12-11-2006, 02:14 AM
|
#96
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 59
|
عالم بنات ... بنات
= 7 =
الكون يرقص على أنغام فرحه .... يسري في عروقة كتيار كهربائي .......
يوزع ابتساماته بلا مقابل لكل من يراه في بهو المستشفى .... سلم على أحد طلابه ووالد ذلك الطالب عند المدخل ... الموظف السعودي بشماغة يقلب في الأوراق أمامه وخلفه طبيب من الهند وممرضه فلبينية منشغلان بتنظيم ملفات .... ينظر إليهم من خلال حائل زجاجي أنيق .... وهو يتخيل صورة ولده إبراهيم .... وهو في الطريق أخبر كل من قدر على إخباره .... وبحث عن رقم الأستاذ سعيد واخبره لا لشئ إلا ليثبت لمن يرى أنه فشل عدم فشله وهو يعاتب نفسه الآن على تصرفه ذاك .... والدته تنتظر رؤية حفيدها في صالة انتظار النساء هي وبناته الست ... يبغونها فرحة جماعية
نظر إليه الموظف السعودي بوجل كمن لا يريد ذبول هذه الزهرة الفواحة أمامه ..
ـــ من أخبرك بالمولود ؟
ــ اتصلت قبل ساعة من الآن فأخبروني !
ــ يبدو أن في الأمر لبس !..... لحظات من فضلك
استدعى الممرضة الفلبينية وخاطبها باللغة الأنجليزية وسرت بينهما همهمات لا يدرك ماوراءها .... فانطلقت الممرضة القصيرة بوجهها البدين وهي تتأبط ملفا ضخما .... وعاود الموظف انشغاله بما أمامه .... وسرعان ما عادت بالنبأ اليقين .... وعادت تلك الهمهمات فيما بينهم .... ورأهم ينظرون إليه ويخفضون رؤوسهم ...
ابتدرأهم مستحثا ...
ــ ما القصة !.... أرجوك أخبرني .
قال الموظف بتلعثم ..
ــ الحقيقة .. أن هناك .. امرأة سودانية اسمها مريم علي عثمان ... هي من أنجبت ولدا .. لا زوجتك مريم العلي وهي شبيهة لها بالاسم كما تلاحظ
ضرب محمد الطاولة أمامه بقوة .. وانفلت زمام الكلمات من لسانه دون أن يعي ما يقول ... وهو يصرخ ويشير بيديه في كل اتجاه
ــ ما الذي يهذي به هذا المعتوه ... استبدلتم ولدي الوحيد ... لا بد أن يحقق في الأمر ... لا يمكن أن يمرر الأمر هكذا ... ما الذي تقوله
العيون تحدق فيه.... بما فيهم عيون الطالب ووالده ... وبدأ التجمهر قريبا منه ... الموظف يتلفت يمنة ويسرة ... وهو لا يدرك ما الذي يجري أمامه ... لا يدري أنه قتل فيه أملا طالما حلم فيه ... وتضيع كلماته المهدئة في الهواء.... وجاءت والدته تجر عباءتها بعد سماع صراخه وخلفها مزنة تحمل ابنته الصغيرة وأخواتها الأربع يجرين خلفها ...
وقذفت اتهاماته في قمامة الحقيقة المرة ...
ــ زوجتك ما تزال حاملا لم تلد بعد ! ... ويمكنك مشاهدتها !
أقتمت الدنيا في عينيه بعد رؤيته مريم وهي لما تلد بعد ... تهوع وكاد أن يتقيأ.... وانقطع فجأة ذلك التيار الهادئ الذي يسري في عروقه .... إنها ليست سلطة المجتمع إنها نزوات نفسه الجامحة .... أحس ساعتها أنه يغوص في وحل آسن .. رأى والده يعزيه في مزنة ... رأى صالح يلح عليه في الزواج ... رأى الأستاذ سعيد وهو يشير إليه ويضحك... رأى بناته يبكين وهن يحطن به
ابتعد بضعة أيام هاربا من الحياة ثم أيقن أن لا مناص من واقعه فرجع لكن بنفس أخرى ..... عزم ساعتها على الزواج من أخرى فهذا يعني احتمالا أكبر لمجئ الولد من إحدى الزوجتين ... وزاد من عزمه تزامن مجئ الولد لأخيه فهد وأخته زينب مع
ولادة زوجته البنت السابعة
ــ ما رأيك ببنت أبو سليمان مغسل الموتى
قالتها أمه بحضور أخته نورة كبرى الأخوات ...
أطلقت نورة ضحكتها المعتادة
ــ بنت !! قولي عجوز أبو سليمان !.... ما تدري أمي كم عمر هالعجوز .... أكبر مني بثمان سنوات يوم زواجها الاول كنت صغيرة جدا ....والعب مع أختها نوال .... كأنها بين عيوني .... كان زواجها في بيتهم الطين بشارع الصناعة
ــ يعني كل ما قلت بنت طلعتي فيها عذروب ... يالله تزوج على يد أختك نوير
ــ رأيي إنك تخطب بنت خال أبوي الله يرحمه ... صحيح إن معها بنت لكنها صغيرة و...
قطعت نورة كلامها بعد أن رأت مريم مقبلة وهي تحمل طفلتها الصغيرة ... فرمقوها بأبصارهم وكأنهم يخططون لاغتيالها ... ألقت التحية وجلست ... ومرت فترة صمت قبل أن يبدأ أحدهم بالكلام ...
البقية تأتي ....
|
|
|