[الـصـمـصـام]

فتحت المنتدى بسم الله الرحمن الرحيم
فوجدت في الرسائل الخاصة ما هو نصه من أحد الأخوة :

اقتباس لم يكن من وَكدِي التعليق على هذا الخبر ، وقد نويت أن أضرب عنه صفحاً ، لا لشيء ؛ إلا لعلمي أنه سيتقاصر عن إبلاغ ما في يتجلجل في فؤادي ، وسيعجز عن إيصال ما يجيش في صدري . إلا أن مشاركة الأخ ( عمر ) هيّجت أناملي لتنقر على لوحة جهازي شيئاً مما أعرفه عن شيخنا أبي عمر . له اليد الطولى في السمت والوقار ، والهدوء والرزانة . قابلتُهُ غير مرة ، آخرها قبل رمضان الماضي بأسبوعين ، فما كان يواجهني إلا بابتسامة وبشاشة ، وتحية وترحيب ، حتى لكأنه يعرفني من زمن بعيد . يخرج من مسجده إلى بيته ماشياً ، فما يفرغ من إجابة طلاب العلم والسائلين والمستشكلين والمستوضحين ، وقضاء شؤونهم ، وتوضيح أمورهم حتى يدلف إلى بيته . حين يدخلك إلى مجلسه لن ترى منه إلا كرماً حاتميّاً ، وإن حاولت وبذلت المحاولة ، فإنك لن تستطيع أن تنوب عنه في ( صبِّ ) القهوة والشاي ، إلا بجهد جهيد . ليس في ضيافته تكلف ، بل هو في غاية البساطة ، حتى إنك لترى في مجلسه بعض الأوراق والإعلانات متناثرةً خلف المراتب والكنبات ! ذكر أخي الفاضل ( خليل الشاعري ) فيما نقل عنه الأخ ( الصمصام ) أنه قليل الابتسامة ، وهذا لاحظتُهُ فيه فعلاً ، فكانت له لأجل ذلك في نفسي هيبة ، ولا أظنه يضحك ويقهقه ، فضَحِكُهُ ابتسامتُه ، هديَ النبي - صلى الله عليه وسلم - . أما إذا ابتسم وتهللت أساريره ، فإنه من أحبِّ الناس ابتسامةً ، وألطفهم روحاً ، وأحسنهم بشاشةً وتهلّلا . عرضتُ عليه بحثاً متواضعاً من بحوثي ، فأثنى عليه ، وشجعني فيه ، وأبدى ملحوظاته ، بل وكتب له تقديماً ليطبع وينشر في المكتبات ، وسماني مع ذلك : الشيخ / فلان !! مع أنني لا زلت في مرحلة المبتدئين أُرَاوِح ! وهذا من لطفه وكرمه - فرج الله عنه - . وأما بخصوص شيخنا والشيخ سليمان العلوان ، فأنا أسميه ( علوان الرياض ) ، لتشابههما - فرَّج الله عنهما - في أشياء كثيرة . وقد ذكر الأخ ( عمر ) اتفاقهما غالباً في الحكم على الأحاديث ، ومرجع ذلك إلى اتفاقهما في المنهج الحقِّ في علم الحديث : منهج المتقدمين من الأئمة ، الذي دعا ويدعو إليه ويطبقه ويحرص عليه المشايخ الأفاضل : إبراهيم اللاحم ، وعبد الله السعد ، وحمزة المليباري ، وحاتم العوني ، وغيرهم ، والشيخان الطريفي والعلوان من وجهاء هذا المنهج ، ومن روَّادِهِ وأعلامِه . وبخصوص كتب الشيخ ، فقد ذُكر كتاب ( زوائد سنن أبي داود ) مرتين في صُلب الموضوع ، في إحداهما أنه طبع وفي الأخرى لم يطبع ، وهذا مأخوذ من موقع ( نور الإسلام ) ، والكتاب مطبوع منذ فترة ، نشره ( ملتقى أهل الحديث ) و ( مكتبة الرشد ) ، ولعله - إن لم أهم - موجود في التدمرية . وهذا الكتاب ألفه الشيخ - فرَّج الله عنه - وهو في الحادية والعشرين من عمره ، فمقدمته مكتوبة عام (1417) ! على ضخامة الكتاب ودقّة العمل فيه . وقد عمل الشيخ على زوائد السنن كلها على الصحيحين ، وفي نيّته إخراجه في كتاب واحد . ملاحظة : ليست هذه المرة الأولى التي ينتظم فيها الشيخ أبو عمر في مدرسة يوسف - عليه السلام - ، فقد سبق أن أُولِجَها عدة أشهر ، والله المستعان . أسأل الله تعالى أن يفرج عنه عاجلاً غير آجل ، وينفّس كربه ، وييسر أمره ، ويثبته . أخوكم / الفاقد .

استمع إلى آخر كلمة مسجلة للشيخ في تاريخ 3-9-1427 هـ



وهذه صفحة الشيخ عبدالعزيز الطريفي في موقع البث الإسلامي