مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 03-10-2006, 07:26 AM   #9
الدعوة السلفية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 22
قال هذا فتى الأدغال الجاميّة ُ يرونَ أن من جاهرَ بالإنكار ِ على الولاةِ ، أو طالبَ بتغييرهم ، فهو خارجيٌ !! .
وهذا من جهلهم العظيم بالفقهِ في دين ِ اللهِ ، ولو أنّهم رجعوا إلى أصغر ِ كتبِ العلم ِ ، لوجدوا أنَّ النكيرَ على السلطان ِ باللسان ِ واليدِ ، سنّة ٌ معروفة ٌ عندَ سلفِ الأمّةِ ، حتّى إنَّ الخروجَ عليهم بالسيفِ فيما لو جاروا وظلموا ، كانَ مذهباً معروفاً ، قالَ بهِ جمعٌ كبيرٌ من الصحابةِ ، بل جعلهُ ابنُ حزم ٍ مذهبَ أكثر ِ الصحابةِ ، وهو قولُ أكثر ِ التابعينَ الذين كانوا مه ابن ِ الأشعثِ ، وفيهِ رواياتٌ عن أحمدَ ، وهو قولٌ مشهورٌ في مذهبِ أبي حنيفة َ ، ومالكٍ ، بل جعلهُ ابنُ حجر ٍ مذهباً من مذاهبِ السلفِ .
وأنا وإن كنتُ أحرّمُ الخروجَ على إمام ِ الجور ِ ، وذلكَ لما فيهِ من الفتن ِ العظيمةِ ، إلا أنّي لا يحلُّ لي أن أصنّفَ من فعلَ ذلكَ بأنّهُ من الخوارج ِ ، وذلكَ لأنَّ الخوارجَ لهم نعوتٌ معروفة ٌ ، ولهم آراءُ كثيرة ٌ ، وأصولٌ قامَ عليها مذهبهم ، وهم وإن وافقوا بعضَ السلفِ في مسألةِ الخروج ِ على الوالي الظالم ِ ، إلا أنّهُ خالفوهم في أصول ٍ أخرى هامّةٍ .
وليتَ شعري لمَ وصفَ هؤلاءِ الجاميّة ُ ، من يُنكرُ على الولاةِ بأنّهم من الخوارج ِ ، ولم يصفوهم بأنّهم من المعتزلةِ ، أو من الشيعةِ ، أو من الزيديّةِ ، مع أنّ هذه الطوائفَ تُبيحُ الإنكارَ على الولاةِ علناً ، وترى تغييرَ منكره ِ باليدِ !! .
الجوابُ : أنَّ وصفَ الخوارج ِ أسهلُ مأخذاً ، وأشنعُ في اللفظِ ، وأقسى في العقوبةِ ، وذلكَ لأنَّ الخارجيَّ يُقاتلُ ، وأمّا المعتزليُّ والشيعيُّ فلا .
هل رأيتَ كيفَ يتبعونَ الهوى ، ويرتدونَ حلية َ الجهلَ ، وعدم ِ الإنصافِ ! .
واتّهامهم لمخالفيهم بالخروج ِ على ولاةِ الأمر ِ ، يبيّنُ لكَ أنَّ القومَ مُستأجرينَ ، ولهذا بالغوا في هذه القضيّةِ ، على حِسابِ قضايا أخرى أهمُّ منها وأجدرُ في البحثِ ، كما أنّهم كذبوا في قضيّةِ الخروج ِ على الحكّام ِ كذباً مفضوحاً ، وهاهي ذي كتبُ السلفِ ، وهاهي ذي آثارهم ، كلّهم يذكرُ الأمرَ والنهيَ على الولاةِ والأمراءِ ، سواءً باليدِ أو باللسان ِ ، ولم يقلْ أحدٌ منهم أنَّ هذا من الخروج ِ ، أو أنّهُ تهييجٌ على ولاةِ الأمر ِ ، بل كانوا يمدحونَ فاعلهُ ، ويُثنونَ عليهِ ، ويخلعونَ عليهِ أزكى العباراتِ ، وأجملَ النّعوتِ .

