جزاكـ الله خيراً أخي الفاضل ..
وإليك ما يسر الله لي كتابته قبل أسبوع :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
في يوم الثلاثاء الماضي بينما كان الشيخ يوسف الأحمد - حفظه الله - يشرح كتاب الحج من عمدة الأحكام كان الحضور قرابة الثلاث مائة طالب علم ، أغلبهم من الشباب ، كان الشيخ يُشدد على قضية تأخير الحج لمن وجب عليه ، و قال أن الناس تساهلوا في القيام بهذا الركن العظيم ، و لو أنك ذهب إلى المدارس الثانوي و سألت الطلاب عن عدد الذين أدوا فريضة الحج لوجدت في الفصل الواحد ما لا يزيد عن الخمسة ، وهذا خلل كبير ، فيبغي للمسلم منذ أن يبلغ و يكون مستطيعاً أن يبادر إلى الحج على الفور ..وذكر قصصاً عن المسلمين في الدول النائية و كيف حالهم مع أداء فريضة الحج ، فمنهم من جعل الحج أمنيته الأولى و الأخيرة ، ومنهم من بدأ بجمع ماله منذ صغره ثم وافته المنية ولم يحصل على المبلغ الذي يؤهله للحج ، و منهم من حج وهو في سن الثمانين ..
وبعد هذا كله ..
سأل الشيخ الطلاب حوله ، فقال ( من منكم أدى فريضة الحج ) فرُفعت أيدٍ قليلة ، فابتسم الشيخ و قال : أمرٌ مخجل ، أنتم الآن الصفوة ، فكيف بغيركم ..؟!
وأنا هنا في هذا المقام أنادي بما نادى به الشيخ - حفظه الله -
ومعلوم أن الأمر يقتضي الفورية فقد قال تعالى : (( و أتموا الحج و العمرة لله ))
و قال تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفرَ فإنَ الله غني عن العالمين ))
وقد كره السلف من الصحابة و التابعين تأخير الحج ، و ذهب بعضهم إلى تأثيم من أخر الحج ، وهو قادرٌ عليه ..
فبادر إلى أداء فريضة الله يامن وجب عليك الحج ..
فإنك لاتدري ماذا سيحدث في أمركـ
قال الني صلى الله عليه و سلم : (تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) اخرجه الإمام احمد - رحمه الله-.
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - : من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة ، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج ؛ لقول الله سبحانه : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن غني عن العالمين) آل عمران/97
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" متفق على صحته
ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام ، قال :" أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " أخرجه مسلم في صحيحه ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
والله ولي التوفيق . ا.هـ .
وقال العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى مستدلاً بالفورية في الحج بعدة أدلة:
أولاً : قوله تعالى (( و لله على النالس حج البيت ))
ثانياً : حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – ( يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ) رواه مسلم
و الأصل في الأمر أن يكون على الفور ، ولهذا غضب النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة الحديبية حين أمرهم بالإحلال فتباطؤوا . أخرجه البخاري .
ثالثا : لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له ، فقد يكون الآن قادراً على أن يقوم بأمر الله – عز وجل – وفي المستقبل عاجزاً .
ربعاً : لأن الله أمر بالاستباق إلى الخيرات فقال : (( فاستبقوا الخيرات ...)) و التأخير خلاف ما أمر الله به وهذا هو الصواب و أنه واجبٌ على الفور .أ.هـ
راجع الشرح الممتع صـ13 ج:7
وهذا الأمر وهو الحج على الفور ذهب إليه مالك والإمام أحمد، وأيضاً قول قوي عند الأحناف وغيرهم.
أسأل الله أن يتقبل من الجميع
|