : تخيل معي أيها الفاضل أنني ممن تدرسهم في المرحلة الثانوية ... وفي رحلة مدرسية سنحت لك فرصة لتوجيه نصيحة لي ساعدك فيها هدوء نفسي وأريحية المكان.. فماذا ستكون تلك النصيحة ياترى؟ علما بأن شخصيتي يغلب عليها الجدية والتوجه الصالح..

سأقول مجتهدا والإعانة من الله : تذكر بأنك لن تسع الناس بمالك ولكن بأخلاقك وتذكر بأن في الجنة درجة لايبلغها المرء بصلاة أو صيام وإتما بحسن الخلق وتذكر بأن الخلق الحسن يعني أن تتخلى عن حظوظ نفسك من أجل الآخرين ، لاتكثر من الجدال وأكثر من العمل ، ماتكتبه اليوم ستلقاه غدا ، لاتتأسف على مامضى واجتهد لما سيأتي وتذكر بأن:
مامضى فات والمؤمل غيب # ولك الساعة التي انت فيها
كل لذة لاتعدل لذة خفض جناح الذل للأبوين ، وكل انشراح لايعدل لذة انشراح الصدر بعد التوبة والاستغفار ، الرجال يقيمون باللسان ولايقيم بالمظهر إلا النساء غالبا فلسانك لسان جنانك وجنانك محتاج إلى كثير من المعرفة فأكثر من القراءة ومن السماع
دمت بخير أبدا


أشكرك على وجهة نظرك الكريمة وعلى تبسطك الكريم ويكفيني حبا لهذا الاسم أن يكون فيه إضافة معلومة جديدة لمن لا يعرف اسم ثمر أكثر الأشجار في بيئتنا :D



عزيزي / ربيع العمر
تقبل من صديقك كرمع كل محبة وتقدير وإجلال