مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-11-2006, 11:09 PM   #9
العصفور الأنيق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 140
منقول بلا تصرف من منتديات الساخر أرجوا أن يضيف شيئا


( قال شيخنا الصمطمطي حفظه الله مرّةً : " إذا رأيت الرجل يكثر من الظهور على القنوات الفضائيّة ويكثر في حواراته فيها من اللعلعة وتحريك اليدين فاعلم أنّه من جنبها !! " ... وفي رواية : فاعلم أنه ما عنده ما عند جدتي ! ..وقيل : فاعلم أنّه من جنب العارضة أو القدّة على قولة الأستاذ الكبير زاهد قدسي !! ...وقيل غير ذلك ...
أجد قول شيخنا يصدق أكثر ما يصدق على الكاتب الكويتي أحمد الربعي دلاّلة الفضائيّات , مع احترامي لدلاّلة يوم الجمعة ! ..

مفارقة عجيبة

قبل شهور من الآن سلّ أحمد الربعي قلمه ساخراً ومتهكماً من الشيخ القرضاوي وظهوره المتكرر على شاشات الفضائيّات , لكن يبدو أنه أصيب بتلك اللعنة ,وخالطه ذلك السعار ! فها نحن لا يكاد يمر علينا اليوم حتى نرى سحنته المميزة ! ها هو يجوب فضاءنا العربي طولاً وعرضاً ..شرقاً وغرباً ...يوماً في دبي ..وآخر في أبو ظبي ...وثالث في الجزيرة ...ورابع في أل بي سي وخامس في المستقبل ...متنقلاً من ماجي الى جيزيل الى زاهي الى فيصل القاسم وسامي حداد ..وكويس أنهم طردوا هالة سرحان من اي ار تي والا كان شفناه في لقاء بعنوان " فس فس في العلاقة بين السياسة والجنس " !!....من كثرة هذا الظهور بتنا لا ندري أحياناً أنحن نرى دعايةً عن أمواس الحلاقة أم لقاءً مع محللٍ سياسيٍ محترم !! ...لكن ....اللهم لا حسد ...بخ ..بخ كما تقول السيدة الفاضلة زكية زكريا !
لا أستغرب تهارشه المحموم هذا ....ولا استغرب ولعه بالظهور هذا ...ولا استغرب جنونه بالشهرة هذا ! من يستغرب ذلك هو من لا يعرف الرجل جيداً ...من لا يعرف تاريخه ...ثوابته ..منطلقاته ...أهدافه ومنهجه ! ...رجاءً أحمد ...حين تستنكر على الآخرين أمراً فضلاً لا تفعله لأن عقولنا للآن لا تعرف الإستثناء ...وعيوننا لا تعرف المحاباة ..وألسنتنا لا تجد لليوم طعم النفاق المرّ جميلاً ! ..
أحمد الربعي وسليمان العيسى وسباق مئة متر حواجز ! :
ذكرني أحمد الربعي بالمذيع السعودي الكاريزمي سليمان العيسى !! ( وهو أحد ينسى لاري كينغ التلفزيون السعودي !!) ....كان سليمان العيسى مذيعاً نشيطاً ( لكن بزيادة حبتين الله يرحم شيبانه ) ...كان يعلّق على المباريات الرياضية في النهار ولا ينسى الناس لعلعته الشهيرة حين سجل سلطان بن نصيب هدف الهلال الثالث الذي ضمن به كأس الملك .. ( الفوّاح نصراوي متعصب ) ...في العاشرة مساءً يطل علينا سليمان العيسى بكشرته المتعبة مذيعاً للأخبار ! ...وفي الحادية عشر مساءً مقدماً باسماً لبرنامج " مع الناس" ( وهنا يحضرني بيت شعر للوالدة الله يحفظها يقول : مع الناس ولا كني مع الناس **** أنا ميت(ن) والناس حيّة ! ...الفوّاح مسوقاً لشعر والدته ) ...وسنجد سليمان العيسى راكباً لطائرة سمو ولي العهد الذاهبة الى الولايات المتحدة كمسؤولنا الإعلامي صاحب الرسالة اليومية المميزة ..وفي منتصف الأسبوع سنجده خلف الأمير عبدالعزيز بن فهد في جلسات مجلس الوزراء !! ...حتى أصبحنا من كثرة ما نراه على شاشتنا ننتظر ظهوره مؤذناً في الحرم !!!
أحمد الربعي نسخة معدلة وراثياً عن سليمان العيسى ! ستجده في كل قناة فضائية ...ولن يمرعليك يوم دون أن تراه يُرّقص يديه ...أو يُرّمز حاجبيه هنا أو هناك !...ليس هذا موضوعنا على أي حال ....لكن هذا الأمر من أحمد ينبئى عن نفس كلبية مسكونة بالأنا ...ومسعورة بقانون الحضور !..وهذا أمر خطير يجب عليه أن يتداركه قبل فوات الأوان ...لأنه كما يقال : فات الكتير ما بأش الا الأليل !! قلت لكم أنني لا أستغرب هذا من أحمد ...أما السبب فسأذكره لكم في موضوعي هذا فلندلف إليه معاً :

