و دخل قينان
سألته و أنا أشير إلى الكرسي الكهربائي: ( تحب الكهرباء ؟ أليس كذلك ؟ ).
أجابني : ( لا ..لا لا لا لا )...
قلت : لا تحب الكهرباء ؟ لماذا إذن أصبحت لا تكتب في صحيفة الوطن إلا عن الكهرباء ؟
تناولته من رقبته ( و عينك ما تشوف إلا النور )...
دخل علي أحد الرواصد يجري
وقال لي : سيدي
تركي الحمد سقط في الطابور أرضا حينما سمع صراخ قينان .
و خلف الراصدي دخل المزيني
واضعا يده على قلبه و يقول مسترحما : الرحمة يا جربوعة ...
قلت : ولماذا لم ترحموا أنتم أمة مذبوحة من الوريد إلى الوريد ؟ لماذا لم ترحموا الشباب الطيب المتشبث بدينه ؟
لماذا لم ترحموا ثكالى فلسطين و العراق ؟!
قال لي : يقال أنك جزائري
وهذا يعني أنه ليس من اختصاصك تعذيبنا ..
قلت : يا شيخ أنا جلاد عالمي
عابر للقوميات ، لا تحدني الحدود ، بالعربي الفصيح : أنا مثل أمريكاكم
أتغدى بطابوري من بلد في الخليج
وأتعشى بآخر من وادي النــــــيل
قال : أنا أندد بهذه الـ ...
قلت : ندد كما شئت ، فحينما تركب على ( هودج ) البعير الكهربائي ، ستنسى الحداء.
بعد العصر كنت أنقل ( الدجاج ) منتوف الريش إلى دكاني
وأعلقه للعرض
يمر أحد القراء و يسألني :
هذا الدجاج طازج ؟
أجيبه : طبعا ، الدجاجة التي تقدم رأسها للذبح ، ننحرها في ساعتها ؟. هل نتركها للغد ؟
اقترب المشتري أكثر
تأمل إحدى الدجاجات المعلقات
وهمس لصاحبه : وجه هذه الدجاجة ليس غريبا علي .
وعاد يقول لي و هو يناولني مبلغا : من فضلك ، أعطني واحدة ..
قلت : إنها ليست للبيع ، بل للفرجة فقط .
قال : لكن إذا لم تبيعوها نتنت ريحها ؟!
قلت : همنا الأول أن يشتمّ الناس تلك الرائحة .( دعه يشم، اتركه يمر ).
قال : ولماذا لا تبيعونها ؟
قلت : لأنها باعت نفسها قبل ذبحها ... و الولد للفراش و للعاهر ( الذبح ).
مرة همست لإحدى الدجاجات و أنا أضعها تحت ركبتي و أخرج لسانها إلى القبلة

لماذا ؟ )
قالت : الشيطان غرار يا جربوعة ...
وسال دمها على حذائي مع آخر راء ...
تخيلت مرة أني قابلت عبد الله أبو السمح ، كنت أضع خنجرا مسنونا بين أسناني ، يتطاير ( الشرر ) من عيني ....
أمسكته من الجهة اليمنى من رقبته و همست له : ألسنا في المنام ؟
قال : بلى .
قلت : فإني أرى في المنام أني أذبحك ...
وكببته على وجهه ، و قلت له : إذا لم تفدك أمريكا بذبح عظيم ، ذهب مستقبلك مع الريح ، وتفرق دمك على القبائل ...
قال : بيني و بينك ، أنت نتاف رهيب للريش ...
قلت : هذا اختصاصي ... دكتوراه نتف (على الناشف ) ... و هل تريدني مثلك : سنة رابعة أخطاء .