بحثت في هذا الموضوع فوجدت أمور كثيرة ... أنقلها لكم ..
أقول بهذه المناسبة أطرح هذه المسألة للمباحثة العلمية والفائدة مع العلم أن لكل قول حجة عند قائلها ولا تثريب على من قال بها ، ولكن من باب إثراء الفائدة :
المسألة هي ختم القرآن بالدعاء المشهور ب(الختمة ) هل هذا العمل مشروع ؟
الخلاف معروف في المسألة ، ولكن من المسلمات أن العبادة توقيفية ولا يجوز لأحد أن يعمل عملا أو يقول قولا فيها إلا بدليل ، وهذه الختمة لم يرد فيها شيئ مرفوع يدل عليها ، ولا عن الصحابة داخل الصلاة ( أما خارجها فمعلوم ) ولا أعلم فيها سوى ما روى عن الإمام أحمد أنه كان يأمر إمام مسجده بذلك ، وأظن أن هذه فتوى ولا تعد دليلا إنما يستأنس بها .
هذا اختصار للمسألة وهي تحتاج إثراء من الإخوة طلاب العلم ، للفائدة لا للخلاف.
وأتوج هذه المسألة بقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله حكم ختمة القرآن :
قال ابن عثيمين في فتاوى الأركان ص354: لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أيضا وغاية ماورد في ذلك هو عن أنس (كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا) وهذا في غير الصلاة …….أهـ
==============
هذه المسألة مهمة ، ولكن قبل أي شيء أحب أن أنبه على أمر لا بد من تأصيله ، وفهمه قبل طرح المسألة.
هل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد أم من المسائل القطعية ؟
المسألة مسألة اجتهادية كما هو معلوم .
وإذا كان كذلك فاعلموا يا طلبة العلم ، ويا حملة الحديث أن إجتماع الأمة على قول مرجوح خير من تفرقها على قول راجح .
توضيح هذا أن من رأى عدم مشروعيتة الختمة ، فلا ينبغي أن بفارق إمامه الذي يصلي وراءه خاصة الذين يصلون في الحرمين ؛ لما في ذلك من الإختلاف والمفارقة ، وقد صلى الصحابة رضوان الله عليهم خلف عثمان مع اجتهاه غلط واضح .
اما الذي يظهر والعلم عند الله تعالى أن الختمة ليست بدعة ، وقد فعلها السلف رحمهم الله في الصلاة وخارجها .
وأذكر نصا عن الإمام أحمد ، وإن كانت النصوص عنه كثيرة ، لكن هذا من أوضحها وقد نقله ابن قدامة في المغني :
" قال الفضل بن زياد : سألت أبا عبد الله فقلت : أختم القرآن , أجعله في الوتر أو في التراويح ؟ قال : اجعله في التراويح , حتى يكون لنا دعاء بين اثنين . قلت كيف أصنع . ؟ قال إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع , وادع بنا ونحن في الصلاة , وأطل القيام . قلت : بم أدعو ؟ قال : بما شئت . قال : ففعلت بما أمرني , وهو خلفي يدعو قائما , ويرفع يديه , وقال حنبل : سمعت أحمد يقول في ختم القرآن : إذا فرغت من قراءة { قل أعوذ برب الناس } فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع . قلت : إلى أي شيء تذهب في هذا ؟ قال : رأيت أهل مكة يفعلونه , وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة . قال العباس بن عبد العظيم : وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة . ويروي أهل المدينة في هذا شيئا , وذكر عن عثمان بن عفان .""
==========
|