ُمتقلِبة المفكرين والكتّاب ! :

أحمد الربعي ...كاتب سياسي ...تقلّب بين أحضان جميع الأطياف السياسية التي مرّت بساحتنا العربية ...فالرجل ممن يصح أن نسميهم " مُتقلِبة المفكرين أو الكتاب" !! يؤمن اليوم بما كفر به بالأمس ! ..ويناظر اليوم عمّا لعنه بالأمس ! لا يجد أي غضاضة في تغيير ولاءاته السياسية بسرعة !...لا أظن الرجل ينضم لمن يدفع له أكثر !! لا ...لا ... لكنني متيقنً أنّه يشكو اضطراباً فكرياً كبيراً ...يجعل له خافق حمامة ...وعقل شاب ستينياتي طائش ! ...والربعي مرّ بفترة الستينيات إيّاها وأثرت فيه كثيراً ...وما زال يعاني صدمتها ...وما زال لليوم يخفي ماضيه الأسود عن أنظار الناس خوفاً وخجلاً منه ! ...
أحمد الربعي بدأ شيوعياً ...ثم قومياً ناصرياً....ثم هو اليوم ليبرالياً لا يُشق له غبار ! ...بل منظراً عن الليبرالية !!!! ( للمعلومية الربعي سطحي جداً في قراءاته عن الليبرالية وتموجاتها مثله مثل كل من آمن بها ولم يفهمها على وجهها من حمقى هذه الأمة الذين لم يعودوا يقرأون في الفكر السياسي ونظرياته المعاصرة ) ...قد نفهم و نتفهم أن ينضج فكر شخص من الناس فيترك عقيدة ثبت بطلانها وتهافتها وتفاهتها , ثم يعتذر فيرتدي رداء عقيدة أخرى بصمت وهدوء وتنكيس للرأس !! لكننا لا نفهم أن ينقلب الإنسان بتحول دراماتيكي عجيب من شيوعية استبدادية متطرفة الى ليبرالية فردانية متطرفة دون أن يرف له جفن !! بل لا اعتذار ....لا صمت ....لاهدوء وتنكيس للرأس ! بل لا صوت يعلو فوق صوت اللعلعة والوقوقة ! ! أترى الـ عيب قد انقرض ؟؟! ...أم تراه باد الحياء ؟! ...أم ترى الطب اخترع محلولاً بديلاً لماء الوجه ؟!!!

هل عادت الديناصورية يوماً ! :

إخوتي الكرام ...لا شك أنه واقعٌ تعس ....وظرف مؤلم ...هذا الذي جعل هذا الدعي وأمثاله يطفون على أثباج مشهدنا السياسي ...!... صياصي الماركسية البائدة ...وأحافيرالقومية المتهافتة .....وديناصورات الليبرالية المنحرفة ...تسلقوا أسوارنا السياسية في غفلة عن الوعي بخطرهم ...وفي بعثٍ قويٍ منهم ومن أعوانهم للتسطيح والإستغفال ...كل ذلك للسذاجة السياسية التي مرّت بها الأمة والتي بدأت ولله الحمد بالزوال ....
لمن لا يعرف ...أحمد الربعي في فترة خلت قام بعمليات تفجير في وطنه الكويت !! هذا فقط للمعلومية ....وحتى نعرف ونتيقن من هو الوطني ...وما هي الوطنية التي يسبح بحمدها الربعي وغيره !! وأي نوع من الكذب وقلة الحياء يملكه هذا الدعي ؟! ...أتراه لا يدري أن عصر الإقطاع الإعلامي قد ولّى ؟!
لكن هبوا أن الرجل تغير , وأنه عاد لنا بغير الوجه الذي نعرفه , وأنّه أصبح شخصاً آخر ليبرالياً يحترم حقوق الإنسان , والديموقراطية , وحق الشعب في الإختيار ...وأنّه يحترم الأديان ويوقرها ويوقر ( وليس يوغر ) أصحابها ! ....هبوا أنّه كذلك فلننظر الى أفعاله فلا شأن لنا بما يقول ما لم يكن في فعله دليلاً عليه !:

