أخي أسامة النجدي : نعلم أن للشيخ ناصر أطروحات جريئة وكلمات نيّرة ولكنها لاتصل لمخالفة المألوف عليه من الطرح السائد وتبقى ضمن ما هو داخل في تحليل الأوضاع ليس أكثر , ولا أعتقد أن الشيخ يظهر ما لا يبطن لما عرفنا عنه من قوة الحق والناس في هذا مختلفون بدرجات, أما مانتحدث عنه فهي الأصول , لا أعتقد أن الشيخ ناصر والشيخ سلمان وغيرهما مختلفان في الأصول بل أزعم أنهما متفقان في أغلبية الفروع والجزئيات وهذا ما أعنيه , بمعنى أنه لو تخالف الشيخان على مسألة جزئية هل يسوغ لنا هجر أحدهما والنيل من عرضه؟ هذا من الجهل , وأذكر لك مثالاً من أمثلة التوافق الكبير بينهما , بيان العز والشرف - بيان الـ 26 - كان الشيخان بالاضافة إلى الشيخ سفر من أوائل الموقعين على البيان الذي يطالب المجاهدين بالسير على طريق الجهاد والنكاية بالأمريكان ولايرى ذهاب الشباب هناك , فهل كان الشيخ ملزماً ليوقع؟ هذا استنقاص لمهابة الشيخ ناصر وتحليل ناقص جملة وتفصيلا.
أما قولك بأن الشيخ سلمان قد استعجل في فتواه بدخول الجيش والشرطة وأقول لك أخي للمرة العاشرة الشيخ ساق اعتبارات بنى عليها فتواه هل كلفت نفسك بقرائتها أم رددتها بمجرد سماع أصل الفتوى؟ أدعوك لقراءة المبررات ولنرد عليها سوية هنا ونرى ماهو الأصلح ونتبعه بمعزل عمن قاله سواء قاله الشيخ سلمان أو أسامة النجدي !
وهنا أعتقد أن أخي البارع انساق وراء النجدي وهو الذي يجب أن يعي هذه النقطة بالتحديد ويرد عليها ولكن لعله سهوٌ نعذره فيه , وهو في مسألة قول الشيخ بالتعلم ووجوبه فهذه نظرة العاقل المستبصر في دينه ودنياه , الشيخ لم يجد تعارضاً بين العلم والجهاد لماذا نخلق نحن هذا التعارض ؟ الشيخ له مقولة جميلة ذكرتها في رد لي هنا [ليس معنى الجسد الواحد أنه عندما يقتل واحدٌ منا أن نقتل جميعاً]
يا أخي ما سبب تخلفنا الآن أليس ضعف إعدادنا لمواجهة أعدائنا ؟ ولاتتأتى هذه القوة إلا من خلال التعلم , ولنا في حركة حماس أقرب شاهد , ذكرت تقارير أن الحركة استطاعت بفضل الله ثم بفضل المنتسبين لها من [المهندسين] أن تصنع مئات الصواريخ بنفسها , وهنا اتحد العقل والعمل فخاضوا جهاداً بإذن الله لهم النصرة والغلبة.
وبالمناسبة الشيخ سلمان لايقول دعوكم من إخوانكم وإذهبوا لتتعلموا وتربوا أبنائكم لا لا هذا تجني على الشيخ بل يقول استعملوا ماتعلمتم به في خدمة إخوانكم وأعدوا العدة لجهاد أعدائهم.
وبالمناسبة الشيخ اليوم في حلقة الحياة كلمة ذكر أنه بالأمس وبعد الإنتهاء من درسه في مسجد الدميني انبرى أحد المتحذلقين له وركب معه في سيارته وقال له : لماذا تمنع الشباب من الذهاب للعراق أنت تخالف الكتاب والسنة؟ قال له الشيخ سلمان كيف , قال: "وإن استنصروكم في الدين ...." فقال الشيخ من الذين استنصرونا ; يقصد الشيخ أنه لما أتى بهذه الآية أراد أن يعلمه أن في القرآن ماهو دليل صريح وقطعي وفيه ماهو محتاج للسنة أن توضحه, ثم قال له الشاب : أنا لا آخذ بقول الشافعي ولا أحمد ولا أبوحنيفة ولا مالك بل آخذ بالكتاب والسنة فرد عليه الشيخ : ومالك وأحمد وأباحنيفة والشافعي وابن باز وغيرهما هل أتو بغير مافهموه من الكتاب والسنة؟
الشيخ امتدح هذا الشاب بأنه مأدب وقال أنه أعجب به , إنظر إلى روح الأبوة من الشيخ سلمان لاطفه وامتدحه وحاوره وأجزم أن هذا الشاب وبهذه الأخلاق سيدرك ضالته ويستبصر طريقه .
__________________
أعاذل ذرني وانفرادي عن الورى *** فلست أرى فيهم صديقاً مصافيا
نداماي كتبٌ أستفيد علومها *** أحباي تغني عن لقائي الأعاديا
وقد جلت في شرق البلاد وغربها *** أنقب عمن كان لله داعيا
فلم أجد أر إلا طالباً لوجاهةٍ *** وجمّاع أموال وشيخاً مرائيا
قبضت يدي عنهم وآثرت عزلـــةً *** عن الناس واستغنيت بالله كافيا
آخر من قام بالتعديل الطيــــر; بتاريخ 25-08-2006 الساعة 08:09 PM.
|