مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 04-10-2006, 05:33 PM   #11
راعي بريدة
عـضـو
 
صورة راعي بريدة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
البلد: في أرضِ الله...
المشاركات: 548
بسم الله الرحمن الرحيم

العمليات الاستشهادية

الأخ خالد ..

وضعت شروطاً قلت عنها أنها تستخرج من كلام الفقهاء :..

أولاً .. لم تنسبها الى كاتبها وهو سلمان العودة ـ مع انه هناك من يخالف بعضها ـ فأرجو أن تنسب الأقوال الى اهلها ليكون الأمر أكثر توثيقاً ..

ثانياً .. ولله الحمد ـ على فرض الاتفاق عليها ـ فإن هذه الشروط تنطبق على شباب الإسلام في العراق الذي هو محور نقاشنا ..

نقلت فتاوى العلماء ابن عثيمين والألباني رحمهما الله ولي بعض التعليقات ..

يقول الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ :

اقتباس
فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة ، أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر ، فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ، ولا اندفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار ، نرى أنه قتل للنفس بغير حق

أولاً .. الشيخ رحمه الله يتكلم عن فلسطين والفرق بين فلسطين والعراق معلوم وأيظا الفرق في المصالح والمفاسد بين البلدين .. فلله الحمد كم ردت هذه العمليات من الشرور عن أهل العراق وأثخنت في الأعداء..

ثانياً .. من كلام الشيخ السابق يفهم أن الشيخ ربط الحكم بالعلة أي أنه لعدم حصول هذه المصالح وهي ـ انتفاع المسلمين واندفاع الكافرين ـ يقول الشيخ ( لهذ .. نرى أنه قتل للنفس ) فالشيخ ربط الحكم بالعلة وبتغير العلة يتغير الحكم ..
ويحق للمرء أن يتسائل إذا كانت المسألة مقطوعٌ بها أنها من قبيل الانتحار المحرم فلماذا التساؤل عن المصالح والمفاسد مادامت المسألة مقطوعٌ بها .. إلا أن الشيخ لم يحرمه لأنها فقط من قبيل الانتحار وانما لعدم تحقق المصلحة من الانغماس بالعدو .. ولذلك يقول الشيخ ويتسائل :

اقتباس
هل يحصدون شيئا ؟هل ينهزم العدو ؟أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات

من هنا يتبين أن الشيخ يربط الفتوى بالمصلحة المتحققة التي يجب أن توكل الى أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الاسلام وحماته ..

ثم يقول الشيخ :
اقتباس
لأن هذا قتل نفسه لا لمصلحة الإسلام ، لأنه إذا قتل نفسه وقتل معه عشرة ، أو مائة ، أو مائتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك ، لم يسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام فإن فيها إسلام الكثير

كيف يفرق الشيخ بين القتلين للنفس ؟ وكيف جعل هذا انتحاراً وهذا استشهاداً ؟؟ ..
إنه بالنظر الى المصالح المترتبة على قتل النفس .. وهل كان الغلام يعلم الغيب حين دل على طريقة قتله ؟؟ .. وعلى فرض علمه أو غلبة ظنه وإذا كان قتل النفس محرماً فهل تبيحه هذه العلة ؟؟ إلا أن قتل النفس في سبيل الله مبني على المصلحة التي يقدرها اهل الدراية ..

يقول الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :

اقتباس
أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى خلاصا من المصائب ، من ضيق ذات اليد ، من مرض ألم به ،حتى صار مرضنا مزمنا ونحو ذلك ، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور ، بلا شك أنه حرام

هذا هو الذي حرمه الشيخ .. ووالله اني استغرب كيف نقلت عن الشيخ تحريمه للعمليات الاستشهادية وهو الذي يقول في نفس الفتوى :

اقتباس
فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم ، أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوعا من الجهاد في سبيل الله عز وجل

وهذا تصريح من الشيخ بأن هذه العمليات من الجهاد في سبيل الله ..

وفي الحقيقة أقف حائرا عند قول الشيخ :

اقتباس
أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ،

ولا أعلم في الحقيقة تأريخ الفتوى ؟؟
ولكن أن لايكون هناك جهاد فماذا كان الشيخ يرى الجهاد في فلسطين وافغانستان والبوسنة والشيشان وغيرها ..
ولا أعلم موقفك من هذه الجملة ؟
......................................

هذه بعض التعليقات ..

ولعلي في النهاية أضع مقارنةً بسيطة بين الانتحاري والاستشهادي :

الانتحاري :
دافعه : عدم الرضا بالقضاء والقدر وضيق الدنيا
هدفه : التخلص من هم ألم به أو ضيق في العيش

الاستشهادي :
دافعه : الذود عن حياض الدين والجهاد في سبيل الله تعالى
هدفه : طلب رضى الله تعالى والجنة

من هذه المقارنة البسيطة يعرف المرء الفرق بين الانتحار والاستشهاد وأن من الظلم مساواة هذا بذاك ..

أما الأدلة على جواز العمليات الاستشهادية فقد سبقني بها الأخ هم وهمم ولا أظن أن في الإعادة سوى الإطالة ..

وبناءً على ماسبق يتبين :

أن العلماء الذين حرموها إنما حرموها بعد النظر في المصالح والمفاسد وليس لأنها من قبيل الانتحار بل أن الشيخ الألباني صرح أنها من الجهاد ..

** هناك ملاحظة .. أن في الثغور علماء ولم نسمع عن واحدٍ منهم تحريمها وهم أدري بأحوال الجهاد إذ يعايشونه ولا أظن أنه يجوز للقاعدين مخالفة ما أجمع عليه المجاهدين في أمور الجهاد..

وفقنا الله لنصرة دينه وقوى حجتنا في الحق وأضعفها في الباطل

والحمد لله رب العالمين..
__________________
::
قال الإمام عبدالله عزام ـ رحمه الله ـ :


" تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعاً، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة، أو يكتب كتاباً يطبع في المطابع ويودع في المكتبات، لم يكن هذا أبداً طريق أصحاب الدعوات!! إن الدعوات تحسب دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون؛ هؤلاء يُكبّرون عليهم أربعاً في عداد الشهداء "
::
راعي بريدة غير متصل