بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ليلة البارحة كنت في ضيافة أحدى حلق تحفيظ القرآن الكريم ..
وكان البرنامج في إستراحة قريبة ،
السعادة تداعب كل أشجاني حينما تسوقني قدمايا
إلى ميادين الحلق ، و مجالس الذكر و النشاطات الشبابية ، التي هي جزء مني و أنا
جزء منها .
كان موضوع تلك الجلسة عن الثبات على دين الله و أن هذا الزمن هو زمن فتن
و تحدث الملقي عن أهمية الإرتباط بالله إرتباطا ً و ثيقا ً و أن تكون المراقبة و الخوف
من الله فهو الذي يراك جل جلاله .
و بينما أنا ألحظ كلامته التي لم يتفوه بها من لسانه إنما قاله بمزيج من حرقة القلب ..
أخذت أسرح بخيالي ، و اتفكر كم هو الحمل ثقيل ٌ جدا على مدرسي الحلق فإن
على عواتقهم التربية و إصلاح هؤلاء الشباب ، و كيف هي المسؤلية عظيمة جدا ً
في ظل وجود صوارف كثيرة من قنواة فضائية و مقاطع إباحية منتشرة بشكل مريع
في أوساط المراهقين ،وأيضا ً أضف إلى ذالك حب النفس للشهوات و إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي ..
أيضا لا تنس ما يواجهه أهل الخير من دعاة العلمنة و الملعنة و الفساد و الإفساد ..
إن التربية في هذا الزمن و في ظل هذه الظروف بالذات هي صراع ٌ قوي بين الحق
و الباطل و البقاء للأقوى .. و كلمة الله هي العليا ..
أخذت أتذكر أيام الطفولة يوم أن كانت صبيا ً صغيرا ً كنت أذهب مع أحد
أقاربي و قد كان مدرسا ً لحلقة قبل 20 سنة تقريبا ً ، كنت أذكر تدريسه للحلقه
و كيف كان منهج الحلق في ذالك الوقت و أنا أكاد أقطع ُ قطعا جازما ً أن تلك الفترة
هي أسهل من هذه الفترة لقلة الملهيات و لقلة التيارات التي تجذب الشباب و تعصف
بهم ذات اليمين وذات الشمال إلا من رحم ربكـ ..
كانت الهمم عالية و كانت الملهيات قليلة بل شبه معدومة ..
إن أعظم الملهيات هو أن يمارس أحدهم في بيته لعبة سبع الحجر !
أما اليوم فالهمم ضعيفة ، و الأجواء مليئة بكل ما هو شر ..
فطرق الشر متيسرة ، و سهلة الوصول ..
آآآآآآآآآهـ ..
لله دركم يا مدرسي حلق هذا الزمان ..
كم أنتم تعانون و كم أنتم .. تبذلون ..
أسأل الله أن لا يخذلكم و أن يوفقكم لكل خير ..
و أسأل الله أن يضاعف لكم الأجر ، حتى و إن تضاعف الجهد و المشقة ..
هنا إنقطعت تلك السرحات ..
بقولهم يالله يا شباب بدلو نبي نلعب كورة ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبو محمد ،