اقول :
ليست هذه بأولى شناشن أخزم !! .

فلأسلافكم عادة في تسمية أهل السنة بأقبح الأوصاف ، وإلزامهم بما لا يلزمهم ، وكل ما ذكره باطل وزور والله يفصل بينه وبين أهل السنة بالحق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ، ونطالب منه البينة في وقت يستحب فيه العفو والإقالة !! ، قبل أن يأتي يوم يخيب الله كل من حمل فيه ظلما !! . يا البارع

أما معايب السلطان و [ مخازيه ] فلا يهون صاحب سنة لصاحب معصية معصيته ، بل يعظه ويرشده إلى طاعة الله تعالى بالحكمة ، والسلاطين بشر كسائر البشر ، لا عصمة لديهم ، ولهم ما للمسلمين ، وعليهم ما على المسلمين ، فيجب لهم من حقوق المسلم على المسلم من النصح والنصرة وغير ذلك ، ويحرم منه ما حرّم الله من المسلمين دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، فبأي حجة تستبيح أنت و [ أكلة اللحوم المحرمة ] أعراضهم !! .

ونصيحة السلطان لا يجوز أن تكون فضيحة !! ، لأن الإنكار العلني باب فتنة جرّ على الإسلام والمسلمين الويلات في صدر هذه الأمة وآخرها !! ، وما ذلك إلاّ لأنه مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ، والله تعالى يقول : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور: من الآية 63 ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وســــلم أنه قال : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن ليأخذه بيده فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلاّ كان قد أدّى الذي عليه له ) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح .
وفي الصحيحين أن أناساً انتقدوا على أسامة بن زيد رضي الله عنه وقالوا له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟! ، فقال : ( أترون أنّي لا أكلمه إلاّ أسمعكم !! ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً لا أحبّ أن أكون أول من فتحه ) .

وعند أحمد - رحمه الله - في " المسند " ( 4 / 383 ) : أن سعيد بن جمهان تكلم في السلطان فغمزه عبدالله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - ثم قال : ( ويحك يا بن جمهان !! ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك وإلاّ فدعه ، فإنك لست بأعلم منه ) .

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : ( أيّها الرعية لنا عليكم حقاً النصيحة بالغيب ، والمعاونة على الخير ) .

وسئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن كيفية أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر؟ ، فقال : ( إن كنت فاعلاً ولا بُدّ ففيما بينك وبينه ) ، ذكر ذلك ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " ، ثم قال : ( كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرّاً ) .

أما فريته بأن أهل السنة يدعون إلى الكف عن جهاد اليهود والنصارى فهو من أكذب الكذب ، بل هاهي عقيدتنا ينصّ فيها على أن : ( الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة ! ) ،

ولكن مع من ؟ ، وتحت ولاية من ؟ ، وكيف ؟ ، ومتى ؟ ، فمضي الجهاد لا يعني عند أهل العلم دوامه ! ، فهذا لم يحصل للمسلمين على مرّ العصور ، لأن الحرب سجال بين الحق والباطل ، والأيام دول بين الناس ، بل هذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فدعوته مرّت بأطوار لا ناسخ فيها ولا منسوخ : من طور المفاصلة والكف من الطرفين ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين ِ) الكافرون : 6 ، ومن طور المصالحة والعهد : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) الأنفال: من الآية61 ، ومن طور الجهاد والسيف : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة : 190 ، ففي أي طور أنتم يا فقهاء الواقع ، وعرّاف الحقيقة !! .

نقلتم لنا الأخبار عن أمة كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان بإذن ربها ، نشر فيها العلم ، وفرضت فيها الفرائض ، وحجبت المحرمات ، وأقيمت فيها الحدود ، فخضتم فيها بحربٍ لستم لها فمزقتموها كل ممزق ؟! .