الربعي والمقاطعة والسلنتحية الجديدة ! :

اختارت الشعوب العربية خيار المقاطعة ضد المنتجات الأمريكية فماذا فعل الرجل الليبرالي الربعي ؟ ..الجواب : شنّع الربعي على الشعوب العربيّة وسفّه رأيها وخيارها !! بدعاوى تضحك الثكلى ساعة خبر موت وحيدها ! ...يقول الربعي بحقارة وغثاثة لم أرَ لها مثيلاً : أيها الناس.... يا أهل المقاطعة ...تباً لكم ...( وكش عليكم يا خايسين ...صج ما تستحون ...هذا الناقص ..ما بغى الا ماما أمريكا تقاطعونها ... ) أما تدرون أن صادرات أمريكا للوطن العربي لا تمثل أكثر من 3% من مجمل صادراتها ؟!! ...حسناً يا أحمد ...وماذا يضرك لو قاطعنا في هذه الـ3 % ؟؟ ما المشكلة لديك في أن نقاطع ؟! ...ودع عنك كل كلامك الآخر الذي مللناه من كثرة ما تعيد فيه وتزيد من مثل : (من أن المفروض علينا أن ننظر للداخل ...وأن نحل مشاكلنا الداخلية قبل أي شيء آخر)!! .....وهذه حيلة قديمة وحجة داحضة من كل أتباع النسر الأمريكي ومن كل كرادلة الليبرالية !... وكما قال أبي السعود الحميدي التميمي حفظه الله : " إنْ صدق الليبرالي مع الناس مرة فتلك أعجوبة , أمّا إنْْ كذب فقل له : على مين يا سلنتح ! " وأنا صدقاً والله لا أدري مالذي يغيظ الربعي وشلّته حين تقاطع الشعوب العربية المنتجات الأمريكية !! ...لكن يكفينا رد الشعوب العربية عليه وعلى أمثاله حين وقفت هذه الوقفة الجادة وقاطعت هذه المقاطعة الجريئة القوية التي ألقت جانباً كل تنظيراتٍ ليبراليةٍ باليةٍ أكل عليها الدهر وشرب !!

الربعي فرانكفونيّاً ! :

مثال آخر : فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر بالإنتخابات فنزل الجيش الى الشارع , وداس على أعناق الناس , وأغلق متجر الديموقراطية !! فماذا فعل الربعي ؟؟ صمتْ ! لا حس ولا خبر !! ...الربعي يصمت ...سبحان الله ...ذاك الرجل الذي لم يترك بلداً عربياً الا وفتّش داخلته بقلمه يصمت !! ..صمت على الإرتداد على الديموقراطية ...وعلى عسكرة السياسة ...ليس هذا فقط بل عاد الرجل ليُطبل ويُصفق ويمارس مونتاجاً غاية في الإضحاك والإستهبال ( على مين يا سلنتح !! ) حين يصف العمليات الإرهابية بأنّها من فعل تلك الجماعات الإسلامية التي كانت تريد الوصول للحكم !! ( وكأنّ من يتحدث هو وزير الدفاع الجزائري الفرانكفوني المتطرف !!أو المجرم العسكري خالد نزار !! لا كاتب عربي يدّعي أنّه ليبرالي يحترم خيارات الشعوب !! ) ويتناسى الربعي أن الغرب - قِبلته - يتحدث عن تورط جماعات من الجيش في بعض هذه العمليات ! ...بليز عمو أحمد ...في المرات الجاية بي لوجيك شوي حتى ما نقول : على مين يا سلنتح؟!

الربعي أتاتوركياً ! :

مثال آخر تابع للذي قبله : وصل حزب الرفاه الإسلامي للحكم في تركيا ...فماذا فعل أحمد الربعي ؟! ...أزبد وأرعد ..تفل وضرط ( أكرم الله القراء ) ...وسلّ قلمه كما تسل الراقصة سحر غمزتها الجنسية , سل قلمه وكأنه عسكريٌ علمانيٌ تركيٌ ليحذرنا من ارتباطات حزب الرفاه بإسرائيل !! ومِن كذِب هذا الحزب وكذِب رجالاته ودجلِهم وتطرفِهم !! لكن الربعي لم يقل ولو كلمة واحدة ولو على استحياء ضد الحكومة التركية العلمانية العسكرية وقمعها للمسلمين ودعاته والمتمسكين به وكيف هزّ كيانها العلماني الفسيفسائي دخول أمرأة محجبة للبرلمان ( مروة قاوقجي ) تلك المرأة التي كانت أشجع من أحمد الربعي ألف مرة ...كيف لا وهي قد ثبتت على مبادئها حتى دفعت ثمن هذا الثبات !! أين كان الربعي حينها ؟! على مين تلعبها يا سلنتح ؟!

