بنظري كما قال عدد وما شاهدناه نحن أننا جافين جدا ً وقد قال مرة شيخنا سلمان ( مادري منين جتنا هالجلافة ) في معرض كلام له عن الجفاف العاطفي ..
الجفاف العاطفي مشكلة مؤرقة ومن لم يجد قلبا يحتويه سواءً طفل أو طفلة أو فتاة أو شاب فسيلجأ إلى مصادر عاطفية اخرى هي في غالبها نفعية كاذبة ..
المعاكسات الهاتفية بين الشباب والفتيات هي في غالبها من قبل الفتيات للبحث عن قلب يحتوي مشاعرها ويحسسها بالأمان العاطفي .. من قبل بعض الشباب هي كذلك لأنهم لم يشبعوا عاطفيا في صغرهم من أهليهم فيلجؤوا إلى مثل هذه الأساليب الخاسرة والكارثية في نهايتها ..
كثير من العلاقات المشبوهه بين الشباب وبعضهم وما تسمى بــ ( الولد والبابا ) في بادئ أمرها تغلف بغلاف الحب والحنان وما تفتأ أن تتغير ليكون ضحيتها ذلك الولد الفاقد للحنان في بيته والذي وجد الصدر الحنون من بعض أصحاب الأغراض ..
النبي صلى الله عليه وسلم حينما رآه الأقرع بن حابس يقبّل الحسين قال ( إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم إذا دخلت سكت المتكلم وجلس الواقف .. ) فقال صلى الله عليه وسلم غاضبا : ( ماذا املك أن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك من لايرحم لايرحم ) فهنا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أثر البعد بين الأب والابن ، أثر التفكك ، أثر انحسار الحنان في البيت الذي يحتاجه الأولاد فغضب من فعل الأقرع .. وفي تقبيله للحسين دلالة وإرشاد على أثر العاطفة في التربية بلا إفراط ولا تفريط ..
أخت يا سمينه
شكر الله لك .
أسد .
|