مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-07-2002, 12:37 PM   #3
المتحدث الرسمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: الجزيره العربيه
المشاركات: 17
18- من روائع قصص الجهاد الفلسطيني : قيس عدوان صانع المتفجرات: إسرائيل اعتبرته أخطر المطلوبين بسبب ...؟؟؟
«الشرق الأوسط» خلال الصباح الباكر من يوم 5 ابريل (نيسان) الماضي في مدينة طوباس بالضفة الغربية كان هناك رجل مسن يحلب اغنامه داخل بستان الزيتون الذي يملكه عندما سمع صوت طائرة بلا طيار في السماء. حول الرجل نظره الى التل المقابل ورأى عدداً من افراد القوات الاسرائيلية الخاصة يظهرون من وراء الاشجار ومن داخل سيارات تحمل لوحات فلسطينية متجهين الى منزل حجري صغير يسكن فيه إبنه. صاح الرجل منبها ابنه: «جيش... جيش»، طالبا منه اخراج زوجته وابنته من المنزل عبر المنحدر، ولكن الرجل لم يشر الى ابنه منقذ صوافطة بالهرب. وكان منقذ قد آوى قبل يوم خمسة فلسطينيين خلال حملة «السور الواقي».قال الوالد متسائلا وهو يرتدي كوفية حمراء ويتكئ على عصاه: «هل من المقبول ان يهرب المضيف ويترك ضيوفه؟»، واضاف: «من الافضل له ان يموت بكرامة على ان يقتل كمتعاون». من الواضح ان شخصا ما ابلغ الاسرائيليين بان ثمة رجالا من بينهم قيس عدوان (25 عاما) الناشط البارز في حركة «حماس» وصانع المتفجرات ومدبر العديد من الهجمات الفدائية التفجيرية يختبئون في المنزل، اصبح قيس عدوان من خلال شخصيته السياسية الكارزمية في صدارة قائمة المطلوبين لدى اسرائيل صيف العام الماضي. كما انه نجح في تجنب عدة محاولات هدفت اما لإلقاء القبض عليه او قتله.طلب الجنود الاسرائيليون من المختبئين داخل المنزل الاستسلام، بيد ان سوافطة وحده هو الذي خرج من الباب الامامي فيما تسلل احد المقاتلين الفلسطينيين من الخلف باتجاه اشجار الزيتون وهو يطلق النار من بندقيته، ولكن كلاهما قتل. حاصرت الدبابات وطائرات الهليكوبتر والقوات الاسرائيلية الخاصة المنزل، وبعد ساعات من تبادل اطلاق النار، ارسلت القوات الاسرائيلية جارا فلسطينيا الى داخل المنزل وهو يحمل راية بيضاء لمعرفة ما اذا كان هناك من ظل على قيد الحياة داخل المنزل بعد الهجوم. وفي واقع الامر كان لا يزال قيس عدوان والمقاتلون الفلسطينيون الثلاثة أحياء ومسلحين. قال لهم الجار انهم امام خيارين، فإما الاستسلام او الشهادة. لم يكن النقاش طويلا، ولم يستسلم أي منهم.دمرت جرافة مدرعة الجزء الامامي من المنزل، ويبدو ان واحدا منهم كان لديه وقت لكتابة رسالة بالدم على جدار غرفة النوم: «الله اكبر، ابو حمزة سعيد، طولكرم». كان عدوان آخر من مات، فقد قتل برصاصة في رأسه اطلقت عليه من مكان قريب، ومع اقتراب الغروب كان الرجال الاربعة قد قتلوا جميعا. في اليوم التالي اصدر الجناح العسكري لحركة «حماس» ـ كتائب عز الدين القسام، بيانا توعد فيه بانتقام رهيب من اسرائيل واشار الى انه هذه المرة سيكون «نوعا من الانتقام غير المألوف الذي سيزلزل كيانهم».