هلاّ صالحتم كما صالح من هو خير منكم ؟! .

هلاّ بدأتم جهاد من حولكم من الكفار ؟ !.

متى قاتل النبي صلى الله عليه وسلم فارس والروم ؟! .

بل وتزداد السفاهة بقائدكم وهو يكابد ضرب صواريخ وقنابل الأمريكان – عليهم لعائن الله – ويقول : ( يجب أن نحرر بلاد الحرمين من المومسات ؟؟!!! ) .

من اعترف من الدول بطالبان ودولتها غير هذه البلاد المباركة ؟! .

كم دم نزف بسببكم ؟! .

كم عرض فجر فيه بصنيعكم ؟! .

كم من مسلم أهين وقتل شر قتلة بأيدي الشيوعيين والرافضة بما كسبت أيدكم ؟! .

ليخلص طلاّب زعامة الإسلام والمسلمين : أعناقهم بين يدي الله تعالى من ملايين المسلمين الذين ظلموا بسببهم ، وقتلوا بسببهم ، وانتهكوا بسببهم ، وسلبوا بسببهم ؟! .

ثم أنت يا [ فصيل ] الربيع ، يرتع ما بين ثدي أمه وأرضٍ منبته ، ترفع رأسك وتشبع ، وتخفض رأسك وتشبع ؟! :

أين أنت عن الجهاد ؟! .

هل كونت أمة هي أهل للجهاد ؟! .

هل هم حقاً ( على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ) ؟! ، حتى يخرجونا من غربتنا كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من غربته ؟! .

أفتى [ عشرات ] بل [ مئات ] منكم بأن الجهاد فرض عين ، و[ التفجير في النفس شهادة ] ولعنوا الخلود إلى الدنيا ، ومتاعها ، وجاءوا بالأدلة والنصوص بين أيديهم محشورة قبلا !! ، فاستخفوا عقول الجهال ؟؟!! .

وأرباب هذه الفتاوى يتقلبون في النعيم ، تمتلئ منهم البطون ، وتقرّ منهم العيون ، في الجو البارد والعيش الرغيد ، ويأنس بالنساء على الفرش !!.

لأن الجهاد عليه ليس فرض عين !!! .

لعنة الله على أهل الأهواء .

أما دعواه أننا ندعوا إلى المداهنة ، فما سبق يوضح مبلغ الولاء والبراء عند ساسة حزبه ، ومن ترك أرض الله الواسعة وأرض الإسلام ، بحجة الفرار من الاضطهاد ، وكتم الأفواه ،

وهاجر إلى أرض الكفر [ وتبرطن وتلندن !! ] و [ تبنطل وتكفرت !! ] ،

وترك أرض الإسلام وأهلها فليعد لهذه الآية جواباً عند الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) النساء :97 .

وأما التفتيش عن العيوب والبحث عن الزلات فما حيلتهم إذا تكلموا ، ولكن عند زوجه وأولاده ، وداخل بيته لكان حكمنا لظاهر حاله ، أماّ وقد تكلم ، وظهر ، واشتهر ، وفتن به الناس فما عذر الناصح في السكوت ؟! .

بل هو نصرة له ، وتمام أخوة الدين الظاهرة بحجزه عن ظلمه ، والأخذ بيده لنجوا جميعاً ، ومن المنكر الذي أوجب الله إنكاره .

أما تعظيم البدع وتهوين المعاصي !! ، فالبدعة أعظم بالإجماع من المعصية ولو كبرت المعصية ودق أمر البدعة ، ولكن ما الحيلة فيك إذا كنت لا تعلم !! .

والأدلة كثيرة ، والتحقيق مقدور عليه ، ولكن أخشى من الكلل مع من ليس بأهل ! .
الدعوة السلفية غير متصل