الربعي كل شيء الا أن يكون إسلامياً ! :

مثال آخر قريب ( بس مش تابع للذي قبله ) : سُجِن عشرات الدكاترة والمشايخ من أصحاب التوجه الإسلامي في الأردن ...ومصر ...والسعودية بسبب آرائهم السياسية, فماذا فعل الربعي ؟! ماذا فعل ببغاء الديموقراطية ...؟ ربض على مؤخرته وصمت ! ...لا شيء , لم ينطق ببنت شفة أبداً وكأن ما يحدث يحدث في جزر الموز أو الدومينيكان !! لكن الربعي خرج من قمقمه - لا بارك الله فيه ولا في قمقمه - حن سجنت مصر الخائن سعد الدين إبراهيم !! الذي يحمل جنسية أمريكية إضافة الى جنسيته المصرية . خرج الربعي ليناشد الرئيس حسني مبارك للتدخل والعفو عن المفكر الليبرالي الكبير سعد الدين !! ويصف سجنه بأنّه خطأٌ كبيرٌ لا ينبغي أن يحصل في مصر !! ....أتستنكر الطميطمة من صاحب الطامات !؟

الربعي وصولياً لا أصولياً ! :

مثال أخير مؤلم : كان أحمد الربعي معارضاً أو هكذا ظن الكثير من الناس قبل سنوات ..أزعجنا بالحديث اياه وبالأسطوانة المشروخة إيّاها عن الشرف ...والأمانة ....والإخلاص ...وحماية المال العام !! .لكن مالذي تغير حين أصبح وزيراً ؟؟ انكشف للناس.....انكشف زيفه ...ودجله ...وخلع بعد عناء رداء الرهبنة الشعبية ولبس سموكن أهل الثراء ... ..هكذا هي الليبرالية ...وهكذا هم أبناؤها ...ينسون ويرمون كل الأنصبة جانباً ولا ينسون نصيبهم من الدنيا !! ...
لقد راهنت يا أحمد على الفرس الخطأ ...! والسبب أنّك لم تكن يوماً فارساً تركب ظهر الصعاب ! بل سمساراً يسير مع حركة السوق ويدور مع مبدأ العرض والطلب ...لهذا خسرت كثيراً في سوق المناخ الوطني ! ...الناس يا أحمد لا تريد خطاباً ليبرالياً انتهازياً , أو أوبرالياً بافاروتياً مزعجاً فلسنا في أوبرا عايدة ولا في حمام الملاليطي ! ! اقفل هذا الجزء أحمد فلا أحد يستمتع برائحة الخيانة ونتانة النفاق !! ..ارحنا من صراخك يا صبي ...واستتر بسؤاتك الله لا يسيئك, فكما يقال أن الحمق ليس في ارتكاب الحماقات بل في العجز عن اخفائها , فكيف بمن يأتي بها على مشهد من الناس ومسمع ! قدّم يا أحمد - إن أبيت الا الظهور- للأمة شيئاً ثميناً يغفر لك ما مضى , والا فضلاً لذ ببطولة الصمت...كن على الأقل شيطاناً أخرس - إن أبيت الا أن تتشطين- ولا تكن شيطاناً شيطاناً !! دع الكذب يا هذا وأبدأ الحياة ........ قل لي بربك- إن أبيت - من تظن أنّك خادع ؟؟ ومن تظن أنك ضارّ ؟؟ ومن تظن أنّك جارّه من رقبته بحبل لسانك يا هذا ؟

على بلاطة :

على بلاطة كما يقال ...مشكلة أحمد الربعي هي مع الإسلام ...لكنه أجبن من أن يُصرح بذلك ! لكنه يمارس لعبة أطفال الليبرالية الصغار حين يغمز من قناة المتدينين ! وتلك لعبة فوق أنها سخيفة فهي غير شريفة لا يفعلها الرجال الكبار ! وانظروا فقط من هم أعدائه دائماً ...وانظروا للأمثلة التي ذكرتها لكم تتضح لكم الصورة كاملة ...الرجل يستثار بكلمة إسلامي أو شريعة أو حجاب فتحكه يده على الكتابة ...فما بالكم بكتابة تأتي بعد حكة شفانا الله واياكم من الحكحكة ! ...وما أروع رد الدكتور ناصر الصانع عليه حين مسح به البلاط مسحاً لن ينساه الربعي ما بقي حياً !! دع عنك أحمد أيمانك المغلظة أنك لست ضد التدين فذاك ليس صكاً شرعياً وأزيدك من الشعر بيتاً أنه كما يوجد في شريعتنا أيمانٌ مغلظةٌ يوجد بها عورةٌ مغلظة فدع عنك هذا الذي تفعله فليس بصحيح أنّه صحيح!! يقول الأصفراني الزعفراني حفظه الله : " إذا رأيت الرجل يلمز دين الرب فاسأله أن يقول : بيض الخعفغ أم فرخ الخعنفغ لعشر مرات !! فإن لم يقلها فاعلم أنّه سلنتحاً آخر ! " ...وقال التفق قدّس الله سره :" طريقتهم نقد الدين عن طريق متبعيه , قيل له : من هم ؟ قال : السلنتحيّة ! "

