مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 27-10-2006, 08:38 AM   #8
بسمات الأمل
عـضـو
 
صورة بسمات الأمل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
السؤال :ما حـُكم النُّـكَت في ديننا الإسلامي ؟ وهل هي مِن لهو الحديث؛ عِلمًا بأنها ليستِ استهزاءً بالدين ؟

أفتونا مأجورين.
الجواب :التفكُّهُ بالكلام والتنكيتُ إذا كان بحقٍّ وصِدق؛ فلا بأسَ به، ولا سيما مع عدم الإكثار مِن ذلك.

وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يمزحُ ولا يقولُ إلا حقـًّا - صلى الله عليه وسلم -.

أما ما كان بالكذبِ؛ فلا يجوزُ؛ لِقولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " ويـْلٌ للذي يحدِّثُ فيَكذبُ؛ لِيُضْحِكَ به القومَ، ويـلٌ له، ثم ويـلٌ له " [أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد].

والله وليُّ التوفيق.



(نشرت بالمجلة العربية في باب: "فاسألوا أهل الذكر").

وانظر: ["مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - رحمه الله -": المجلد السادس، أسئلة متفرقة والأجوبة عليها].






السؤال :يلاحظ في هذه الفترة أن بعض طلبة العلم يتطاولون على كبار المشايخ إذا لم يقولوا ما يتفق مع أهوائهم أو رغباتهم أو معتقداتهم ما رأيك؟

الجواب :نسأل الله لنا ولهم الهداية ، والواجب على أهل العلم وعلى غيرهم الحذر من الغيبة ، واحترام أعراض المسلمين ، والحذر من النميمة ، كل هذه يجب الحذر منها ، فالغيبة والنميمة من أقبح الخصال ، فالواجب على المسلم : الحذر منهما جميعا ، فالغيبة : ذكرك أخاك بما يكره ، والنميمة : نقل الكلام السيئ من قوم إلى قوم ، أو من شخص إلى شخص . لأن هذا يثير العداوة والشحناء ، والواجب على كل مسلم أن يحذر الغيبة والنميمة ، وأن يحترم أعراض المسلمين ولا سيما أهل العلم ، يحترم أعراضهم ، ويحذر من الكلام في أعراضهم ، وأما من أظهر المنكر أو البدعة فلا غيبة له فيما أظهر وبين .

الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز






السؤال :المزاح بألفاظ فيها : كفر أو فسق أمر موجود في بعض المجتمعات المسلمة ، فحبذا لو ألقى سماحتكم الضوء على هذا الأمر ، وموقف طلبة العلم والدعاة منه .

الجواب :لا شك أن المزح بالكذب وأنواع الكفر من أعظم المنكرات ومن أخطر ما يكون بين الناس في مجالسهم . فالواجب الحذر من ذلك وقد حذر الله من ذلك بقوله : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) .

وقد قال كثير من السلف رحمهم الله إنها نزلت في قوم قالوا فيما بينهم في بعض أسفارهم مع النبي صلى الله عليه وسلم : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء ، فأنزل الله فيهم هذه الآية . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له )) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح .

فالواجب على أهل العلم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات ، الحذر من ذلك والتحذير منه ، لما في ذلك من الخطر العظيم والفساد الكبير والعواقب الوخيمة ، عافانا الله والمسلمين من ذلك ، وسلك بنا وبهم صراطه المستقيم إنه سميع مجيب .


مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع






السؤال :هل يجوزُ التذميمُ بقولِه لأخيه: (بذمَّتِك)، أو (بصلاتِك)، أو بقولِه: (أنت بحرج إن فعلتَ كذا)؛ فمِثلُ هذه العادات منتشرةٌ بين النساء والأطفال ؟

الجواب :لا يجوزُ الحلف لا بالصلاة ولا بالذمة ولا بالحَرج ولا بغير ذلك مِن المخلوقات. فالحلفُ يكون بالله وحده. فلا يقول: بذمتي ما فعلت كذا، ولا بذمة فلان، ولا بحياة فلان، ولا بصلاتي، ولا أطالبه فأقول: قـُل بذمتي ولا بصلاتي، بزكاتي. كلُّ هذا لا أصلَ له؛ لأن الصلاةَ فِعلُ العباد، والزكاةُ فِعلُ العباد، وأفعالُ العِباد لا يُحلَفُ بها، وإنما الحَلِفُ باللهِ وحده سبحانه وتعالى أو بصفاتِه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَن كان حالِفـًا؛ فلْيحلِفْ بالله أو لِيصمت " [متفق على صحته]، ولقوله - عليه الصلاة والسلام -: " مَن حلف بشيء دون الله؛ فقد أشرك " [أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر - رضي الله عنه -]. وأخرجه الترمذي وأبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ : " مَن حلف بغير الله؛ فقد كَفَر أو أشرك "، وقال - عليه الصلاة والسلام -: " مَن حَلف بالأمانة؛ فَليس منا ".

فالواجبُ على كلِّ مؤمن ومؤمنة أن يحذرَ مِن ذلك، وألا يحلف إلا باللهِ وحده سبحانه وتعالى، فيقول: باللهِ ما فعلت كذا، واللهِ ما فعلت كذا، إذا دعت الحاجة. والمشروعُ أن يحفظَ يمينه، ولا يحلف إلا لحاجة، قال تعالى: {وَاحْفَظُوا أيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]. لكن إذا دعت الحاجة يحلف فيقول: واللهِ ما فعلت كذا - إذا كان صادقـًا-، واللهِ ما ذهبت إلى فلان، تاللهِ ما ذهبت إلى فلان. فإذا كان صادقـًا فلا حرج عليه؛ لأن هذا حَلِفٌ بالله سبحانه وتعالى عند الحاجة إلى ذلك.

أما الحَلفُ بالأمانة أو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بالكعبة، أو بحياة فلان، أو بشرف فلان، أو بصلاتي، أو بذمتي؛ فلا يجوزُ - كما تقدم - للأحاديث السابقة.

أما إذا قال: (في ذمتي)؛ فهذا ليس بيمين، يعني هذا الشيء في ذمتي أمانة. أما إذا قال: بذمتي، أو بصلاتي، أو بزكاتي، أو بحياة والدي؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، نسأل اللهَ للجميع الهداية.



[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - رحمه الله -: المجلد التاسع، ص 345].



__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها".
قال بعض الحكماء:
وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته
لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف.
ثم أنشد
إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
بسمات الأمل غير متصل   الرد باقتباس