:: .. مـقْــ ( الإبتلاء .. ماذا سيكتب التاريخ .. وكل من عليها فان ) ــطـوعـة .. ::
بسم الله الرحمن الرحيم
::
قرأنا وقيل لنا أن الإبتلاء .. سنة الله في الدعاة الصادقين والعلماء .. ومن قبلهم الرسل والأنبياء .. ليميز الله المخلصين النبلاء .. من الكاذبين الدخلاء ..
::
وكان في السابق لنا يقال .. أن الحجاج ظلم الرجال .. وأن صيته في الظلم عال .. وأن عبد الله بن الزبير وغيره من العلماء نالهم النكال ..
::
وقيل لنا أن المعتصم هدد وتوعد .. وسجن الإمام أحمد .. ولم يكتفي بل أمر به أن يجلد .. ومع ذلك كان الإمام على الحق من بقية العلماء أثبَتَ وأجلد ..
وقيل أيظاً أن سجن القلعةِ ضمَّ ابن تيميَّه .. وأن السجن أيظاً مرَّ عليه ابن قيمِ الجوزيه .. قدَّس اللهُ أرواحهم الزكيه ..
::
وقيل لنا مع ذلك أن هؤلاء الذين ظلمهم قد طال .. كانوا في قتال الكفار وأهل البدعِ مشهودِ الفعال .. شهدَت بذلك الأيامُ و الليال .. فقد كانوا في حماية ديارِ الإسلام والذود عنها نعم الرجال ..
::
فاسأل عمورية عن المعتصمِ ماذا فعلْ ؟ .. واسأل العراق عن الحجاج من الخوارج كم قد قتَلْ ؟ .. فلقد كان الرجل منهم إذا قال فعل .. وإذا جدَّ الجِدُّ بذَلْ ..
::
ثم مرَّت بعد ذلك القرونُ والسنونُ والأيامْ .. واستُلَّتِ العقيدةُ من قلوبِ كثيرٍ من الأنامْ .. واحتلَّ الكفارُ كثيراً من ديار الإسلامْ .. وضحكوا على المسلمين بأكذوبةِ السلام .. فصدَّقها من المسلمين فئامْ .. وما ذاك إلا بترويج بعض الحكام .. ودعايات الإعلام ..
::
وفي زماننا هذا يوجد علماءٌ وحكام .. وابتلاءاتٌ من الله العلاَّم .. وأحداثٌ جسام .. وأمورٌ عظام .. احتارَ فيها العلماءُ قبل العوام ..
::
فــيا تـرى ..
::
ماذا سيكتبُ التاريخُ عن هذا الزمان ؟؟ .. ماذا سيكتُبُ عمن حمل السيف والسنان ؟؟ .. ماذا سيكتُبُ عمن فخرُهُ أنه شجبَ وأدان ؟؟ .. ماذا سيكتُبُ عن السجينِ والسجَّان ؟؟ .. ياتُرى .. ماذا ستقرأ الأجيال القادمة من تبيان ؟؟
وكلُّ من عليها فان ..
ويبقى وجهُ ربك ذو الجلالِ والإكرام ..
والحمد لله أولاً و آخرا وظاهراً وباطنا ؟؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وكتبه أخوكم ..
راعي بريدة ..
__________________
::
قال الإمام عبدالله عزام ـ رحمه الله ـ :
" تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعاً، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة، أو يكتب كتاباً يطبع في المطابع ويودع في المكتبات، لم يكن هذا أبداً طريق أصحاب الدعوات!! إن الدعوات تحسب دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون؛ هؤلاء يُكبّرون عليهم أربعاً في عداد الشهداء "
::
|