مأزق التعالق ومزايدة الفارغين..! (2-3)
د.حسن بن فهد الهويمل
أحسب أن ما سبق نشره في (13 - 6 - 1426ه) توطئة لا بد منها، واستهلال لم يأتِ من فراغ، إذ هو مخاض رصد دقيق ومتابعة واعية لفلتات الألسنة حول الموقف من المبادئ والقيم الحضارية المهيمنة ك(الحداثة) و(الليبرالية) و(الاستغراب) وسائر المصطلحات الحاضر منها والباد. وكل المزايدات تتسم بالسخرية والتجهيل والتطاول والاستعداء من مبتدئين متذيلين، لا يفقهون شروط التعالق، ولا أدبيات الحوار، وهم لفيف من قراء وكتبة ما كنا نعرف إمكانياتهم ولا خلفياتهم الثقافية، ولا نعرف لهم قولاً محكماً في الشأن الفكري، ينفي عنهم جهل الذات، أو جهل الحال. ولسنا فيما نقول نحقر خطرهم، فالبعوضة تدمي مقلة الأسد، ولا نحقر ذواتهم، وقدوتنا فيمن طُلب منه إباحة الزنا، واتخاذ ذات أنواط، وما كان منه إلا التعليم، كما لا نود منهم الكف عن التساؤل، ولكننا نود منهم تساؤل المستعلم لا سؤال المستنكر، ليكون من المفيد تداول الآراء معهم. وحديثنا لن يمتد إلى سائر القضايا المثارة، ولن يوغل في التفاصيل، ولكنه محاولة ناصحة لإرشاد المزاحمين بالمناكب الغضة والأجنحة القصيرة. والدين النصيحة، وخشيتنا من أن تأخذهم العزة بالإثم. وتناولنا سيقتصر على بعض القضايا التي دأب الكتاب على ترديد القول فيها وعنها، إلى جانب ظواهر وقضايا ومذاهب، ليست من مفردات حضارتنا ك(العولمة) و(العلمنة) و(الليبرالية) و(الديموقراطية). ونفي المصطلح لا يعني نفي المقتضى الموافق لمقاصد الشريعة، وقد يمتد الحديث إلى قضايا اجتماعية وتربوية وغيرها. ف(الحداثة) بوصفها مفردة من تلك المفردات الفاقعة اللون، التي أدى التعالق معها إلى مزيد من التشرذم، حيث شغلت الأوساط الأدبية عن كل مفيد، وفرقت شمل الأدباء، وبخاصة بعد أن (أدلج) القول الإبداعي، وسيست القضايا، واجتالت المشاهد مذاهب مادية ووضعية، ليست من الإسلام في شيء. و(الحداثة) كما (الماركسية) من قبل، استأثرت بالمشهد الأدبي العربي ردحاً من الزمن، وقال فيها وعنها الأنصار والخصوم ما لا يتطلب المزيد. حتى لقد أصبحت من المعروف الذي لا يعرف، والذين أعادوها من كُتاب الشغب عبر رموزها أو عبر خصومها أو عبر مفاهيمها المتناقضة، أو عبر الكتب التي رصدت لمرحلة أصبحت في ذمة التاريخ لا يمتلكون التصور السليم عنها، وأن امتلكوه فإنهم لايتحرجون من لي ألسنتهم بالكذب. وحديثي عن (الحداثة) الموَّزع بين المقالات والمقابلات والتأليف والمحاضرات حديث رجل عاشها زمن الإقبال والإدبار، وعرف مالها وما عليها، وليس كما عابر السبيل، أو مثقف السماع، الذي لايجد حرجاً من التعالق مع كل طارئ. ولربما تكون (الحداثة) هي الوحيدة بعد (الماركسية) التي تحتل أكبر مساحة في مكتبتي: تنظيراً وتطبيقاً وإبداعاً، ولربما تكون الوحيدة التي عايشت أصحابها، وعشت معهم في (مصر) و(الشام) و(العراق)، فاكتشفت وجهها الآخر من خلال تصرفاتهم (البوهيمية) وممارساتهم (الوجودية)، حتى لقد رأيت البعض منهم يقلد في الأزياء والشعور و(الغليون) والحركات المتسمة بالفوضى، وكأني بهم مأخوذون بفرية العلاقة بين العبقرية والجنون، أو هكذا يتوهمون ويوهمون.
