مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-12-2006, 07:33 PM   #12
أبويحي البطال
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 86
" تجديد الخطاب الديني " ثغرة دفرسوار أخرى وإن غضب بعض الأحبة !!.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه .

(1)

المنافقون العلمانيون الليبراليون يرون في مكتسبات الأمة الإسلامية في هذا العصر من عودة الناس إلى الوعي بدينهم والاستمساك به ، وعودة الحكومات التي تغربت حينا من الزمن إلى حظيرة تحكيم الإسلام ومن انتشار الإسلام في الغرب والشرق وبروز نجمه من جديد ، يرون في ذلك كله خسارة لهم وتقهقرا لدينهم النفاقي العلماني ، وهذا أمر طبيعي فالله تعالى يقول " وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) آل عمران ، ويقول تعالى " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا " 120 آل عمران .

فحقدهم على الإسلام وأهله معروف معلوم ، وبما أن انتشار الإسلام والعودة إلى تحكيم هديه كاملا في حياة المسلمين حسنة ونعمة فهي تغيظ المنافقين الليبرايين العلمانيين وتسوؤهم ، ولذا فهم يعملون جهدهم لمحو هذه النعمة وهذه الحسنة ، ولكن العجيب فيمن ينتسب للدعوة ثم نراه وكأنه قد أصابه العمى فلا يرى نعمة الله علينا وفضله بعودة الأمة إلى دينها ، وينكر حسنات الله بظهور شمس الإسلام في واقع الحياة تطبيقا وإعمالا لشريعته في هذا العصر الذي ظن كثير من أعدائه أنه قد زال وانتهى ، ويجحد فضل علماء الإسلام وخبراء الأمة في هذه النهضة العظيمة والعودة الواعية للإسلام التي أججت حقد الغرب الصليبي اليهودي وعملائه الليبراليين المنافقين فأخذوا يضربون الإسلام وأهله عن قوس واحدة ، ثم ها نحن نرى عجبا حين ينضم إلى هؤلاء بعض مغفلي المسلمين ممن كان لهم باع في الدعوة وينقلب على الأمة ويعمل لصالح أعدائها بحسن نية أو سوئها ، و موضوع " تجديد الخطاب الديني " واحد من أساليب الحرب على الإسلام وهو موضوعنا هنا .

(2)

ثغرة الدفرسوار لمن لم يسمع عنها : هي الثغرة التي أحدثها اليهود الأعداء في صفوف الجيش المصري غرب قناة السويس بعد النصر الكبير الذي تحقق للجيش المصري المسلم في 10 رمضان 1393 ، فكانت هذه الثغرة سببا في تلاشي النصر المؤزر التي باتت نتائجه الكبيرة قاب قوسين أو أدنى ، حيث تقدمت قوات العدو بدعم أمريكي لا مثيل نحو القاهرة عوضا عن محاصرة الجيش الثالث المصري في سيناء ، وكل ذلك للإرباك العظيم الذي وقع نتيجة الثغرة التي حدثت بسبب سوء التخطيط والاندفاع ، وها هم الأعداء يوجدون ثغرة دفرسوار في صفوف المسلمين و الإسلام لتحويل انتصارات الإسلام في هذه الفترة إلى هزيمة ، والأمر الخطير هو تحول بعض أبناء الدعوة أو من كانوا من أبنائها جزءا ممن يحدث الثغرات في جدار الإسلام ودفاعاته وصفوفه القوية تحت شعارات خادعة ماكرة من قبيل " تجديد الخطاب الديني " !.

(3)

يقول الله تعالى " وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ" (113) هود . صدق الله العلي العظيم .

يحذرنا الله من الركون إلى الذين ظلموا وهم المنافقون " العلمانيون الليبراليون ومن سار في طريقهم وجند نفسه لخدمتهم في هذا الوقت " والكافرون ، وذلك لأن الركون إليهم فشل عظيم وخيانة لله تعالى ولدينه ، ونقطة البداية لسخط الله وعذابه ، عافانا الله من سخطه وعذابه .

ومن الركون إلى الذين ظلموا أخذ مصطلحاتهم وأفكارهم التي أنتجوها وصمموها لحرب الإسلام وأهله ، والحيلولة بين المسلم وطريق الجنة ، ومن ذلك مصطلح " تجديد الخطاب الديني " فماذا يعني هذا المصطلح وما أصله ؟.

هذا المصطلح أو ما في حكمه ظهر في أوربا حين ثار مارتن لوثر في ألمانيا على الكنيسة وأسس جماعة الاحتجاج على الكنيسة وتضييقها على الفكر والعقل ورفضها لكل نظرية تخالف ما استقرت عليه الكنيسة في النظر إلى الإنسان والكون والدين والحياة ، ولكن ما رتن لوثر لم يحتج على الدين المسيحي بل لقد أسس مذهبا هو المذهب البروتستانتي وهو بالنسبة إلى الكاثوليك والأرثوذكس مذهب شديد التعصب للنصرانية ، ثم قام المتغربون من أتباع مذهب عبدالله بن أبي بن أبي سلول في السنين الأخيرة بتلقي هذا المصطلح مشبهين الإسلام بالكنيسة داعين إلى تجديد الإسلام وذلك بالدعوة إلى التخلي عن أحكام الإسلام وشريعته ، معتقدين أن الإسلام لا يصح أن يحكم الحياة وأن يسير الدول والشعوب والأفراد ، وهم يرون أنه دون ذلك لا يمكن تجديد الخطاب الديني ، ولا يتحقق التقدم الذي هو في نظرهم التخلي عن الإسلام والأخذ بأخلاق ونظم الغرب وقوانينه ، من هنا نفهم أن هذا المصطلح دعوة صريحة إلى نسف الإسلام وتفريغه من محتواه بدعوى الإصلاح ، فلا مجال للأخذ بحكم الله في الحدود أو الربا أو الكفر والإيمان أو في التربية والزواج والطلاق أو في الحلال والحرام ، فكل ذلك يجب أن يتغير وأن يكون البديل هو الأخذ بقوانين الغرب وأساليب حياته وعاداته وأفكاره وآرائه وفي كل شيء بدأ من السياسة وانتهاء باساليب الترفيه وغير ذلك .

