أخي المبارك .. دعنا نرجع إلى الوراء قليلاً و بالتحديد قبل 25 سنة تقريباً ، حين أرسل وزير الخارجية المصري ( بدر زكي ) جاسوساً على هذه البلاد المباركة ، لهز وحدها و تبديد مظاهر التماسك بين أفرادها ، جاء لينظر في واقعنا ، فإذا هو يُغيض عدو الله ، و يقلقهم ، قال لهم هذا الجاسوس ( إن هذه البلاد في وحدة لا توصف من شمالها إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها ) ، أصولهم العقدية واحدة ، و مصادر التشريع و احدة ، و مراجعهم العلمية واحدة ، ولو اختبرتم علماء هذه البلاد برُمتها في كتب العقيدة لخرجتم بإجابات متطابقة ) ، فقالوا : مالمخرج ؟!
فاختلقوا خطة خبيثة تهدف إلى تركنا متحدين في القعيدة ، لكن قالوا اضربوهم في المنهج، وصار المنهج هو مثار هذه التحزبات و التفرقات ، بعد ذلك ، رأينا الصنيف
فهذا جامي و هذا إخواني و هذا سروري و هذا قطبي و هذا حركي ..
ودخت الأئمة في دوامة جديدة ..لا مخرج منها إلا بالاتحاد و الرجوع إلى ما يقوله أهل العلم الراسخين ..
.
.
و إني لأعيب عليك كتابة مثل هذا الموضوع الذي لسنا بحاجة إليه ..لأنه يثير التحزبات و التصنيف ، إن علينا جميعاً أن ننادي بـ ( العقيدة السلفية فقط ) دون تعلق بشخص أو ردٍ لشخص ،يقول تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ) و للأسف ينتسب أناس إلى السلف الله اعلم بنياتهم يهمزون في دعاة عليهم بعض المآخذ ، لكن هذا لا يمنع من الكلمة الطيبة و النصيحة الخاصة ، فلماذا كل هذا ؟
.
.
.
لماذا يُقصم ظهر الأمة من أناسٍ يدعون طلب العلم ، ومن لم يُهذب العلم أخلاقه و ألفاظه فليس إلا نسخة زادت في البلد ، بل إنه منقصة و نقمةٌ على الأمة ..
.
.
.
أرجوا ألا نخدم الأعداء من حيث لا نشعر أخي الكريم ..
كلنا أتباع محمد ، و ليعذر بعضنا بعضاً فيما ساغ فيه الاجتهاد ، و ليُصوب بعضنا بعضاً فيما وقع فيه الزلل ، لم يكن مسلك الشيخ ابن باز ولا ابن عثيمين ولا الشيخ صالح الفوزان ولا الشيخ عبدالعزيز الراجحي هكذا ، على الرغم من أنهم من أغير الناس على الدين و من أعلمهم به ، فمالنا ننتهج نهجاً مغايراً لما هم عليه ؟
أم أننا أفضل منم ؟!
.
.
و محمد أمان الجامي رجل مات و لأنه مسلم فليس لنا إلا الدعاء بأن يعفو الله عنه
من دون تعصب ولا نبذِ مقيت ، وهذا طبع كل مسلم ..
.
.
و أرجوا من الأخوة الاتزان في الردود فنحن في مقام نقاش ..