وقولي فيها وعنها قول متابع لكل رموزها من غربيين ومستغربين منظرين ومبدعين مؤصلين وتبعيين، لا قول خب يخدعه الخب. والذين يتعمدون إثارة الزوابع باستدعاء المتحدثين عنها والمؤلفين فيها بأسلوب ساخر، وتشبع فارغ، لا مكان لهم ولا لطرائقهم في مشاهد الفكر والسياسة. وظنهم الذي أرداهم تصورهم أن السخرية بالمتصدين للغربنة بكل وجوهها سترديهم. و(الحداثة) التي ألهت بني جلدتنا عن كل مكرمة: ظاهرة فكرية وأدبية، بل هي ظاهرة حياة، وإذا سُلّم لها في جانب، فإنه من المستحيل التسليم لها في كل الجوانب، ولا يحق للمتعالقين أن يسفهوا من يتحفظ على تجاوزاتها: الفنية والفكرية والأخلاقية. ولو أن كل اختلاف يستدعي التسفيه والتجهيل والسخرية لفسدت مشاهد الفكر والأدب. والمعضل أن الذين يتحرشون ويحرشون، لا يلمون بشيء ذي بال عن المستجدات: الفكرية والأدبية والسياسية، ولا يعرفون أبسط مقاصدها، ف(الليبراليون) الذين تلقفوا الراية من (القوميين) بعد سقوطها ومن (الثوريين) بعد فشل الثورات وتعري أصحابها، لا يدرون ما الجذور (الأيديولوجية) لمناطهم. وإذا أراد الغواة تبني المنافحة العلمية عن (الحداثة الفكرية) ولا أحسبهم قادرين على ذلك، ولا أحسب السدنة المؤصلين لحداثتهم متفائلين بنصر مَنْ لايملك إلا الهتاف الغوغائي - فإنَّ على كل غاوٍ أن يحيي ليله، ويظمئ نهاره، ويمسح آلاف المقالات والدراسات والكتب المؤلفة والمترجمة: المنظرة والمبدعة والمطبقة. وأن يعرف الأنساق والسياقات والأجواء، فلا خير في كثير من النجوى المقوية. فالحداثة ليست من السهولة، بحيث يقال عمن تصدوا لها قولاً صحفياً أقرب إلى الإنشائية، وليست الإثارة الصحفية لقلب الطاولة على من عايشوها من المهد إلى اللحد.
ومعاذ الله أن أكون غاضباً أو خائفاً، أو ساخراً بأحد، إذ ليس من المحامد أن ينهى أحد عن خلق ويأتي مثله، ولكنني لا أريد لمشاهدنا أن تكون مرتعاً للرجال الجوف الذين لايتوفرون على المعرفة ولا على مناهج البحث العلمي وآلياته. والمهمون المهابون من أهل الحل والعقد لن يختلط الشحم عندهم بالورم، لأنهم يتوفرون على كافة الإمكانيات، ويحسنون استخدام المجسات والمسابير، والوقوف على الحقائق طال الزمن أو قصر. وما نشاهده من إلحاح ولجاجة، ليس بإمكانه أن يلغي كل ما قاله الخبيرون بدخائل النفوس وجذور الظواهر، ولا أن يشكك بكل ما توصلت إليه بحوثهم وتحرياتهم. فأصحاب الفكر المتوازن أكبر منهم، وممن معهم من الذين يحسبون أن التعالق مع الحداثة على إطلاقه هو عين الصواب. وأدبُ الحداثة الفكرية، وأحب أن نضع تحت كلمة (فكرية) أكثر من خط، لأن هناك من يطلق الحداثة على التجديد، ومن يطلقها على المعاصرة، ثم لا يحسن التفريق بين التجديد والحداثة، حين يتحدث عن المنحرفين والساقطين، وإذ لا مجال للمغالطة في ظل توفر الوثائق الفاضحة التي يباركها المتعالقون، فإن من الكذب الصراح تضليل المتلقين بادعاء التجديد، وذلك من الالتفاف الغبي. والأهم من هذا وذاك أن الحداثة ليست رؤية أدبية وحسب، إنها ممارسة فعلية في علم الإدارة والاقتصاد والإعمار وسائر مستجدات الحياة. ونحن بتصدينا وتحدينا وصمودنا نعرف ماذا نعني ومن نواجه. ولقد قلنا إن الحداثة التي نواجهها هي (حداثة الفكر) وفق تصور الغرب الذي أنشأها، وليس وفق تصور المتعالقين معها من مثقفي السماع والتبعية. والأغرار غير الكرماء من الكتاب الذين يتصورونها مطلق التجديد، يجهلون أبسط المفاهيم. ونحن لا نتحدث عن هؤلاء، ولا نجد فيما يقولون قيمة معرفية، فما نحن إلا مجددون ومعاصرون، وتعلقنا بالتجديد لا مزيد عليه.
