مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-11-2006, 03:20 PM   #13
عباس محمود العقاد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 355
تكريم للهويمل في ثلاثية (المشوّح)

الرياض: محمد شلاّل الحناحنة 6/9/1427
28/09/2006



أقامت ثلاثية الشيخ محمد المشوّح بالرياض مساء الثلاثاء 19/8/1427هـ، تكريمًا للأديب الإسلامي السعودي د. حسن بن فهد الهويمل رئيس النادي الأدبي بالقصيم سابقًا، ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، وأدار اللقاء الأديب الإذاعي المعروف د. عبد الله الحيدري، وحضرها حشد من الأدباء والإعلاميين والمثقفين.



بداية عطرة مع علم بارز

بدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم نديّ للشيخ عبد الرافع قاري، ثمّ كلمة المضيف الأستاذ الأديب عبد الله بن إدريس وقال: إنّ الثلاثية تكرّم هذه الليلة المباركة علمًا بارزًا في مسيرة الأدب والثقافة السعودية، وقد أثرى المشهد الثقافي في بلادنا بعطاء عظيم، ولا يستطيع جاحدٌ أن ينكر ذلك.
ثم تحدث الأديب د. عبد الله الحيدري قائلاً: نحنُ نحتفي بقامة ثقافية أدبية بارزة في ساحة النقد والتأليف، ارتبط اسمه بنادي القصيم لربع قرن، وهو لا يحتاج مني لتقديم، وتميّز لدفاعه عن اللغة العربية ضدّ دعاة العاميّة، ومنافحته عن التراث والأصالة، من خلال إشراقة في الأسلوب وتعبيرات قرآنية ناصعة. وطبع ما لا يقل عن اثني عشر كتابًا، وهناك ثلاث محطّات في مسيرته الطويلة الثقافية الأدبية هي:
نادي القصيم الأدبي، وجامعة القصيم، والمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامية العالمية بالرياض.




أصالته وعطاؤه الإسلاميّ

أصغى الحضور بعد ذلك لكلمة وافية معبّرة لفضيلة الشيخ/ الأديب عبد الله بن إدريس الذي قال: أديبنا الأستاذ الدكتور/ حسن الهويمل أكبر من الكلمات، ولجّته أكبر من البحر، لجّته الثقافة الواسعة في دفاعه عن اللغة العربية، والأصالة الإسلامية، والدين الإسلامي، وقد هاجم الحداثة المنحرفة، مع أنه مجدّد بالرؤى والأساليب، وهو رجل لا يكلّ، ولا يملّ، من كتاباته القيمة تتجلّى ثقافته وأصالته وركونه للعطاء الإسلامي المتجدد، حقًا قليل مثيله، بل هو من نوادر الرجال الذي أثروا الساحة الأدبية، يتطوّر بشكل عجيب، وما زلت أذكر محاضرته الرائعة بالنادي الأدبي بالرياض عن الحداثة، وقد وقف في وجهه عدد من الأقلام والألسنة، ولكنه ثبت في دفاعه عن شعرنا الفصيح، ولغتنا الفصحى، ولاشك أنه عصاميّ، قوي الشكيمة، متوكل على الله، فأدعو الله أن يوفّقه، ويزيده نورًا وعطاءً.



النجم اللامع

ثم تحدّث الناقد الدكتور/ منصور الحازمي الذي شكر الأستاذ/ محمد المشوّح على ندوته في دورها الثقافي الكبير وقال: إن فارسنا د. الهويمل لامع أضاء ساحتنا الثقافية، وإن كنت أختلف معه في قضايا الأدب الإسلامي والحداثة، إذ ما زال في عداء شديد للحداثة، ومع هذا فإنني أهنئ الصديق الأديب د. حسن الهويمل على كلّ إنجازاته وكتبه الكثيرة طوال العقود الثلاثة الماضية.



التفرغ لمشروع الثقافة في المملكة

أمّا الدكتور/ محمد الربيع رئيس النادي بالرياض سابقًا، فبعد حمده لله، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد، قال: ماذا يمكنني أن أتحدّث عن أديبنا الكبير د. حسن الهويمل في هذه العجالة؟! فكم كنّا بحاجة إلى من يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقد تحقق هذا لدى أديبنا، فهو أصيل في ثقافته التراثية ولغته الخالدة، وهو ليس منغلقًا على نفسه، فهو ذو ثقافة متنوّعة متعددة المصادر، أما جمعه بين الأصالة ولمعاصرة فسمة واضحة في كتاباته، كما لديه متابعة دقيقة لما ينشر بالدوريات، كما ركز على الأدب في السعودية حتى في رسائله الجامعية (في الماجستير والدكتوراه)، كما يمتاز الأديب د. حسن الهويمل بثباته على الرأي، وقوّة الحجّة، وقوّة البيان، وحسن إيراده للدليل، وقدرته على الإقناع، مع تقبله للرأي الآخر ما لم يكن منحرفًا عن الحق والثوابت، ومن يتابع كتاباته يجد أحيانًا نقدًا للذات، أما أسلوبه ففيه شيء من الإطناب الذي هو جزء من البلاغة، وأخيرًا أقدّم له اقتراحين:
1- التفرّغ لمشروع الثقافة والأدب في المملكة، ولعله يبني كتاباته في هذا المجال بناءً منهجيًا واضحًا، وبعمق وشمولية.
2- أدعوه إلى إقامة منتديات ثقافية خاصة في القصيم كالثلاثية.




