هنا سأنقل من كلام الشيخ ما يعزز ماقلناه آنفا من كثرة ماقاله في جهاد النفس وغيره ورجائي هي القراءة المتأملة :-
يقول الشيخ سلمان العودة في حوار مع منتدى السقيفة (
لأن ينجح فرد في إعداد مجموعة من شباب الأمة علمياً وعملياً ، وعقلياً , وخلقياً وجسدياً , ثم يموت شهيداً بإذن الله ، أحب وأنفع من أن يذهب شهيداً دون أن يقدم شيئاً ؛ فالأمر مصلحة أمة ديناً , و دنيا ، وليس مصلحة لفرد )
ويقول أيضاً (
تميز بعض الأفراد والجماعات بالجهاد القتالي قد يكونوا هم أولى من غيرهم بتوجيه المعركة في المناطق الساخنة كفلسطين وغيرها ، وهم يستحقون الإشادة والدعم لأنهم تعبير عن وجود الأمة , وإحيائها )
وهذا لقاء تركي الدخيل مع الشيخ سلمان العودة في برنامج إضاءات.
تركي الدخيل: طيب، تحدثت شيخ سلمان قبل قليل عن موقفك من العراق، أنت كيف ترى؟ هل ترى أن هناك جهاداً في العراق يجب أن يعني يؤيَّد ويناصَر أم ماذا؟
الشيخ سلمان العودة: أولاً أرى أنه المقاومة كما تسمى أو الجهاد يعني ليس عندي إشكالية في الاسم حتى لو سمّيته الجهاد المشروع بمقاومة العدوّ المحتل في العراق, في فلسطين, في الشيشان, في أي بلد يتمّ احتلاله من طرف خارجي بالقوة العسكرية، أعتقد أنه من حق أهل البلد بل من واجبهم إذا استطاعوا أن يقاوموا هذا العدو، وفي حالة العراق حتى الأمم المتحدة تعتبر الذي حصل هو عبارة عن غزو واحتلال, والأمين العام قبل أسبوع فقط صرَّح بأنه ليس هناك غطاء شرعي وكل التهم التي..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: للحرب؟
الشيخ سلمان العودة [متابعاً]: للحرب، وكل التهم التي قيلت..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: لكن من يقاومون؟ يقاومون كل العالم الإسلامي أم يقاومون..؟
الشيخ سلمان العودة [متابعاً]: لم يثبت أي شيء منها صحيح, لا أسلحة الدمار الشامل ولا غيرها.
تركي الدخيل: هذا سياسياً لكن تحديداً في العراق أنت يعني أذكر أن لك موقفاً قديماً فيما يتعلق بذهاب شباب من السعودية للجهاد في أفغانستان أو حتى في العراق، كيف تفرِّق.. طيب تؤصل الحين يا شيخ لمسألة المقاومة؟ وكيف تستطيع يعني أن تضبط هذا الشاب الذي يستمع هذا الحديث عن المقاومة ثمّ لا يستطيع أن ينضبط بأن المفروض أنه ما يروح؟
الشيخ سلمان العودة: يعني نحن نقول يعني من حق بل من واجب أهل العراق إذا استطاعوا أن يواجهوا العدوّ المحتل بإمكانياتهم ووسائلهم فهذا هو حق عليهم.. وواجب عليهم وحق لهم أيضاً، والعالم الإسلامي بل العالم كله في الغالب باستثناء القوة الغازية يُؤيّد ولو نظرياً هذا الموقف، وهذا مثل ما نجده في فلسطين، وهنا أنا أقول.. أحببت أن أوضح هذا الكلام لأنه في صوت بعض طلبة العلم هنا في السعودية يعني يرفض مقاومة المحتل, وقد يبدو أن هذا الصوت هو صوت علماء المملكة أحياناً أو هكذا يتخيّل البعض، أنا أحببت أن أقول: كلا, بل يعني علماء المملكة في غالبيتهم وجملتهم مع المقاومة الفلسطينية ومع كل مقاومة صادقة لعدو محتل إذا انضبطت بالضوابط الشرعية، نبقى في عملية انتقال الشباب مثلاً سواء كانوا شباباً سعوديين أو من أي دولة عربية أو إسلامية إلى العراق أو حتى من قبل إلى أفغانستان في الفترة الماضية، هذا تحكمه عوامل أخرى ليس فقط هو الفتوى التي ذكرتها قبل قليل، تحكمه اعتبارات كثيرة جداً منها إنه هل فعلاً مثلاً قضية كقضية العراق هي قضية المسلمين الوحيدة بحيث نقول يجب أن تُوقف جميع مشاريع التربية والدعوة والإصلاح والبناء وينهمك الناس في موضوع العراق؟ ومنها أيضاً وضوح الهدف لأنني أفرِّق في قضية العراق بين أن يكون الهدف هو طرد المحتل أو على الأقل إلحاق الأذى بالمحتل ليعرف أنّ اقتحام حرمات الدول والأمم ليس بالأمر السهل وأنه يدفع ثمنه غالياً، وبين أحلام قد توجد عند بعض الشباب, وإحنا قلنا: "أحلام" لأنها ليست واقعية في الظروف الحاضرة التي نعيشها اليوم في بناء مثلاً كيان إسلامي في العراق وشيء من هذا القبيل..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: إعادة الخلافة أو..