وإذا أراد أحدٌ أن يتقحم سوحنا بهمز أو غمز أو تساؤل إنكاري، أو أن يجالدنا ويجاهدنا، فعليه أن يتصور رؤيتنا، وما نذهب إليه، وأن يعرف ما نحن عليه من مواقف متوازنة، وما نتوفر عليه من معرفة تاريخية وجذور فكرية للحداثة، سواء كانت كما أرادها أساطينها في الغرب، أو كما أرادها غيرهم من دعاة الاستغراب. ونحن هنا لا ندعي، ولا نزكي أنفسنا، وإنما نؤكد معرفتنا بالظاهرة وخبرتنا بها. فالحداثة عصارة أفكار ومذاهب وتيارات، وكل متحدث فيها أو عنها ، لا بد له من رصد دقيق لعقائد المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع، ومتابعة متأنية لسائر المذاهب الغربية، إذ لم تكن الحداثة نزعة خالصة، لا علاقة لها بما سلف من مذاهب وتيارات. ومراحل تشكلها ومرجعياتها أكثر من أن تحصر. فهل ألَّم المتعالقون بما كتبه المفكرون والساسة عن (عصر التنوير) وما يعج به من أفكار متناقضة، بوصفه الحاضن الطبيعي للحداثة الفكرية المنحرفة؟ وهل تعرفوا على (السريالية) و(الدادية) و(الوجودية) بوصفها المذاهب العبثية المرهصة أو المزامنة للحداثة؟
لقد كان جديراً بمن يستعذبون السخرية بالمختلفين معهم أن يرصدوا لتاريخ (النهضة العربية) وتحولاتها وانكساراتها من مشارف (الحملة الفرنسية) إلى (الحملة الأمريكية) ثم ليرجعوا أبصارهم كرتين إلى (ثورة الأنفوميديا) و(بنية الثورات العلمية) وتحولات العالم من اليقين إلى الشك، ومن الإيمان إلى التمرد والثورة على الثورة، وما خلفته من أزمات وصدمات، أدت إلى ثورة العقل على ذاته. وكل تلك المخاضات وسعتها مشاهد الغرب، فالحداثة لا يمكن تصورها بمعزل عن سائر المذاهب الفلسفية والاجتماعية ومفاهيم الحرية. وتلقيها من متعالق لا يحسن التفريق بين (قرنين) من الزمان، تقاس المسافة بينهما بالسنة الضوئية مؤذن بتفاقم الأمية. وذلك ما نراه متدفقاً عبر أنهر الصحف. ولست بهذه المناصحة والمكاشفة خائفاً أترقب من فلتات الأقلام، فأقلامنا وألسنتنا لما تزل قوية متحفزة، ولديها الاستعداد لمنازلة جديدة، ف(الحداثة الفكرية) (حرب ضد الله) وإفساد متعمد للأخلاق، وجناية سافرة على سائر الفنون القولية، ومن أنكر ذلك فليأت ببرهانه، وما أقوله أحكام محكمة، لم أتقوه بها من عندي، ولا من عند علماء الإسلام، إنها مقولة أرباب الحداثة الذين يرونها مشروعهم ورهانهم الذي أنتجه العقل المنصف بالكونية والشمولية. ورموزها الفاعلون هم أهل الحل والعقد الذين يرجع إليهم في الإفتاء، وإذا سألنا غيرهم عن مفهوم الحداثة، فقد ظلمنا المشهد الأدبي. وما قلناه، وما نقوله عن الحداثة إن هو إلا قول أربابها وأساطينها، يطلقه المنظرون، وينفذه المبدعون. فهل المنافحون يرون مرجعيات أخرى؟. لقد استبعدنا من لايثقون بهم من علماء ومفكرين إسلاميين، أملاً في أن يكون شهودنا من أهلها.
والذين يودون أن يستبرئوا لدينهم وعرضهم، ويكفوا الغيبة عن أنفسهم، وينجوا من مآزق المصطلحات والمذاهب والمبادئ والظواهر الملتبسة بعد ما هلك فيها من هلك، عليهم أن يستبينوا طرق الاستقامة، التي يدعو بالهداية إليها كل مسلم في صلاته، وليست سهلة ولا ميسورة، والشيطان يتهدد، ويتوعد عندما أغواه الله {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} (الأعراف:16)، ومن سولت له نفسه أن يخوض خضم الحداثة مع الخائضين فعليه أن يصيخ لخطابات قائمة وأخرى خاوية، وأن يرصد للتاريخ الفكري العربي والغربي وسائر التحولات ما جد منها وما اندثر، تمشياً مع مقولة (كانت): - (فلسفة العلم بدون تاريخ خواء وتاريخ العلم بدون فلسفة العلم عماء). فالعالم اليوم أصبح كما القرية الصغيرة، مختلط الأصوات ملتق الأمواج، وليس بين عذبه الفرات ولا ملحه الأجاج برزخ يحول بين بغي أحدهما على الآخر. ومن تقحم أمواج المعارف والمبادئ دون أن يحصن نفسه أصابه دخنها، بل أرداه وباؤها. وذلك ما نراه، وما نسمعه عن أناسي، كنا نعدهم من المفكرين المتمكنين فإذا هم رئيس في مهب الريح.
