الموضوع
:
تزكية الشيخ ابن باز للشيخ محمد أمان الجامي رحمهما الله ( يوجد صورة للتزكية )
مشاهدة لمشاركة منفردة
01-12-2006, 07:44 PM
#
23
العصفور الأنيق
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 140
كلام رائع لأخي الفاضل كرمع
رأيت مناسبة طرحه هنا
اقتباس
جامي .. واخواني .. وعقلاني
1_3 (جامي)
متلازمة التفكير لدينا مشكلة عريضة باعتبار خطئها أولا وباعتبار مؤداها ثانيا ..
ونحن أيها الأخوة لدينا أخطاء في التفكير عريضة ومؤذية ولها نتائج منتنة وطافحة ..
دعونا نأخذ هذه المتلازمة الخاطئة لنقرر عليها بعض الوقائع الحية :
كل ذي جناحين ورجلين من المخلوقات فإنه يسمى طائرا وإذا سمي طائرا فإنه يطير ..
التسلسل المنطقي الآنف قرر في أذهاننا معلومة خاطئة هي أن الدجاجة تطير !! وهي ليست كذلك .. ولكن تسليمنا بتلك التلازمات جعلنا نقر بتلك النتيجة مع تخطئتنا لها على أرض الواقع ..
وما دخل موضوعنا بالدجاجة ؟
اسحبوا هذا المثال على اطلاقات البعض على البعض : هذا جامي .. هذا عقلاني .. هذا اخواني .. هذا ليبرالي .. هذا علماني .. وتلك الإطلاقات في عامتها ..أعيد : في عامتها .. جاءت نتيجة متلازمة ملتبسة في الأصل كمتلازمة الدجاجة !!
كنت أتحدث مع أحد الأصحاب يوما .. فجاء ذكر رجل ما .. فقال لي : هذا جامي !
قلت له : هل للجامية بنود يمكننا منها معرفة هذا المسمى بالتحديد ؟
تلكأ قليلا .. ثم قال : لا .. ولكن لهم صفات معروفة.. وعدد علي منها ثلاثا ثم توقف !!
قلت له : فقط ثلاث ؟
قال : لا .. أكثر .. ولكني لاأعرف إلا هذه الثلاث !!
قلت له : هل تعرف صاحبنا هذاالذي ذكرت بأنه جامي؟ .. هل تعرفه جيدا ؟
أجابني : معرفة لابأس بها ..
قلت : إذن أنت لاتعرف كل مايحيط بهذا الوصف من معلومات .. ولاتعرف هذا الرجل حق المعرفة .. وبالتالي خرجت لك هذه النتيجة العرجاء بفعل متلازمات كثيرة انطبعت في رأسك ..
وفي رؤوسنا نحن أيضا!!
والعقلانية كذلك .. والليبرالية كذلك .. والعلمانية .. والاخوانية .. والسرورية .. والسلفية ..
أنا ياأخي تزعجني كثيرا هذه الفوضى في المصطلحات ..
نأتي بوصف لم نفهمه جيدا فنُلبِسُه رجلا لم نفهمه نحن جيدا !!
ينقل لي أحد من أعرفهم محاورة جرت بين اخوانه وقد كانوا في نهايات الثانوي وبدايات الجامعة قائلا :
قال الأول وهو يشير إلى أحد الكتاب في الجريدة : شف هذا ليبرالي ..
سكت الآخر بعدما رمى نظرة سريعة على الكاتب .. ثم استدرك قائلا : طيب وشو الليبرالي ؟
فلم يجب الأول سوى أن قال : لاأدري تحديدا .. لكنه شي مهب زين !!؟
أرأيتم ؟!
تصنيف ولا أسرع !!
ومن الطرائف أنه عندما حدث الخصام بين السفير حينها غازي القصيبي وبين المشائخ سلمان وعائض وناصر انتشر عند الناس بكل سهولة أن هذا السفير علماني!!
ولأنه لم يكن يترك على وجهه لحية ولا شاربا فقد صار بعض الناس يصف كل من يراه حليق اللحية والشارب من الكتاب بالعلماني !!
هي طرفة لكنها تدل على مدى التداخل الرهيب بين المتلازمات وتدل على خطورة النتائج المستوحاة منها ..
هذه المقدمة أيها الأحباب ابتدأتُُ بها لتعرفوا منها نظرتي لما سأتحدث عنه الآن ..
عندما طار خبر حفل السنة في الآفاق .. تدحرجت كرة ثلجية كبرت على طول طريقها من المدينة النبوية .. وبدأ انتقاد هذا الحفل بأنه بدعة .. ثم تزايد الأمر ليصبح نقدا في أولئك الذين أقاموه .. ثم تزايد الأمر لينتقدوا المنهج الذي رأوا أنه دفعهم لذلك .. وسموهم : القطبية ؟
ثم عادوا على زعمائهم من آل قطب يمزقونهم .. ولكن بعد أن كفروهم !!