غالبية الاسرائيليين لم تسمع بقيس عدوان إلا عند قتله، فقد تناولت الصحف كيف انه كان وراء هجمات فدائية على مطعم بحيفا في 31 مارس (آذار) الماضي قبل يومين من بدء «حملة السور الواقي» بالإضافة الى الهجوم الفدائي على مطعم سبارو بالقدس في اغسطس (آب) الماضي وعلى رصيف مزدحم للقطارات بمدينة نهاريا الساحلية في سبتمبر (ايلول)، مما ادى الى مقتل 31 اسرائيليا وجرح عشرات غيرهم. وبالنسبة لجهاز الامن الاسرائيلي الداخلي (شين بيت)، بات عدوان واحدا من اخطر المطلوبين الى درجة تستحق التخطيط بدقة لاغتياله وسط الاستدعاء الطارئ للجيش الاسرائيلي لأول مرة منذ غزو لبنان عام .1982 وفي اليوم التالي لمقتل عدوان قال ضابط في جهاز «شين بيت» في تل ابيب في رد على سؤال حول ما اذا كان عدوان يعتبر خطيرا لدرجة كبيرة، ان «لقيس عدوان ثلاث سمات نعتبرها خطيرة من وجهة نظرنا وهي قدرته على صنع المتفجرات وخياله اللوجستي في تدبير تنفيذ الهجمات فضلا عن قدراته القيادية».ظهر عدوان كأبرز قادة اتحاد الطلاب واكثرهم شعبية في الاوساط الطلابية بجامعة النجاح بنابلس حيث يدرس قرابة 13000 طالب، وهي تعتبر اكبر الجامعات الفلسطينية بالضفة الغربية، فضلا عن انه ظل عضوا بحركة «حماس» لفترة طويلة. وعندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر عام 2000 تحول عدوان بسرعة الى دور اكثر اهمية، اذ تسلم المسؤولية القيادية في الجناح الشمالي لحركة «حماس». فمهمته لا تتضمن فقط التجنيد وارسال الفدائيين وانما قيادة هجمات ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية. كما عمل عدوان كذلك على تحسين صاروخ «القسام»، وهو صاروخ من صنع محلي لا يتجاوز مداه خمسة اميال. وتضمنت مسؤوليات عدوان تنسيق الهجمات العسكرية والإشراف على المسائل المالية لحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة (التنقل بين الضفة والقطاع يكاد يكون مستحيلا بالنسبة للفلسطينيين) والتحدث مع الزملاء في دول اخرى. وقال ضابط الأمن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) ان عدوان واحد من بضعة مسؤولين في «حماس» على صلة بالمقر الرئيسي للحركة في الاردن وسورية.ففي 31 مارس ( اذار) الماضي، عندما دخلت الدبابات الاسرائيلية رام الله، صنع عدوان قنبلة مميتة وجهز حزاما ناسفا زود به فدائيا يسكن في قرية لا تبعد كثيرا من قرية عدوان وارسله الى داخل اسرائيل. فجر الانتحاري نفسه في مطعم «ماتزا» الذي يديره عربي مما ادى الى مقتل 15 شخصا وجرح ما يزيد على 40 آخرين. وكان من بين القتلى عدد من عرب اسرائيل.ويقول ضابط «شين بيت» انه ظل يعمل على مدى عشرين عاما لم ير خلالها ارهابيا قاسيا مثل قيس عدوان. فهذا الادعاء مثير للدهشة اذا قارنا بين عدوان والقائمة الطويلة لمن سبقوه من قادة مثل يحيي عياش النموذج الاصلي لـ«مهندس حماس» وهو صانع قنابل ويحمل درجة جامعية في الهندسة واول من ادخل العمليات الانتحارية لحركة «حماس».