وربما أن بعض الأقوام قد اختلط عليهم الأمر فخلطوا ما بين تجديد أساليب الدعوة إلى الله وأساليب تطبيق أحكامه دون المساس بها بل لتعزيزها وبين نسف الشريعة وإلغاء أحكام الله وهذا الأخير هو صلب هذه الدعوة التي انطلقت من أفواه وعقول العلمانيين المنافقين الليبراليين المبغضين للإسلام وقرآنه وسنته وشريعته وهم أصحاب هذا المصطلح ومطلقوه .

فأما تجديد الأساليب والطرائق فهذا ما أخذت الأمة به منذ أن أنزل الله الوحي على نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالأمة في تمسكها بإسلامها ودعوتها إليه وتطبيقها له بحذافيره تأخذ بكل جديد مفيد في هذا الصدد ، فهذا عمر رضي الله عنه يجدد ويبتكر في إدارته وخلافته وفي أساليب نشر الإسلام وتطبيقه وليس بين خلافته وبين عهد النبوة إلا سنتان وأشهر ، ثم هاهم علماء الإسلام يجددون في الأساليب والنظر وكذا الحكام المسلمون ، لأن طبيعة الإسلام غير جامدة في الأساليب والطرائق ، بل يدعو إلى التجديد والتحديث بما يعزز التمسك با لإسلام ويحقق للأمة العزة والخير والتقدم والقوة والوحدة والسيادة ، وفي هذه المرحلة من تاريخ الأمة نجد المسلمين دعاة وحكاما وشعوبا وعلماء وخبراء يجددون ويأخذون بكل جديد في أساليب نشر الإسلام وتطبيقه وفي التربية والاقتصاد والسياسة والعلوم الشرعية والتطبيقية وغير ذلك ، وها هم علماء الإسلام ودعاته ورجاله في كل فن وعلم يستفيدون إلى أقصى مدى من وسائل الإعلام والمعلومات الحديثة لخدمة الإسلام وخدمة الإنسان المسلم وقضاياه ووجوده في كل مكان ، فإذا كان ذلك كذلك فإلى ما ذا يدعو الداعون إلى تجديد الخطاب الديني ؟ لماذا لم تكن دعوتهم مثلا إلى تجديد الخطاب السياسي ، أو تجديد الخطاب الدعوي ، أو تجديد الخطاب الاجتماعي والتعليمي والأدبي إلخ ، لماذا تجديد الخطاب الديني ؟ .

إن أصحاب هذا المصطلح يعلمون أن المسلمين يسيرون في الطريق الصحيح في تجديد حياتهم والاستفادة إلى أقصى مدى من معطيات الحضارة الحديثة دون أن تقتلعهم رياحها من جذورهم ، ودون أن يتخلوا عن دينهم وأحكامه الخالدة العظيمة الشاملة ، وهذا ما أرقهم فتفتقت عقولهم الخربة عن هذه الحيلة الجديدة التي انطلت على بعض الجهلة " وإن كان بعضهم يرى نفسه مفكرا ومثقفا " فسار وراءهم إلى الفخ بعد أن جعل عقله تبعا لما جاؤوا به ، في إساءة واضحة للإسلام والدعوة إليه ، لأن حقيقة هذا المصلح هي الدعوة إلى التخلي عن الشريعة وأحكامها ، يدل على ذلك مهاجمة أصحاب ذلك المصطلح في نسخته العربية لكل ما هو من الإسلام : مهاجمة الحجاب وأحكام المرأة في الإسلام ، مهاجمة الجهاد في سبيل الله ، مهاجمة حكم الله في الربا " الذي هو سبب خراب اقتصادات الوطن الإسلامي " ، مهاجمة هدي الإسلام في التربية ، مهاجمة أحكام الله في النكاح والطلاق والتعدد والمواريث وغير ذلك ، كل ذلك هو صلب هذه الدعوة فهل يتوب المطبلون لهذا المصطلح - المشروع التغريبي – إلى بارئهم وهل يتخلصون من الركون إلى الذين ظلموا ؟ وهل سيستخدمون عقولهم لاستكشاف حقيقة الهاوية التي يقودون أنفسهم والأمة إليها بإبعادها عن دينها ؟ .

أسأل الله المنان أن يصلح حالنا جميعا وأن يصرف عنا الغفلة والانخداع بما يحيكه الأعداء لنا ولديننا .

علي التمني

أبها / الأربعاء 15/11/1427
__________________
ماذا جرى لهؤلاء ..
إن مجاهداً صغيراً لم يبلغ الحلم ..
يزرع الألغام في العراق ..
أو يجري بحجر وراء اليهود في فلسطين ..
خيرُُ ُمن مئة مليون عمامة زئبقية ..
سبحت بحمد الطغاة ..
وكتمت ما أنزل الله ..
ولم تنادي بشرع الله ..
أبويحي البطال غير متصل