رسالتي اليك أحمد :

الحقيقة لم تكن يوماً مشكلة ! ...لم تكن سماؤها مرّةً غائمة ...هي لا تحتاج الى أكثر من أن يتحرر الإنسان من هواجسه الذاتية الضاغطة , ومن أوهامه التي يلبسها حُلّة الحقيقة , ومن غلواء العقل النخبوي , ومن إسار الرتبة الأكاديمية ...الحقيقة أحمد لا تعترف الا لمن يأتيها مخلصاً نفسه من أدران الهوى المسبوك ,و علائق النفس , وعُدّة الأنتصار للأنا, وحمأة الانبهار بالآخر ! الحقيقة تعطيك كلها إذا جئتها محرماً ملبياً ...حينها فقط ستتعرف على أناك الذي سرقك منك في غفلة منك ؛غفلة فقدان الوعي الستينياتي !انظر حواليك أحمد وتحرر من الوهم ..وامعن النظر ...لقد انفض سامركم وقفلت الشعوب راجعةً الى هوّيتها وثوابتها ...أحمد ...ما عدتم نخبتنا ...فلقد اقفلت أنوار مسرحكم ..وخرج الجمهور يبحث عمّن يتحدث عنه ..عن همّه ...عن جرحه ...عن أمانيه وآماله ...عن الحقيقة ...الحقيقة التي ما عدتم وكلاءها ...ولا القيمين عليها ...لقد بدأت الأمور تعود الى نصابها شيئاً فشيئاً ....ها هي خيامكم تقوّض ...وناركم تطفأ ...وحميركم تسرج ...لقد فشلتم مرتين ! ...مرة حين لم تحسنوا العزف ...ومرّة حين عزفتم لحناً نشازاً ! ...والمصيبة أنكم فقدتم قوّة أذنكم الموسيقية فكلما صرخ بكم الناس : لحناً نشازاً ...لحناً نشازاً ..ظننتموهم يقولون لحناً جميلا!! أخي أحمد...لقد غردت خارج السرب طويلاً ...وكنت تظنها شجاعةً ..أو تحرراً ...أو جرأةً ..وإذا هي كل شيء سوى هذه الثلاث ! أرأيت أحمد أي مضيق اضطرك اليه جموح ماضيك ؟!اسأل نفسك أحمد سؤال الأخلاق ....وتساءل ...تساءل ...عن الحقيقة ....

بين الربعي بن عامر والربعي أحمد ! :

ترقد الحقيقة دفينةً وقتاً طويلاً لكنها حين تخرج لا تطأ أول ما تطأ الا على قفا المبطلين....الأمة أحمد قد تنسى ...لكنها لا ترحم حين لا تنسى ! ..فكن على حذر من انتقامها ....ولهذا أدعوك مخلصاًيا أبا قتيبة أن تترجل للحظات من لسان الهوى الجموح....وأن تطلق ساقي الانعتاق للريح ....واصعد أحمد الجبل...فهناك ..حين تدميك حجارة الجبل ...وتسلّ الشمس سيفها لتصنع منك زاوية قائمة ...هناك حيث لا يتردد الا صدى صوتك بعيداً عن مقارع الطبول ...هناك فقط أحمد تذكر أنك حفيد ربعي بن عامر ..ربعيٍ من نوع آخر ...ربعي جاء لكسرى يقول له : جئنا نخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد !...هناك فقط أحمد ارفع صوتك بالأذان ...اصدح به ...ولا يهم حينها إن كنت وحدك ...لا يهم حينها إن كنت لا تؤذن في الحرم !

أخوكم ومحبكم ....الفوّاح )
__________________
لا ينظرون وراءهم ليودعوا منفى

فأمامهم منفى

لقد ألفوا الطريق ...

( محمود درويش )
العصفور الأنيق غير متصل