السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم فيبعث الله رجلاً من عترتي وأهل بيتي .فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا . يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض . لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبته مدرارا. ولا تدع الأرض من نباتها شيئاً أخرجته حتى يتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع ) أخرجه الحاكم
شاع الاعتقاد بحتمية ظهور المنقذ والمخلص وانتشر فى كافة ارجاء المعمورة واخذ اشكالا مختلفه ولكنها تتعلق بالمآل بذات الفكرة...!! وسلمت بفكرة ظهوره كافة التيارات الكبرى فى كافة المجتمعات البشرية .... بمختلف اصولها سواء الديانات السماوية الثلاث او غيرها من اتباع الملل الاخرى الغير سماوية .... اذن الفكرة موجودة عامة !!
ويتعذر على اى باحث موضوعي منصف فى مجال الفكر السياسي العالمى ان يتجاهل حجم ومدى شيوع هذا الاعتقاد وانتشاره حيث يجد له موقعا فى كافة العقائد والاديان... ومن الصعب تصور ان هذا الاجماع شبه العالمي على الفكرة الرئيسيه قد حدث جزافا او انه وليد وهم او خرافة او اسطورة او انه كان صدفة ....
وكنا قد تحدثنا عن بشئ من التفصيل في موضوعنا المسيخ الدجال عن دور هذا اللعين في استغلاله ذلك لترسيخ الفكرة في نماذج للديانات الوثنيه او اللاسماوية او تحريف الاصول فى الديانات السماوية اليهودية او المسيحية وحتى الاسلامية ( عدا مسلمي السنه ) .....!! وقد برع في ذلك بشكل مدهش ولكن الملفت للانتباه ان اصحاب تلك المعتقدات والديانات عدا المسلمين السنه فقط ...!!!
غالبا قد امنوا بفكرة ظهور اشخاص كانوا معروفين بعدما اختفوا في ظروف اكتنفها الغموض ... ويكون ظهورهم لغايات الانقاذ وتحقيق اهداف يتوقف تحقيقها على وجودهم بالذات ....!!
وسوف اتنحى عن هذا الحديث جانبا لانه لايروق للبعض ..!! ونعود الى صلب موضوعنا وهو ان الاختلاف الجوهري بين كل هذه العقائد والديانات فى التفاصيل وهذا الاختلاف ناتج عن وضوح او غموض فكرة الظهور فى اذهان معتنقيها ...؟؟
فالبعض يرى ان مهمة هذا المنقذ تنحصر فى انقاذ هذا المجتمع او ذاك فهو منقذ خاص لجماعة من الناس من حيث المبدأ !!
بينما يرى البعض الاخر بان مهمته منصبة على انقاذ العالم كله انقاذا شاملا واقامة دولة عالمية تحقق العدل المطلق والرخاء التام والاكتفاء الذي لاعوز معه والسعادة لجميع الجنس البشري .....
ولم نرى مثل هذه الرؤيا الشموليه الا في الديانة الاسلامية التى غطت نظرية ظهور المهدي تغطية كاملة ... بل واكرم الله هذه الامة بان يصلى عيسى عليه السلام خلف المهدي عند نزولة في اخر الزمان ...!! وبناء على ذلك سوف نستثنى من حديثنا كل الملل والنحل والمعتقدات لاننى كما يعلم الغالبيه تناولت ذلك مسبقا ..!! وسوف يكون حديثنا هنا عن مهدي امة الاسلام فقط ونستعين بالله .
..واقول ان الاعتقاد بالمهدي احتل مكانة بارزة فى الاسلام كدين وشق طريقه بيسر وسهولة الى قلوب كل المسلمين وعقولهم واعتبروه جزءا من عقيدتهم الاسلاميه ... ورغم اختلاف منابتهم واصولهم وتوجهاتهم السياسيه وثقافتهم الدينيه المختلفه يعتقدون بحتمية ظهور المهدي من عترة النبي الكريم وان عهده من ازهى العهود وبه ينشر الدين في العالم كله وقد اعترف بهذا حتى المتشككين بهذا الاعتقاد وسوف ناتى الى ذلك تفصيلا ...!!.
ولقد ادرك الحكام الذين استولوا على قيادة الامة طوال التاريخ السياسي الاسلامي خطورة هذه الفكرة على حكمهم وقدرتها الفائقه على شق طريقها الى قلوب المسلمين .... فانقسموا قسمين قسم سخروا كافة موارد الدولة التى استولوا علي قيادتها للتشكيك بالفكرة الاساسية تمهيدا لاقتلاعها من جذورها ... يقول ( مسؤول باحدى كبريات الدول العربيه الاسلاميه في تصريح له سوف نبقى حكام هذه البلاد الى ان يرث الله الارض ومن عليها ) ..!!
وقسم استغلها لصالحه وادعى نسبه الى بيت النبوة ( بل ان هناك من ادعى علنا انه المهدى ) لكسب ود شعوبهم من ناحية .. والقضاء على اي محاولة متوقعة من اى كان !!
.. ومع ان الحكام قد نجحوا باخضاع الامة لمشيئتهم الاانهم قد فشلوا فشلا ذريعا باقتلاع الاعتقاد بالمهدي من قلوب الناس وعقولهم بل ان هذا الاعتقاد كان يترسخ ويتجذر طرديا كلما زاد ظلم الحكام وبطشهم ويزداد المسلمون يقينا بحتمية ظهور المهدي !! وتوارثت الاجيال هذا الاعتقاد وتوارثت صلته الحميمة بالدين الاسلامي . ..
لقد استمد المسلمون الاعتقاد بالمهدي واستقوه من منبع او مصدر واحد وهو الاسلام ....... فالاسلام هو الذي جاء بنظرية المهدي بكل تفاصيلها وكلياتها .... ويعنى الاسلام على الصعيد القانوني او الحقوقي كل ماجاء به القران الكريم , وبيان النبي للقرآن سواء كان بالقول او الفعل او التقديروهو السنة النبوية المطهرة ... وكلا المصدرين ايضا كان المنبع الوحيد للاعتقاد بالمهدي وعلى ذلك اجمع المسلمون ....(( الى هنا وانا اقصد بالمسلمين.. سنة وشيعه ))
هذه مقدمة بسيطه لحديثنا وهوالبنى الشرعية لنظرية المهدي بين الجدال والحجة فى الاسلام ....
__________________
امشى خلاف وخابر الدرب قدام***خرجى على كتفى وبالخرج حيه
|