الشيخ سلمان العودة: مثلاً.. فهذه أشياء لا تدعمها ظروف الواقع ولا تساندها، وينبغي ألا يكون هناك تداخل لأنه فرق كبير جداً بين هذا الهدف وذاك الهدف، زِد على ذلك أنه يعني أهل البلد أنفسهم كما يقال: "أهل مكة أدرى بشعابها"، فعندهم خلفية ومعرفة وطرق مثلاً معينة وأهدافهم واضحة, لكن لو دخلت عليهم أطراف أخرى مختلفة معهم في النظرة, في التربية, في المنهج, في السلوك, ربما أنها تُربك حتى عملهم، على سبيل المثال الفلسطينيين مثلاً لو دخلت معهم أطراف من دول إسلامية أخرى في مقاومتهم للعدوّ المحتل، ربما لن يكونوا ليستطيعوا أن يضبطوا بناءهم الداخلي فيما بينهم, ربما أدى هذا إلى ارتباك وتداخل أو حتى أحياناً نوع من المواجهة داخل الأطياف الفلسطينية نفسها.
تركي الدخيل: أيها الإخوة حيّاكم الله في إضاءات من جديد. لا يزال حوارنا مع الشيخ سلمان العودة, شيخ سلمان حياك الله من جديد كنا قبل قليل نتحدث عن الجهاد، كنتَ أيام الجهاد الأفغاني أو ما يُسمى بالجهاد الأفغاني تقول بأنه لا يجب.. كنت لا ترى بأن الشباب المتديّن في السعودية يجب أن يذهب للجهاد هناك, وأن يكتفي بدعم الأفغان بالمال وقلت أنهم لا يحتاجون إلى الرجال، هل كنت يعني تقول هذا الرأي لأنك تتوقع أن أفغانستان كانت ستكون محضناً لوضعٍ متفجرٍ سيعود إلى البلاد الإسلامية؟ أم ماذا يا شيخ؟
الشيخ سلمان العودة: كنت أعتقد أو أعلم أنه لم يكن هناك محاضن تربوية لاستقبال الناس هناك, وغالب الذين كنت أشاهدهم يذهبون هم من الشباب في مقتبل العمر لأنه فترة التوقد والحماس..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: وش هي المحاضن يعني؟
الشيخ سلمان العودة:لم يكن هناك محضن تربوي.. يعني كان هناك تدريب مثلاً على استخدام القوة في مواجهة العدو, لكن.. ومن هنا يصبح الإنسان له سواعد مفتولة..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: قوية أيوة.
الشيخ سلمان العودة: لكن فكرة أن يكون لدى الإنسان أيضاً فقه شرعي وأناة.. ولذلك العلماء يقولون: إن الإنسان يجب أن يتربّى على الصبر في المواجهة والاندفاع، والصبر في الإحجام أيضاً.
تركي الدخيل: هل تعتقد أن السعودية فيها مواطن يعني تربوية..؟
الشيخ سلمان العودة: السعودية فيها..
تركي الدخيل: كالتي تفتقدها في أفغانستان؟
الشيخ سلمان العودة: السعودية فيها مواطن, فيها مثلاً حلقات العلم, فيها حتى المدارس الحكومية، فيها المراكز الصيفية, فيها المناشط, فيها مجالس المشايخ, بل الوضع الاجتماعي نفسه هو يُعتبر.. أوضاع اجتماعية.. أسر وكذا..
تركي الدخيل [مقاطعاً]: ضمانة يعني..
الشيخ سلمان العودة [متابعاً]: هو ضمان؛ ولذلك أنا أقول أن الكثير من الناس الذين يتكلمون اليوم في الصحف وهذا جزء من الهجمة على الإسلاميين يتكلمون مثلاً عن المراكز الإسلامية, عن المخيمات التربوية وأنها غير بريئة, يتكلمون عن الأنشطة اللاصفيّة..
وفي الأخير أتمنى أن تطلعوا على ندوة هذه الندوة شارك فيها عدد من العلماء: (د.ابن جبرين، و د.عبد الله التويجري، و د.سلمان العودة) حول الجهاد في سبيل الله من جوانب عدة، فبينوا واقع الأمة اليوم وحكم الجهاد في سبيل الله، وكيف يكون جهاد المرتدين والمنافقين اليوم وما الآثار التي ترتبت على ترك الجهاد في سبيل الله، ثم دعاوى السلام والتطبيع، مع مداخلات وكلام للمقدم وهو الشيخ خليفة.
http://audio.islamweb.net/audio/inde...00033&spid=157
وباستطاعتك الاستماع أو القراءة.
وفق الله الجميع