ما يُنشر باسمي في المواقع تَقَوُّل وافتراء..!
د. حسن بن فهد الهويمل (*)
أطلعني أحد الإخوة على مقال طويل نُشر في موقع (شبكة القلم الفكرية) بتاريخ 28-6-2005م، تحت عنوان (الليبراليون السعوديون وتجديد المكارثية) وقيل إنّه نُشر من قبل في (مواقع الساحات السياسية) تحت توقيع (حسن بن فهد) وهو حديث عن (الليبرالية) و(الديموقراطية) و(العلمانية)، وكاتبه الذي ربَّما أنّه تقنّع باسمي، أو أتفق معه - وهذا بعيد - والمتقنّع يتوخّى في كتاباته القضايا السياسية والفكرية التي أتناولها في مقالي الأسبوعي كلّ يوم ثلاثاء في جريدة (الجزيرة)، والجريدة تنشر مقالاتي في موقعها على (الانترنت)، وقد يستحسنه البعض فينقله إلى مواقع أخرى، ليكون مجال إعجاب أو سخريّة وتندُّر، وقد حصل ذلك أكثر من مرة، وليس في النَّقل والتعليق من بأس، (والناس فيما يعشقون مذاهب)، وإن كان بعض النّاقلين والمعلِّقين يفهمون ما أقول على غير مرادي، ولكنّها حرِّية القراءة، (ومن ألف فقد استهدف).
ومع أنّ الكاتب المتقوِّل يحاول قدر المستطاع التزام رؤيتي حول المستجد من المذاهب، إلاّ أنّه لا يتحرَّج من ذكر الأسماء التي قد اختلف مع بعض توجُّهاتها، وهو اختلاف يتراوح بين التنوُّع والتعارض، ولا يجد حرجاً من الحكم عليها والنَّيل منها، وما كان من عادتي التفحُّش في القول ولا تعمُّد التعيين. والمقال الذي عثرت عليه، والمقالات التي لم أعثر عليها بعد، والمقالات التي قد تُكتب فيما بعد، وإن اتفقتْ مع وجهة نظري في بعض ما أذهب إليه، إلاّ أنّها تختلف رؤيةً وأُسلوباً وطريقةَ أداءٍ، ومهما كانت تلك المقالات مساندة لرؤيتي فإنّني استنكر نسبتها إليّ، وأستعدي السلطة للبحث عن المزوّر إن كانت تقدر على ذلك، وعن أصحاب المواقع الذين يتقبَّلون هذه المقالات، ثم لا يبادرون إلى إلغائها من مواقعهم ومحاسبتهم على جرأتهم.
فأنا كاتب لا استدعي إلاّ المبادئ، وموقفي منها موقفٌ علميٌّ متَّزن، وليس لي شأن بأصحابها، فهم زائلون، يمرُّون بها، ثم يتحوّلون عنها، أو تخترمهم يد المنون.
ومن ثم لا أسمح لنفسي استدعاء أشخاص بأسمائهم، ولا أسمح لنفسي باستعداء أيّ سلطة عليهم، إلاّ إذا دخلت معهم في جدل أو هم سمحوا لأنفسهم باستدعائي. وأرجو من كلِّ داخل على تلك المواقع أن يشعرني متى وجد مقالاً منسوباً إليّ، وأنا واثق بقُرَّائي ومعارفي على صفحات الصحف، فهم يعرفون أسلوبي، ويعرفون منهجي، وطريقة تناولي للمبادئ والظواهر والقضايا والأشخاص، وتعفُّفي عن ذكر الأسماء ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. وسوف لا يلتبس عليهم ما يُكتب باسمي، ويتعمّد التجريح في أشخاص بأعيانهم، وإن كنت اختلف معهم، فأنا أحترمهم، وأشفق عليهم، وأرجو لهم السّداد والتوفيق، وليس من هدفي المساس ولا التشهير بالمخالف، وكتاباتي دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ودفعٌ بالتي هي أحسن، أجتهد ما وسعني الاجتهاد لتمثّل الحلم والأنّاة والبعد عن المهاترات، وكم أتمنى أن تظلّ القنوات مفتوحة مع الخصوم، فأنا باحثٌ عن الحقِّ، ولست باحثاً عن الغلبة، ومثلما أتمنى أن يجري الله الحقَّ على لساني، لا يسوؤني أن يجريه على لسان خصومي، وكلّ الذي أتمناه أن يوفِّقنا الله جميعاً، وأن يسدد خطانا، والحقُّ ضالّة المؤمن.
(*) رئيس نادي القصيم الأدبي ببريدة
رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض
أستاذ غير متفرّغ للأدب الحديث بجامعة القصيم
__________________
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم × ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم × ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً وصاحباً × ولكنني أرضى به حين أحرج
|