مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 03-11-2006, 01:56 AM   #62
أديب الواصل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 59
عالم بنات ....بنات
= 4 =
نحن نكره الأنثى لضعفها، ونحن من استضعفها .. هي محل للشك لدينا حتى لو لم تفعل أي مقدمات للاتهام الذي أصدرناه مسبقا . أتذكر تلك الأيام التي كان تعليم الأنثى فيها جريمة! وإشراكها في الرأي أيا كان ! ضعف في الرجولة حتى اشتهرت تلك الحكمة المضحكة التي تقول شاوروهن وخالفوهن وبعضهم ينسبه للرسول صلى الله عليه وسلم من زود الجهل . ولا تزال بقايا من أولئك الجهلة تظلم الإسلام بسوء الفهم
هذا ما خاطب به ابو ابراهيم أخاه صالح الأخ الأكبر لمحمد ... إذ جاءه من غير ميعاد مرسل من أمه لإقناعه بالزواج من أخرى ... ثم أردف يقول :
ثم إني على يقين تام بأن الرجل هو الذي يحمل الحيوانات المنوية المذكرة والمؤنثة، وأن المرأة في هذا المجال أرض وفية لما يستودع بها .. ولاذنب لها البتة في هذا .. إن كان ثمة ذنب !!
ــ هناك تجارب لمثل حالتك .. وتم التلقيح ..
قاطعه على عجل
لا تقل التلقيح الصناعي ؟ ........... إنهم مازالوا في طور المحاولة .. ثم إن هذه التجارب تحل محل الجماع الطبيعي الذي تتجلى فيه صفة المودة والرحمة والسكينة والألفة المقصود الأعلى في الحياة الزوجية
ـ صدقت ........ ثم إن التحكم في جنس الجنين يمكن أن يعتبر تدخلاً في قدرة الله
ـ الواقع أنه لا يمكننا قول ذلك لأنه يتم بقدرة الله تعالى ومشيئته، وفي حدود دائرة الأسباب والسنن التي أقام الله عليها هذا الكون (وما تشاءون إلا أن يشاء الله. إن الله كان عليماً حكيماً).
لكن لو استجبنا لأهواءنا في إيثار الذكور .. ما الذي سيحدث في العالم من قريب أو بعيد (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومَن فيهنّ).

وبعد حديث طويل قال صالح
ــ أفهم من كلامك عدم رغبتك في الزواج .
ــ الله سبحانه هو الذي يرزقنا الأولاد، يتولى ذلك بعلمه وقدرته...(( … يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثاً، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً، ويجعل مَن يشاء عقيماً، إنه عليم قدير)).
ــ لقد أقنعتني بأشياء كثيرة .. لكن دعني أفتح عقلك لشئ ربما غاب عنك .. إن زواجك من أخرى لا يعني إتهام زوجتك بأنها السبب ... لكنه يعني إحتمالا أكبر لمجئ الولد من إحدى زوجتيك .. ثم إنه يريح أم ابراهيم من جراء الولادة كل سنة أو سنتين !!

هنا ذاب القلب .. تركني صالح .. لكن كلماته أبت أن تتركني ! .. أو أنني أبيت تركها ... إن زواجي يعني إحتمالا أكبر لمجئ الولد من إحدى الزوجتين ...

مريم .... مريم .... هل بمقدوري أن أطأ على قلبي ... إنها الضرة لأحلى اسم تردد على شفتي ... إن اسمها ما يزال رطبا على لساني لا أمل ترداده غاديا أو رائحا ..

عبرت بذاكرتي ما ينيف على العقد بسنتين وتحديدا في عام 1408 وفي نهار مفعم بالحياة أواخر أيام الصيف ... وفي نهاية الشهر الأول من بداية الدراسة .. كان اول لقاء يجمعني بمريم ... لم أجد ما يمنعني من إركابها معي على سيارتي الهايلكس موديل 84 مع أخواتي هند وشريفة وذلك بعد عرض شريفة بأن تصحبهما إلى المدرسة ..
ـ فيه زميلة لنا مؤدبة وخلوقة ويتيمة .. تدرس معي في الصف الثاني ثانوي ومن أجود الطالبات ... تسكن عند أخيها الكبير في زاوية الشارع الموازي لشارع الثلاثين .. يعني على الدرب .. ما أدري وش رأيك لو أخذناها معنا .. أخوها يروح مبكر للشركة .. وهي ليس لها رغبة في أن تذهب مع النقل ..