وقال ضابط «شين بيت» وهو يهز رأسه ان عياش كان له اسرة ولكن عدوان ليس له أي حياة شخصية من اية نوع، فلا زوجة له ولا رغبة له في اسرته، اذ يصف الضابط عدوان بأنه «آلة ارهاب».هذه بالطبع هي الصورة التي رسمها ضابط الشين بيت لقيس عدوان، بيد ان الشخص عندما يعبر الخط الاخضر ويدخل الضفة الغربية يجد صورة مختلفة تماما لقيس عدوان. فهو يوصف هناك بـ«البساطة» و«اللطف» و«المرونة» و«التهذيب» و«الاجتهاد» كما انه شخصية محبوبة. التقيت والدة قيس بعد بضعة اسابيع وقالت لي ان ابنها «لم يحمل بندقية في حياته»، واضافت في شيء من الاعتداد بالنفس وهي تمسك بصورة لقيس: «انه كان ملاكا في هيئة انسان.... عندما كان صغيرا كان لا يتحمل حتى قتل الحشرات». عندما لم يكن قيس في المدرسة كان يقضي ساعات في المسجد مع جده، وهو مسلم ملتزم وكان قيس مهتما بالنشاط السياسي منذ الايام الاولى لدخول الجامعة في قسم الهندسة عام .1996 وفي السنة الاولى كان معروفا الى درجة ان السلطة الفلسطينية تسببت في تمرد بالقبض عليه وواحد من زعماء الحركة الطلابية قبل ايام من انتخابات اتحاد الطلاب. وقاطع الطلاب الدراسة واضربوا عن الطعام. وحتى مرشح فتح انتقد السلطة لتشويه سمعتهم، بالظهور بمظهر من يحاول التأمر على قيس. وبعد ثلاثة ايام، افرجت السلطة عن الاثنين، وفازت الكتلة الاسلامية.وفي كل مكان ذهبت اليه في حرم الجامعة، سمعت قصصا عن جهود قيس لحل مشاكل الطلبة. وقالت امه لي «كان سيصبح زعيما سياسيا عظيما في تاريخنا». وهذا بالضبط هو الذي اقلق ضابط شين بيت. ويقول الضابط ان مزيج دراسته الهندسية وخبرته الاستراتيجية وموهبته السياسية، «جعلته خطيرا». واشار طالب اخر هو محمد حنبلي «بدأ قيس في اعادة التفكير في كل شيء. نحن نقدم كل هؤلاء الشهداء عن طريق الحجارة والمسيرات. نخسر بهذه الطريقة. ولذا بدأ في تطوير طريقة جديدة». وفي فترة ما من خريف 2000، بدأ «مهندسو» نابلس مقر كتائب القسام في الضفة الغربية في تدريب قيس على فنون صناعة القنابل. وفي شهر ديسمبر من العام ذاته، فجر اول فدائي من جامعة النجاح نفسه في مقهى مزدحم بالجنود. وبعدها بعدة ايام، نسف حامد ابو حجله وهو صديق لقيس في اتحاد الطلاب نفسه في موقف حافلات في نتانيا. «ووصف قيس ما حدث بأنه رائع. لقد ضحى هذا الرجل بحياته لكي يجعل هذه الامة تستمر في الحياة.» وفي مايو (ايار) 2000 وقبل فترة من تخرجه، لاحظ قيس سيارة من طراز سوبارو تقف امام منزله. وخرج منها ثلاثة رجال يرتدون ملابس فلسطينية ولكنهم يبدون مثل القوات الخاصة الاسرائيلية. وعندما وجه احدهم مسدسه نحو قيس، الذي كان يقف امام النافذة، صاح قيس على الطلبة في الشارع واختبأ تحت منضدة. وقفز الرجال في سيارتهم وفروا. وبعد ذلك بدأ قيس في التنقل والتحرك باستمرار.ويوضح الشيخ جمال «ان عمليات حماس مؤلمة للغاية للاسرائيليين، لانهم يستخدمون قدراتهم العلمية». وكان قيس نفسه، في الشهور السابقة على مقتله، مهتما بالمتفجرات. وقال واحد من الشباب وهو مهندس كومبيوتر «كان يطور قنابل تطلق من راجمات». واشار اليه الشيخ جمال ضاحكا وقال «يجب ان تحل محل قيس». وهز الشاب رأسه بخجل، قائلا «لا، لا».