ودعك من ناشئة خالية الوفاض، غرر بها مَنْ لا خلاق لهم، واستدرجوهم من حيث لا يعلمون لمواجهة المتحفظين على كل طارئ والمتعاملين معه بحذر شديد واحتياط أشد. ولو كانت المواجهة متكافئة، أو كانت علمية يتجاذب فيها الأطراف حقائق المعارف، لما كان في ذلك مشاحة، بل هو عين الصواب. وعلماء السلف اختلفوا فيما بينهم، وكانت لهم مذاهب، وكان للمذاهب أئمة، وكان للأئمة أتباع وأشياع، وكانت لكل مذهب أصوله وقواعده ومقدم مذهبه ومفردات إمامه، وما كان في ذلك من بأس. ومن تصور أن الحضارة الإسلامية لا تقبل الخلاف، ولا تحسن الحوار الحضاري، ومن ضرب الأمثال في ضيق عطنها ب(الحلاج) ومحنة (ابن حنبل) و(ابن رشد) فقد ضيق واسعاً، والتقط وقوعات مبتسرة من سياقها، وقد لاتكون بالضرورة معبرة عن نسق الحضارة الإسلامية وسياقها، ولو فعل مع حضارة الغرب فعله مع حضارته، لكانت الأضيق عطناً والأعنف تعنتاً. لقد أبدع المتعالقون المسرحيات الشعرية عن مأساة (الحلاج) بوصفه متحرراً، ونسوا إعدام (جيوفروي فاليه) عام 1574م عندما ألف كتابه (ذروة الصفاء الروحي) المنكرة لوجود الله، وتضييق الخناق على (جول بيدل) عندما رفض التثليث، وآمن بوحدة الإله، فلكل حضارة شواذها المغردون خارج السرب، وليس من العدل الابتسار، والتقاط وقوعات خارج سياقها، وقد تكون هناك مسايرة بلهاء في العمليات الإبداعية ف(مأساة الحلاج) تفكيك ل(جريمة قتل في كاتدرائية).
والبائسون من المبهورين يقعدون من أساطين الحضارة الغربية مقاعد للسمع الأبله، ثم يعودون إلى أوباشهم، ليقولوا لهم إنا سمعنا ورأينا شيئاً عجباً، يستقبل أهله المادة، ويصنمون العقل، ويعبدون الشهوات. والمؤلم أن الكذب الأبله أعذب الحديث، وتكراره وتقليبه يؤهله ويصدقه، وذلك بعض ما يفعله المصابون بداء الاندهاش، المستهلكون باستجداء الآخر. والصدام حول المستجدات من السنن الكونية، ومن الظواهر الصحية، ولكن لكل خافقة سكون يستدعي المراجعة والمساءلة والنقد والتقويم. وليس بدعاً أن ينبري لأي حركة فكرية أو دينية أو سياسية أو أدبية من يحرض على إجهاضها، والمتعالقون على غير هدى هم الذين يستفظعون المواجهة، ويعدونها من ظواهر التخلف، وعندما اندلعت الثورة (البلشفية) في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين، انشق عليها عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين، واحتضنتهم (أوروبا)، وأصدروا مجلات وصحفاً وكتباً تندد بالثورة والثوار، واشتهر منهم عدد كبير، استطاعت شهرتهم أن تدخل بهم مشاهد العالمية، أمثال (ديمتري) و(بالمونت) و(بوتين). وفي العصر الحديث نسمع ونقرأ لمفكرين وعلماء وأدباء غربيين يعارضون السياسة الغربية والفكر الغربي أمثال (جارودي) و(تشومسكي) و(تانباسي هسو) ولم يستخف أحد بعقلياتهم، ولم ينالوا من مكانتهم، وإن ضويقوا، وطوردوا من قبل المخابرات العالمية. والمستفيض أن الاعتراض قائم، وليس مؤشر ضعف أو تخلف، كما يتصور الفارغون، وإذ يكون الحكم على الأشياء فرعاً عن تصورها فإن أوجب الواجبات على المزايدين أن يعيدوا تكوين ذهنياتهم وبناء عقولهم، ليستبينوا الرشد قبل فوات الأوان، فإذا ضعف التكوين واعوج البناء جاءت بصائر الأمة حُولاً، على حد قول شوقي:
(وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة
جاءت على يده البصائر حولا)
__________________
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم × ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم × ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً وصاحباً × ولكنني أرضى به حين أحرج
|