وأنا في تلك السنوات لأول مرة أسمع بمثل ذلك التكفير ..
وهذا الذي حصل كانت له مقدمات سأتحدث عنها بعد قليل لكن الجامع لها حب التصنيف والتقييم ولذلك أخرج الشيخ بكر أبو زيد كتابه الرائع : التصنيف بين الظن واليقين
كانت لهم كتب ورسائل وأشرطة وآراء غريبة منها بدعية المراكز الصيفية !! ولكنهم بعد فترة فتحوا مراكز صيفية !!
ومنها تحريم الأناشيد .. حتى قال قائل منهم الأناشيد أعظم حرمة من الأغاني !! لماذا ؟ قال : لأن الثاني معصية وصاحبه يعرف أنه عاصي أما الأول فإنه بدعة وصاحبه مطمئن إليه اطمئنانه بالطاعة !! .. حَوَلٌ علمي لاأكثر ..
وعندما حصلت فتنة سجن المشائخ في سنة 1415هـ وما تلاها من سنوات ارتفعت أصواتهم .. وطفحوا فوق
السطح .. حتى قال أحد خطبائهم متحدثا عن الشيخين سفر وسلمان مطالبا بفصل رؤوسهم عن أجسادهم !!
كان انتشارهم زمانيا ابتداءا من حرب الخليج الأولى عندما خالف المشائخ رأي هيئة كبار العلماء وما زالوا ترتفع أصواتهم حتى منتصف ذلك العقد إبان الفتنة ُثم بدأ انخفاضهم بعد ذلك .. أما اليوم فقد تفرقوا أيدي سبأ ولك أن تعرف ذلك بزيارة واحدة لأحد مواقعهم و مدى ماوصلوا إليه من تشرذم قبيح ..
وأما انتشارهم مكانيا ففي المدينة بشكل أكبر .. بل إن رؤوسهم هناك .. وفي حائل وفي عرعر وفي حفر الباطن وفي الرياض بشكل قليل وفي القصيم بشكل قليل سوى من نزر يسير في بريدة وعنيزة والرس أما في بريدة فقد شن رجل متأثر بتلك الأفكار هجوما على ابتدائية سيد قطب في الموطأ حتى غيرت إلى سليمان الشلاش !! وفي عنيزة ممن يدرسون في معهد بريدة أو في جامعة الإمام وفي الرس لدى خطيب أظنه لايصلي معه سوى من يريد معرفة إلى أي مدى وصل الحول الفكري !!
وإن كانت بريدة تخلو من انتشارهم سوى من بقايا لايذكر أمرهم بل إن كثيرا ممن يوصفون بذلك من بريدة لايصدق عليهم هذا الوصف ..
لقد خالطت بعضهم .. صدقوني .. ولكن ليس في بريدة .. وكنت أنظر إليهم بعين الرحمة .. إي والله .. كنت أشبههم بالولد القبيح المعاق وهو يحقد على شقيقه الوسيم المكتمل الجسم !! لن تستطيع تقويمه .. كما لا تستطيع إلا أن تتركه يعبر عن شعوره لاأكثر ..
ولذلك فإني غير مقتنع بإطلاق كلمة( جامي ) عليهم.. وهي نسبة لمحمد بن أمان الجامي
ولست مقتنعا بأنهم على صفة واحدة لأنهم يختلفون في الصفات أكثر مما يتحدون عليه منها ..
ولست منكرا أن هناك شرائح منهم كانت لها صفات عفنة من ملاحقة الأعمال الدعوية .. ومن بغض للعاملين من العلماء وانتقادهم .. ومن الوشاية بالآخرين لدى الجهات المختصة ..
واطلاق السناكحة أحب إلي في ذلك لعدم ارتباطه بشخص ما ولدلالته على تلك الفوضى في معاملة الآخرين أيا كان مصدرها
ولكني أستطيع القول بأنه ليس كل من انتقد المشائخ الذين نحبهم أصبح جاميا
ولا كل من انتقد عملا دعويا أصبح جاميا
ولا كل من امتدح ولاة الأمر أصبح جاميا
ولاكل من خالفنا في رأي جهادي أصبح جاميا
كما أنه ليس بوسعنا أن نقول عن كل من يحلق لحيته وشاربه بأنه علماني !!
وليس بوسعنا أن نتهم كل من يناقش بمنطقيةٍ مطلقة عن مسلّمات من غير الثوابت بأنه عقلاني !!
كما أنه ليس بوسعنا أن نقول بأن الدجاجة تطير لأن لها جناحين!!
وليُقس مالم يقل ... مما تضيق به المجالس اليوم من الفوضى في التصنيف والمصطلحات ..
__________________
لا ينظرون وراءهم ليودعوا منفى
فأمامهم منفى
لقد ألفوا الطريق ...
(
محمود درويش
)
العصفور الأنيق
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن المزيد من مشاركات العصفور الأنيق