مع بواكير ذلك النهار .. كنا نقف عند بابهم ... شريفة في المرتبة الأمامية وهند في الخلف وهي التي تصغر شريفة بعام قالت هند بسخرية ..
ـ ما شاء الله ليش اليوم بالذات غسلت السيارة !!
ـ اسكتي .. لقد اقتربت من السيارة
ـ لا .. بعد يبحلق ..
ـ هند !! ..... قالتها شريفة بعصبية وهي تسكتها
فتحت الباب ... فانفتحت مغاليق قلبي .... ولم أسمع سوى حرف السين عندما ألقت التحية .. عبثت يدي بلا وعي ... فأسنتدتها إلى مقود السيارة .... كنت أقوم بنصف إلتفاتة .. كلما هممت بتوجيه السيارة ناحية اليسار ... كنت أرى سوادا في سواد .. حتى يديها قد أحكمت سترهما .. فلا تدري أهي بيضاء أم سمراء

أمام المدرسة ، تقف السيارات أرتالا .. فتندس الطالبات بأجسادهن في بوابة المدرسة .. رأيتها وهي تنزل من السيارة .. ثم وهي تبتعد عنها .. كانت أطول قامة من شريفة وهند .. وأنحل جسدا .. كانت عيني تكثر الزيغ في ذلك الوقت الذي لم ألتزم فيه بشئ سوى الصلاة ..
وعرفت فيما بعد أنها بيضاء من أختي هند بطريقة ذكية ..قلت لها
ـ شاهدت اليوم رجلا يخرج من منزل مريم أظنه أخوها الكبير أسمر البشرة بشكل كبير .. هل كل العائلة بهذا الشكل
فأجابت هند على الفور
ـ لا .. مريم ماشاء الله بيضاء وبيضاء جدا .
فدوت ضحكة عالية من فمي عرفت بعده المقلب الذي ركبته دون أن تشعر

كنت أختار الأشرطة الغنائية بانتقاء .. وأوقف الشريط على أغنية أود إسماعها إياها ... فإذا ركبت وأغلقت الباب ضغطت على زر التشغيل فصدح محمد عبده بأغنية حبيبتي معزومة من بين المعازيم ... أو غيرها
وعرفت فيما بعد من شريفة أنها لا ترغب سماع الغناء وتود سماع القرآن من فم الشيخ عبد الله خياط أو محمد أيوب
فحققت لها ما أرادت ...

في يوم كئيب .. دخلت المنزل فإذا بطاقات دعوة قد انتثرت بين يدي والدتي وأخواتي .. القيت التحية ولم أعبأ بما بين أيديهم ... فجاوزتهم إلى غرفتي فنادتني هند
ـ ألا تريد أن تبارك لشريفة .
ـ بأي شئ أبارك لها ؟
ـ زميلتها مريم ستتزوج .
صحت هائجا وبلا شعور مني . حتى شعروا كلهم بما يدور في نفسي
ـ كيف حدث هذا . ولم لم يخبرني أحد .
ـ من تريده يخبرك ؟
ـ أقصد أنها مازالت صغيرة .
ـ وين صغيرة . أنا لو يأتيني خاطب لم أمانع
ـ عيب .. استحي يابنت
كنت حينها في السنة الدراسية الثالثة في الجامعة قسم اللغة العربية وهي في الثانية الثانوي ... وقد رسمت لوحة متخيلة وهي تزف لي بعد تخرجي .. وانتهائها من دراستها الثانوية
.


والبقية تأتي

،
،
،
أديب الواصل غير متصل