مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-09-2006, 12:16 AM   #20
أبوسلمان الخالدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) البيت وآله الخمسة



لا أدري من أين أبدأ ، من الحدب الحنون ، أم من المرحومة الغالية ، أعشقهما كعشقهما لـ(الفلاحة).

لا بل من البيت الشعبي حاضنهما واثنتين بمنزلة الأم وآخر رفيقنا إلى (ساسكو) على (الكرسيدا) .



هم خمسة ، والبيت سادسهم

لك أن تراهم يفطرون تحت (العريش) ، أو ترقبهم عند الغداء في غرفة الجلوس أمام (الكنديشن) ،

أو تتحلق معهم على (السفيفة) وصحفة من طعام العشاء .

المهم أن تعيش معهم بساطتهم الهانئة ، حتى لو أخذت قسطاً من الراحة معهم وقت القيلولة تحت صرير (المروحة) وخيوط الشمس مرسلة من ثقب الباب وفتحات النافذة ، بشرط أن تسمر عيناك على السقف الخشبي .



حينما تولي (البركة) ظهرك تجد قبالتك الباب الأخضر كخضرة النخلة التي بجانبه ، لابد أن تمتلك قوة لا بأس بها لفتحه ، تدلف من خلاله لتجد نفسك داخل فناء بديع تحوطه الغرف بأبوابها العشبية تتقدمها (السرحة) بأعمدتها الحجرية الراسية .

تتأمله فإذا هو تمثال حب وسلام ، ومَعلَم ثبات وقوة كساكنيه .

وانتبه لخطوك وطريقك حتى لا تفسد على الأطفال لعبة (الخطة) ، كان بودهم أن يضعوا عند الباب لوحة (الزم اليسار) لكنها لا تجدي لعدم وجود القارئ .



غرفة (أمي حصة) في الطرف الأقصى من الفناء ، لم يكن أثاثها من (البصيلي) أو (غصن البان) ولا حتى من (حراج المقاصيص) ، ما يميزها (الكمدينة) بكرسيها الأحمر المواكب للتطور فقط لأنه دوار .

أجمل ما فيها الرائحة المميزة الناتجة من (الحلتيتة والفكس) وما شاكلهما .

هناك المطبخ والمستودع وغرفة أخرى صغيرة متلصصة في طرف الدار كمن ركبها الحياء خاصة بـ(أبوي عبدالله) لا يفتحها إلا هو ولا نعلم مابها ، فكان حظها من الصبية نسج الأساطير والخيالات حولها ، فهي الكنز والبنك المملوءة بالدراهم والدنانير .



الفناء الأوسط ، فيه غرفة (اللولو والهلي) وغرفة الجلوس بـ(كنديشتها) المجاورة لـ(البرادة) ، هذا الفناء هو مكان النوم في ليالي الصيف لسعته و(نفاهته) .



بقي (وجهة الرجال) حظها من الحضور قليل ، فناء بـ(سرحته) ومجلس الضيوف وغرفة (أحمد راعي الكرسيدا) .



أجمل مافي البيت (طايته) ، يتبادل الصبية الإشارات بينهم إلى الأعلى وفي غمضة العين تبدأ بطولة (الطاية) أولى (أشواطها) ركضات طفولية ، وحجز للأماكن :

((هذا مكاني لاتجي .. من الجدار ذاك إلى آخر شي كله لك .. أنت وش دخلك .. أنا ومحمد اصدقأ)).

يرتفع الشجار بدافع الامتلاك الفطري وحب السيطرة ، يقطعه صوت الجد الحنون وهو على رأس نخلة قريبة :

((حولوا .. الله يصلحكم .. بلأ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(4) أيام العيد

......
...
.
__________________

أبوسلمان الخالدي غير متصل