الترفع عن السقطات

وجاء حديث د. مرزوق بن تنباك موجزًا معبّرًا عن إعجابه بالأديب د. حسن الهويمل على الرغم من اختلافه معه في أكثر من موقف، وقال: لقد فرحنا بهذا التكريم للأديب د. حسن الهويمل، وكم ندمت أنني لم أتصل به وأسارع بالتعرف عليه منذ زمن، وهو أكبر من أن نتحدث عنه في إثرائه للساحة الثقافية، ولا شك أنه ناقد وأديب كبير، ومفكر وصاحب موقف متميّز سواء وافقناه أم اختلفناه معه، لديه وضوح وثبات في جميع كتاباته، ومع اختلافي معه في مصطلح الأدب الإسلامي، والعامية والفصحى إلاّ أنني احترمه، لأنه يحترم من يخالفه، ويترفع عن السقطات الشخصية.



لمسات من الوفاء

وقال الأديب الناقد محمد بن خالد الفاضل الأستاذ بجامعة الإمام: إنّ في حياة أديبنا د. حسن الهويمل محطات كثيرة، فهو رائد من رواد الأدب الإسلاميّ السعودي، ويختط أسلوبًا فريدًا في عباراته، وله قاموس لغوي خاص به، وأنا من المعجبين جدًا به، فهو يكاد يأسرك بأسلوبه، ومواقفه المشهورة أمام الحداثة في منحاها الفكري التغريبي.
أما الدكتور عائض الردادي عضو مجلس الشورى، والإعلامي المعروف، فبيّن أن الأديب د. الهويمل ثابت على مبادئه منتمٍ لأمته الإسلامية، ويدافع عن هويتها، وليس دفاعه عن مجرد نوع من الأدب كالأدب الإسلامي، ويسعدني أن أدعوه للكتابة عن تجربة الأندية الأدبية، وكذلك د. محمد الربيع ود. منصور الحازمي، لما في ذلك من أهمية في هذا الوقت.
وتحدّث الأستاذ/ حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية، وعضو مجلس الشورى أيضًا قائلاً: ما أجمل الوفاء لمن أعطوا لأوطانهم وأمتهم، وأرى أنّ مفتاح شخصية الأديب د. حسن الهويمل كإنسان وأديب وناقد هي هوية الأمة، وهوية الوطن. وعندما تقرأ له يشبع عقلك، ويريح قلبك، ويحمل رسالة سامية لدينه ووطنه ومستقبل أمته.
والحق أنني أهنئه لترك نادي القصيم الأدبي؛ لأننا بحاجة إلى تفرّغه لأدبه وإبداعه، ومشروعاته الثقافية.
وكان للأديب الروائي د. عبد الله العريني كلمة رائعة، فقد ذكر أنّ تكريم د. حسن الهويمل تكريم للأدب الأصيل، وللمضمون الرائع الناصع، فهو يبهرنا بالنقد والبلاغة، ويظل نسيج وحده، وأحسبه يتعب نفسه ويريح قُرّاءه في كتابته وأسلوبه، أما تساؤلات د. الحازمي فيجيب عنها تعريف الأدب الإسلامي، وتاريخه العريق منذ بزوغ الإسلام.
وتحدّث د. علي بن عبد العزيز الخضيري الذي أكدّ أن د. الهويمل هو علم بارز ينبغي تكريمه من وزارة الإعلام، وقد شاركنا في مجالات عديدة، لذا فهو المفكر والأديب الذي لا يغيب عن البال، أمّا الأستاذ/ محمد بن ناصر الأسمري فكان معجبًا بنزاهة د. الهويمل في آرائه الحرّة، ومحترمًا صرامته، وحفاظه على لغة راقية في الحوار، وبيّن أن الاحتفاء به هو احتفاء برمز من رموز الوطن. ونقف أخيرًا مع الأديب الأستاذ د. صابر عبد الدايم الذي قال: في عام 1992م حضر د. الأديب حسن الهويمل مؤتمرًا لأدباء مصر ممثلاً لرعاية الشباب، وقد شهد الجميع لأهمية كلمته التي ألقاها من حيث الفكر الواعي الأصيل والرؤى المتميزة، والأسلوب الرائع، كما حضر أخيرًا مؤتمر الأدب الإسلامي في القاهرة، فوجدنا أن لديه جرأة المثقفين، وثباتهم وثقتهم بأنفسهم.




درع التكريم

وفي ختام اللقاء، شكر الأديب د. حسن الهويمل جميع الإخوة المتحدثين وخصّ الأستاذ/ محمد المشوح على تكريمه، إذْ جمعه بأصدقائه وأساتذته تحت سقف واحد، وما كان هذا ليتم لولا هذا اللقاء.
وأشار أنّ خروجه من نادي القصيم الأدبي كان بعد أن قدّم له ما قدّم، وقد حقق له إنجازات كثيرة، ومنها: مقرّ للنادي بثلاثة ملايين ريال، وشراء أرض له بخمسة ملايين ريال، وفي رصيد النادي سبعة ملايين ريال، وأحب أن يحقق النادي ما لم يحققه أيام رئاستي له في السنوات الماضية.
ثم قدّم الأستاذ/ محمد المشوّح للأديب د. حسن الهويمل درع التكريم.
__________________
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم × ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم × ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً وصاحباً × ولكنني أرضى به حين أحرج
عباس محمود العقاد غير متصل