العمل الصالح لأجل الدنيا
[align=justify][font=Simplified Arabic][align=justify]هذه عدَّة مسائل مهمة أردت أن أُفيد بها الإخوة و عنوانُها :
( مسائل في العمل من أجل الدنيا )
تعريف العمل لأجل الدنيا : أن يعمل العمل الصالح يريد الدنيا والمال والمنصب وهكذا ، وكلاً من الذي يريد بعمله الدنيا و المرائي يعملون عملاً صالحاً ، فمن عمل لأجل الدنيا يريد المال و المنصب ، بينما المرائي يريد أن يمدحه الناس و يثنوا عليه ، وحكمه ينقسم باعتبار أقسامه إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول / ما كان شركاً أكبر ، وهو أن يدخل في الدين من أجل الدنيا .
القسم الثاني / أن يعمل العمل الذي تركه كفر من أجل الدنيا ، كمن صلّى من أجل الدنيا فحكمه أنه شرك أكبر ، مثلاً : يصلى لأن المدير يأمره بالصلاة ولو لم يصلِّ فسيفصله ، فهو كافر .
القسم الثالث / أن يكون الغالب على أعماله إرادة المصالح الدنيوية ، فهذا شرك أكبر ، أما الذي هو شرك أصغر فهو أن يعمل المعين أو بعض الأعمال الصغيرة يريد الدنيا .
( مسألة ) أمثلة للعمل من أجل الدنيا :
كالذي يجاهد لأجل الدنيا فقط ( فهذا شرك أصغر ) ، وكالذي يهاجر من أجل الدنيا فقط ، وكالأذان من أجل الراتب ، وقراءة القرآن من أجل المال فقط ، وكصلة الرحم يريد كثرة المال فقط أو زيادة العمر فقط ، وكالدراسة في كلية الشريعة ونحوها يريد المال فقط .
كلمة " فقط " مهمّة ، وقد أتينا بها بعد كل مثال ، فهناك فرق .. مثلاً :
1- من جاهد يريد الآخرة فقط .
2- من جاهد يريد الدنيا فقط هذا يقابل الأول . وهذا ليس له مقصد الدين وإنما يريد الدنيا والمغنم .
3- بينهما وهو الذي يريد الدنيا ويريد الآخرة ، فالحكم للغالب منهما ، فإذا كان يريد الآخرة ويقصدها بنسبة 70% مثلاً ، بينما يريد الغنيمة ويقصدها بنسبة 30% فالحكم أنه ليس من الشرك الأصغر بل هذا الأمر جائز ، ولا يقال محرم ، لكن ينقص أجره عمّن لم يرد ذلك .
والدليل : قوله تعالى : (( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم )) فنفى عنهم الحرج أن يتكسّبوا في الحج ، ولو كان بالعكس ، أي أن الغالب عليه إرادة الدنيا فهذا من الشرك الأصغر .
4- لو تساوى ، أي تساوت إرادته الدنيا و الآخرة في العمل الصالح : هذا من الشرك الأصغر .
و الدليل : لعموم حديث : (( أجعلتني لله ندا )) وهنا جعل الدنيا مساوية لله .
هذا هو القول الراجح إن شاء الله ، لكن ابن رجب رحمه الله له اختيار آخر فقد قال في "جامع العلوم والحكم" : ( فإن خالط نية الجهاد مثلاً نيةً غير الرياء ، مثل : أخذ أجرة للخدمة ، أو أخذ شيء من الغنيمة ، أو التجارة ، نقص بذلك أجر جهادهم ولم يبطل بالكلية .
وفي صحيح مسلم عن عبدالله ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم ، فإن لم يغنموا شيئا تم لهم أجرهم )) أ.هـ.
قال ابن رجب : ( وقد ذكرنا فيما مضى أحاديث تدل على أن من أراد بجهاده عرضا من الدنيا أنه لا أجر له ، وهي محمولة على أنه لم يكن له غرض في الجهاد إلا الدنيا .
وقال الامام أحمد : ( التاجر ، والمستأجر ، والمكاري ، أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزواتهم ولا يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره ) وقال أيضا فيمن يأخذ جعلا على الجهاد : ( إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس كأنه خرج لدينه فإن أعطي شيئا أخذه وكذا روي عن عبد الله ابن عمرو قال : ( إذا أجمع أحدكم على الغزو ، فعوضه الله رزقا فلا بأس بذلك ، وأما أن أحدكم إن أعطي درهما غزا ، وإن لم يعط درهما لم يغز ، فلا خير في ذلك ) .
وكذا قال الأوزاعي : ( إذا كانت نية الغازي على الغزو فلا أرى بأسا ) .
وهكذا يقال فيمن أخذ شيئا في الحج ليحج به إما عن نفسه أو عن غيره ، وقد روي عن مجاهد رحمه الله أنه قال في حج الحمال وحج الأجير وحج التاجر : " هو تام لا ينقص من أجورهم شيء " ، وهذا محمول على أن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب ) أ.هـ. المقصود والله اعلم .
( مسألة ) لماذا ذكرنا كلمة " فقط " في المسائل السابقة ؟ لأنه إذا أراد وجه الله مع الدنيا فهذا يختلف الحكم أما الأمثلة السابقة فهي إرادة دنيا فقط أما من أرادهما معاً فسبق تفصيله .[/[/CENTER]font][/CENTER]
آخر من قام بالتعديل قاضي المظالم; بتاريخ 28-09-2006 الساعة 05:39 AM.
|