قال الزبير: سببت الحجاج يوماً عند أبي وائل فقال: لا تسبه لعله قال يوماً: اللهم ارحمني فيرحمه، إياك ومجالسة من يقول: أرأيت أرأيت أرأيت..
وقال عوف: ذكر الحجاج عند محمد بن سيرين فقال: مسكين أبو محمد، إن يعذبه الله عز وجل فبذنبه، وإن يغفر له فهنيئاً له، وإن يلق الله بقلب سليم فهو خير منا، وقد أصاب الذنوب من هو خير منه، فقيل له: ما القلب السليم؟ قال: أن يعلم الله تعالى منه الحياء والإيمان، وأن يعلم أن الله حق، وأن الساعة حق قائمة، وأن الله يبعث من في القبور.
وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: عن أبيه، عن جده، عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرآن، وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.
وقال أبو العباس المري، عن الرياشي، عن الأصمعي، قال: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:
[poem=font="Simplified Arabic,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا= بأنني رجل من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم= ما علمهم بعظيم العفو غفار
إن الموالي إذا شابت عبيدهم= في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً= قد شبت في الرق فاعتقني من النار[/poem]