وفي الليل دق جرس هاتف جمال الجوال. كان زيد كيلاني شقيق زكريا افضل اصدقاء قيس. هو في السجن بعدما نسف نفسه في مارس 2001 ولكنه لم يمت، قبضت عليه القوات الخاصة الاسرائيلية في نقطة تفتيش في منطقة وادي عارا. وقصة زيد هي نموذج للانتقام. فقد كان يقضي حياة بلا هدف، كما قال، الى ان قتل شقيقه زكريا. «وذهبت الى الشارع احمل سكينا. واردت قتلت اي يهودي». ثم ذهب الى قيس وطلب مساعدته في الانتقام من قتلة شقيقه. وقال لقيس انه يريد الانضمام لكتائب القسام. واعده قيس للانضمام. «واستأجر لي شقة واعطاني 400 دولار». واصبح زيد جنديا في الكتائب وبدأ في تغيير حياته. فقد اخذ يصلي وتوقف عن شرب الكحول وبدأ في التفكير جديا في الزواج. وقال زيد «قبل قيس لم يكن لدي هدف في الحياة. (ليس من المفروض ان يحمل هاتفا جوالا في السجن). كان العامل الاساسي الذي غير حياتي. لقد انار الطريق لي ورفع من اخلاقياتي». وبعد وفاة زكريا، سافر زيد الى تل ابيب الى سوق الكارمل وطعن ضابطا اسرائيليا.هناك حقيقتان حول زيد كانتا مصدر جذب لا يقاوم بالنسبة لقيس. فاستنادا الى انه عمل بمطاعم مختلفة بتل ابيب، فقد كان على معرفة جيدة بمراكز التسوق في المدينة وشوارعها المختلفة. ولكن المسألة الأكثر اهمية ان له صديقة يهودية من اصل روسي عمرها 20 عاما، واسمها انجليكا فرانسيسكا يوسفوف. كان زيد ينوي انهاء علاقته بالفتاة اليهودية والزواج من امرأة فلسطينية. ولكنه قال «قال لي قيس: لا، حافظ على هذه العلاقة. يجب استغلال هذه العلاقة في ما بعد».«قررنا استئجار شقة باسم الفتاة الروسية واقامة مختبر لصناعة القنابل داخل تل ابيب. وقال لي قيس «يجب ان نبذل قصارى جهدنا لقتل 200 اسرائيلي على الاقل، انا وهو».لم يكن زيد يطمح في ان يصبح فدائيا تفجيريا. «كم يمكن ان اقتل في هجمة تفجيرية؟ عشرة؟ عشرين؟ إنني استطيع ان اسبب ضحايا اكثر للجانب الاسرائيلي عن طريق زرع متفجرات». ولكنه وعلى سبيل الاحتياط والتحسب للفشل، حمل معه مسدسا، مفضلا الاستشهاد على الاعتقال.قال زيد انه حمل معه طاقمين من المتفجرات، والتقط انجليكا وذهبا معا الى مطعم بشارع ألنبي، بتل ابيب. زرع قنبلة هناك وذهب الى «الدولفيناريوم»، النادي الليلي الذي يعمل فيه صديقه حارسا، والذي سيشهد تفجيرا بعد ثلاثة اشهر من ذلك التاريخ يقتل فيه 21 ويجرح اكثر من 100 اغلبهم من الشباب.دخل زيد الى النادي الليلي وترك جوالا به القنبلة الثانية وغادر المكان. كان من المفروض ان يحدث التفجير عن بعد بواسطة هاتف جوال. قال زيد: فجأة اتصل بي قيس. القنبلة التي زرعت في المطعم كانت قد اكتشفت. لم تنفجر. ولذلك رجعت وأخذت المتفجرات من النادي الليلي».قال زيد ان المحققين الاسرائيليين اخبروه ان هناك 36 محاولة اتصال بجهاز التفجير بقنبلة المطعم، وقال في دهشة: «حاولت تفجير القنبلة 36 مرة ولكن المتفجرات كانت بها عدة اخطاء فنية» وقد طلب منه قيس مغادرة المكان مباشرة ووجهه الى القاء جواله في البحر.وقال: «لسوء الحظ لم افعل ما أمرني به قيس، وكان هذا خطأ قاتلا. تابع الاسرائيليون الاتصالات التي اجراها مع جهاز التفجير والمحادثة مع قيس. وعندما حاصرته الشرطة الاسرائيلية استخدم مسدسه في تفجير المتفجرات. وقد فقد احدى عينيه واحدى يديه والجلد المحيط ببطنه. ولكن الانجاز الذي يفخر به هو انه قتل اسرائيليا في هذه العملية. وهو ما يزال على صلة بانجليكا، وهي ايضا معتقلة، ومع انه تزوج بالفعل امراة فلسطينية قبل 10 ايام من اعتقاله، الا انه قال انه يريد ان يتزوج انجليكا ايضا في يوم من الايام».سألت زيد: لماذا كنت تريد تفجير الدلفيناريوم (الملهى الليلي بتل ابيب)؟قال: التوجيهات التي تلقيتها من زملائي في كتائب القسام هي ان ابتعد بالقنابل عن المدارس ورياض الاطفال، وان ابتعد بها عن الكنس اليهودية وعن الاماكن المأهولة والجامعات. كنت قريبا من ذلك الموقع ورأيت هؤلاء الشباب والشابات وكانوا كلهم مخمورين. كانوا كثيرين جدا. ولذلك اخترت ذلك الموقع لانني سأتمكن من قتل عدد كبير منهم.
