مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 16-11-2006, 02:55 PM   #26
أحمد المهوس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: بريدة
المشاركات: 73
أخي الكريم الشفوق , السلام عليكم ............

لست أجد ما نعًا من أن تحاور الفتاة في إطار الأدب والحشمة , فقد ذكر بعض الإخوة بعض المواقع النسائية الرائدة , ومنها من ليس نسائيًا كهذا المنتدى المتألق , على أن مناط الحوار يكمن في الحفاظ على ما يصدر عنها , بحيث تراعي هويتها كفتاة قد اهتم الشارع فيها اهتمامًا بالغًا في المحافظة على سلوكها , ذلك أن نظرة المجتمع تنطلق من منطلق التأصيل العقدي الذي سأبينه لا حقًا , أما غير ذلك فإنها مظنة لريبة الرجل الذي هو جزء من المجتمع الرافض لمثل هذا السلوك منها .

لقد أوجد الشارع الحكيم العدة للأرملة والمطلقة لكيلا تختلط الأنساب , أي لا بد أن يخلو رحمها من ماء زوجها السابق خلوًا لا يصاحبه شبهه في وجود شوائب منه , وذلك بعدة حيض يكون حدوثها جلاء للشبهة ونقاء للرحم .

لهذا كله - وأكثر - تجد أن وضع الفتاة أكثر حساسية من وضع الفتى , لأن نظرة الرجل الراغب في الزواج مستقاة من هذا التشريع الذي أقره الشارع , فهو حذر منها , وفيه دقة منه في التحرز المبني على سلامة السلوك الذي ربما يشي بما أقره الشارع من أمر العدة , دليل ذلك أنك تجد أن الفتاة تراقب مراقبة صارمة من قِبَل ذويها بعكس مراقبة الفتى , لأنهم يعدونها لهذا الكيان الأسري القادم وهي الأسرة المكونة من زوج وزوجة وأولاد شرعيين .

أليس كل الحوادث مبدأها من النظر ؟ ومسافة الميل تبدأ من الخطوة الأولى ؟ كذلك الحال في سلوك الفتاة ؛ ذلك أن الرجل يحرص على صفاء سلوكها ليضمن نسله وذريته منها , سواء علم هذا الشعور في فكره أم لم يعلم , فهو يرْقب أبدًا إلى مدى إخلاصها وعدم الاقتراب - مجرد الاقتراب وليس الفعل - مما يخدش عفافها , لأن مظنة الشك تكمن فيها ولا تكمن فيه .

الفتاة ستتزوج في يوم ما , وستكون عِرض الرجل الذي يستميت للدفاع عنه , ولا يميل عن هذا الدفاع إلا الرجل الديوث الذي لا يعتد بالغيرة المتزنة .

لقد وصلتني رسالة خاصة من إحدى الأخوات تعيب علي مداخلتي , وما كنت أحسب أن تبيين الشرع وهو الحق يعد معيبًا , فلو تأملت الأخت إلى سبب أنفة الرجل من الفتاة ورفضها والابتعاد عنها وهي الفتاة التي تضحك وتمازح في المنتديات , أو التي تعاكس لعلمت أن هذا الرفض والمقت ناشئ عن التحوط من سلامة الخلفة والنسل الذي سيحدث مستقبلاً , فكم من بيت خربت من جراء الشك , فلو رأي الزوج امرأته وهي ممسكة بسماعة الهاتف على وجه المعاكسة لانصرف ذهنة مباشرة إلى أولاده يسأل نفسه هل هم منه أم لا , كل هذا يحدث في ثوانٍ معدودة بمجرد وقع عينيه على تلك الرؤية .

لذلك جعلت الجنة تحت أقدام الأمهات , وبرها مقدم على بر الأب المعلوم من حديث حسن الصحبة, فقد كررت لثلاث والأب لمرة واحدة , وسمي الأب والدًا مع أنه لا يلد وإنما من باب التغليب , أي حق الأم غلب على حق الأب , وفي الحديث أن رجلاً حج بأمه المسنة على أكتافه , فسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أنه قد وفاها حقها , فقال : ولا طلقة من طلقاتها . أي طلقات الوضع عند الولادة .

خلاصة القول :

قال تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) والحرث هنا هو الزرع .

أسأل الله أن يعصم بناتي وبنات المسلمين من كل سوء .

تحية لكم مشفوعة بالود والتقدير........
__________________
شكرًا لكم , وسعيد بالحوار الهادف معكم . . .
أحمد المهوس غير متصل