هزني منظر ذاك الشاب .....أثار أشجاني ....
شتان ما بينهما !!
شدهت، هزني منظره بقوة ، أثار أشجاني ..
حركني ..كاد قلبي يطير من الفرح حين رأيته بثوبه الأبيض النقي كنقاء قلبه ، وقد علا نور الطاعة على محياه ، وبجسمه النحيل وخطواته الصغيرة يحث خطاه مسرعاً إلى أين ؟!! إلى المسجد ، الله أكبر ، ما أجمله من منظر !!!
ربما غاليت لكن قلمي الذي سطر حروفه مزهواً مختالا بهذا الموقف وهو نفسه القلم الذي
سال دما لا حبرا وهو يندب شباب أمتنا، وذلك الفؤاد الذي ابتهج وسعد وهو يبصر خطوات ذلك الطفل وهو نفسه الفوائد الذي تقطر ألما وكمدا ، حين رأى ذلك الأب وقد نام عن صلاة الفجر ، وذلك الشاب الذي تقلد قلادة حول عنقه وقص شعره حتى صار فتاة ..
لما رأيت ذلك الطفل انبعثت من بين جوانحي صرخات ..
هكذا تكون التربية وإلا فلا ....
كانت له أما ً قد قرأت سير أولئك الأمهات اللاتي خلفن أروع بصمات في سجل التاريخ بتربيتهن ، لربما قرأت بعض قصص أولئك كأم سفيان الثوري وغيرها وغيرها ...
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إن التشبه بالعظام عظيم ...
لربما قرأت قصة ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره ، حين توقظه أمه منتصف الليل ليقوم الليل ، الله أكبر ، ما أروعها !! كانت تعد له الماء الدافئ وتقوم الليل بجانبه إذا بزغ الفجر ، وارتفعت أصوات المآذن بصوت الحق ، الله أكبر ، تمسكه بيديه الطاهرتين ، وتذهب به نحو المسجد ، تنتظره عند عتبه المسجد حتى يخرج فتعود و إياه إلى البيت حتى إذا بثت الشمس أشعتها في أرجاء الكون ، ذهبت به لتلقيه بين أيدي العلماء ،
حتى غدا ذلك الطفل الصغير إماما يأتم به أهل السنة والجماعة واسما ومنهجا يتدارسه طلاب العلم إنه : أحمد بن حنبل ..
لكن ماذا عنا فتيات الأمة ، وأمهات المستقبل ماذا عن أجيال ستخرج من تحت أيدينا ؟! هل سيخرج هل من تحت ذاك الذي استهوته صرعات الموضه ، أم ذاك الذي استهوته صرخات الجهاد فأسرع يدب خطاه نحوها ؟!!
__________________
نفسي أعيش في عالم . .قلبه طيب مسالم مافيه مظلوم وظالم ... نفسي في عالم جديد
أختكم ... روح العالم
|