في صيف 2001 كان قيس قد اعتصم بنفس القرى الجبلية بين جنين ونابلس، التي كان يقطف فيها الزيتون في طفولته. وكان يقرأ القرآن ويجهز الشهداء ويخطط للعمليات.قال لي احد تلامذة قيس انه كان يقول: «نحن لا نحب قتل اليهود، ولكن الاقصى يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي، ويجب ان نحرر الاقصى وكل الاراضي الفلسطينية». وكان هذا التلميذ يكن احتراما شديدا لقيس كما كان فمه يفتر عن ابتسامة خجولة كلما ذكر اسمه. وقال انه في مرة من المرات جلب حبات من التمر وقطعة خبز ليفطر عليها قيس في نهاية يوم رمضاني، فقال له قيس «ليس هدفنا في هذه الحياة ان نتناول الطعام ونكتفي بذلك». وقال انه اخذ التمر والخبز وذهب الى الجبل وهو يقول: «اتمنى ان اتناول افطاري في الجنة». وقال الرجل: كان قيس يعرف انه لم يعد بامكانه ان يتزوج في هذه الدنيا ولذلك كان يتحدث عن زواجه بالحوريات في الجنة.وبعد فترة قصيرة من ظهور اسم قيس ضمن قائمة المطلوبين، قال الشاب انه ذهب اليه يحذره. عندما وجده في مخبئه كان قيس يحضر المتفجرات، وطلب منه تلميذه ان يختفي لبعض الوقت عن الانظار تماما. ولكن قيس رفض ذلك وزرع قنابله على طريق يمر بجنين شيد خصيصا للمستوطنين الاسرائيليين، وربض في مخبأ على طرف الشارع ينتظر حافلة اسرائيلية. وعندما ظهرت سيارة جيب واقتربت قام قيس بتفجير القنبلة مما ادى الى قتل عدد من الجنود. «ثم عاد الى المخبأ، وكان سعيدا ومبتسما وقال لي : نحن مجاهدون ويجب الا نخاف».المرة الأخيرة التي رأى فيها الجندي الصغير بطله قيس كانت يوم 4 ابريل (نيسان). قال: «كان قيس يتوق بشدة لتنفيذ عملية انتحارية. كنا نحضر متفجرات في انتظار الغزو، ولكن في الليلة السابقة للغزو الاسرائيلي قال لي: عليك مغادرة المعسكر مباشرة لانه لم يكن يريد ان نفقد كل مقاتلينا».ويعتقد الاسرائيليون ان قيس تلقى تعليمات من قادة حماس خارج اسرائيل لينقذ نفسه من اجل عمل يقوم به في المستقبل. وقال الجندي الصغير: «اذكر ان قيسا كان يقول: تفرقوا في كل الاماكن. كونوا حكماء واذكياء. استخدموا عقولكم. وتوخوا الحذر». وقال انه اخذ رشاشه أم ـ 16، وحزاما من المتفجرات وقال انه لن يستسلم ابدا».
__________________
malrasmi@hotmail.com
البريد



يـا عابد الحرمين لو أبصرتنا .... لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه .... فـنـحورنا بـدمائـنـا تــتخـضب
أو كان يتـعب خيـله في بـاطل .... فخيولـنا يـوم الصبـيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا .... رهـج السنابك والغـبار الأطيب
ولـقـد أتـانـا مـن مقـال نـبيـنا .... قـول صحـيح صـادق لا يـكـذب
لا يـستوي غبار خيل الله في .... أنـف امـرئ ودخان نـار تـلـهـب
هـذا كـتـاب الله يـنطـق بيـننا .... ليس الشهيد بميت لا يـكذب
المتحدث الرسمي غير متصل