الأناشيد و ما أدراكـ ما الأناشيد ، و المشكلة أن الناس لا زالت تنطلي عليهم تلك الخدعة وهي تغليف أي عمل يُراد نجاحه بأنه ( إســــلامي ) و الناس يركضون دون معرفة الحقائق ، للأسف حصل من بعض المنشدين هداهم الله التوسع في باب الأناشيد ، مما حدى بالبعض إلى الوقوع في الحرام بحيل و تبريرات ما أنزل الله بها من سلطان ، و أدخلت الموسيقى إلى الأناشيد ( الأتتيون ) و تساهل فيها البعض ، و قد ذكر شيخ الإسلام أن إتيان المحرم صُراحاً أهون من التحايل إلى المحرم ..!
ولا أدري على من يحتال هؤلاء .؟
لازلت أذكر الشيخ عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله - قبل ثلاث سنوات كان يُفتي بكراهتها ، و في العام الماضي عدل إلى التحريم ، بسبب تلك التصرفات من المنشدين و التساهل في الحرام ..
و أقول لكم أيها الأحبة ليكن معيارنا هنا حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - و قد قال بعض العلماء أنه ثلث الدين وهو أن الرسول - صلى الله عليهم وسلم - قال : (( الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهة فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام )) و قال تعالى : (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله )) ..
والمتأمل لحال الشباب الأخيار اليوم يجدهم قد انغمسوا في هذه الأناشيد و صارت شغلهم الشغل و مهم الأول ، فعدلوا عن طلب العلم و تزكية النفس و النهوض بالأخلاق و التحلي بالفضائل ، و أغرقوا في المفضول وعدلوا عن الفاضل فاللهم أصلح الأحوال ...
ولو تأملنا أناشيدهم لوجدنا بعضاً منها خالية عن معاني الرجولة ، فهذا يكتب قصيدة يتغزل فيها بصديقه و الآخر يتغزل في ( الهلي ) و الثالث يصف البر دون أي إشارة لعظمة خلق الله ، أين نحن مما كان في السابق من أناشيد تدعوا للعزة و الشرف و نصرة الأمة و الجهاد في سبيل الله و نيل الشهادة ..
والله المستعان ...
|