مفكرة الإسلام تكشف تفاصيل عملية اختطاف وكيل وزير الصحة العراقي
مفكرة الإسلام (خاص): في متابعة لعملية اختطاف وكيل وزير الصحة العراقي الموالي للاحتلال، تنشر "مفكرة الإسلام" تفاصيل عملية اختطاف عمار الصفار، وما أعقبها من أحداث.
وبهذا الشأن تحدّث مراسل "مفكرة الإسلام" في الأعظمية ببغداد إلى مصادر أمنية معنية بحماية وكيل الوزير، الذي يشغل منصب الوكيل الأقدم لوزير الصحة العراقي، وعضو حزب الدعوة الإسلامية الصفوي والذي يرأسه إبراهيم الجعفري.
وأخبر المصدر الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه مراسل مفكرة الإسلام أنه "في الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت بغداد المحلي اقتحمت أربع سيارات من طراز سني بيضاء اللون ذات زجاج مظلل يرتدي من يستقلونها بزات رسمية سوداء مع سيارتين من نوع مونيكا تابعة لوزارة الداخلية ويستقلها أفراد يرتدون ملابس القوات الخاصة العراقية ولدى وصولهم إلى منزله الواقع على أطراف حي الأعظمية وبالتحديد شارع المغرب قرب مستشفى زراعة الكلى قاموا بالترجّل من سيارتهم ورفع العارضة الحديدية وطلبوا من حراسه وهم سبعة أشخاص مجهزين بأسلحة حديثة أن يخبروا الوكيل بأن هناك شخصية مهمة تطلبه في المنطقة الخضراء على عجل".
وأضاف المصدر الأمني: "لدى خروج الوزير من المنزل وكان يرتدي ملابس غير رسمية طلبوا منه الصعود إلى السيارة بكل احترام إلا أنه طلب منهم أن يغيّر ملابسه كي يخرج معهم وتحججوا له بأن الوقت قصير ولا داعي لأن يغيّر ملابسه؛ مما جعل الوكيل يشك في صحة كلام هؤلاء الأشخاص وهوياتهم التي أبرزوها للوكيل والصادرة عن هيئة الحمايات الخاصة؛ فاضطروا إلى دفعه داخل السيارة بالقوة وهناك تحرك أحد أفراد حمايته محاولاً إطلاق النار؛ مما دفع الخاطفين لقتله على الفور، فيما هرب الحراس الباقون وقاموا بإطلاق النار من على مسافة بعيدة على الخاطفين، إلا أن الخاطفين كانوا قد وصلوا بسرعة جنونية إلى نهاية شارع المغرب".
ويضيف المصدر أنه "بعد ربع ساعة حضرت القوات الأمريكية والعراقية إلى المنطقة وطوقتها بشكل كامل حتى الصباح دون أن تعثر على أي شيء يذكر".
ويقول مراسل مفكرة الإسلام إن حادثة الاختطاف التي أشير بأصابع الاتهام فيها إلى رجال المقاومة العراقية - لو صحت هذه الاتهامات - فستعتبر تطورًا كبيرًا للغاية في تكتيكات المقاومة، فقد شهدت بغداد اليوم عمليات استهداف لوزير شئون العشائر محمد عريبي ووكيل وزير الصحة الإدراي حكيم الزاملي ومدير عام في وزارة التجارة أمير أحمد وضابط كبير في الجيش العراقي في الفرقة الثانية.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الصفار قام بإعطاء معلومات دقيقة عن أشخاص مهمين في الدولة أثناء اعتقاله والتحقيق معه، حيث تعرض محمد العريبي وزير شئون العشائر لعملية اختطاف في طريق محمد القاسم نجا منها بأعجوبة، ولاذ إلى ثكنة أمريكية ونجا من كمين محكم هو وأفراد حمايته، فيما تعرّض حكيم الزاملي وكيل وزير الصحة الإداري لمحاولة اغتيال في منطقة الفضل السنية وسط بغداد، وتم استهداف سيارته المدرعة من دون كل سيارات الرتل المرافق له؛ وأسفر الهجوم عن مصرع اثنين من حراسه وإصابة أربعة من بينهم السائق، وهناك احتمال بإصابة الزاملي أثناء تلك المحاولة، كما تعرض مدير عام شركة الحبوب العامة الفرع الجنوبي أمير أحمد لمحاولة اغتيال في منطقة الصليخ لم يعلن عنها وقتل خمسة من الجنود العراقيين أثناء الهجوم على موكب اللواء الركن حسين سعدون سالم في منطقة الغزالية على الطريق السريع المؤدي إلى بوابة بغداد.
وإزاء تلك التطورات أوضح مصدر برلماني سني عراقي لمراسل مفكرة الإسلام أن العديد من السياسيين والمسئولين الحكوميين الذين تربطهم علاقة مع الصفار قاموا بأخذ احتياطات أمنية كبيرة وبعضهم التزم المنطقة الخضراء ولم يغادرها خوفًا من القتل على خلفية معلومات يمكن أن يكون قد أدلى بها الصفار لخاطفيه.
جدير بالذكر أن عمار حسين الصفار من مواليد 1956 في النجف وهرب من العراق بعد صدور حكم الإعدام بحقه بتهمة مساعدة الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب العراقية الإيرانية، واستقر في إيران واحتل مناصب قيادية في حزب الدعوة الصفوي، وعُرف عنه تعصبه للطائفة الشيعية ومعاداته لأهل السنة، وكان آخر مظاهر ذلك قراره الذي منع فيه موظفي مصرف الدم في مستشفى عدنان خير الله من تزويد أهالي الأعظميه بزجاجات الدم أثناء العدوان الأخير على المدينة، كما امتنع عن صرف الأوكسجين لمستشفيات الأطفال الخدج في الأنبار تحت ذريعة استخدامها من قِبل المقاومة في تفجير العبوات.
وقد استلم الصفار منصب وكيل وزير الصحة في حكومة المالكي على الرغم من أن الكثيرين يتهمونه بتزوير شهادة تخرج من كلية الطب، وفي ظل التزوير الشائع في العراق تمكّن من تصديقها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية واعتمدت شهادته، وعلى الرغم من نفيه للتهمة أكثر من مرة إلا أنها لا تزال شبه ثابتة عليه.
|