مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 14-12-2006, 02:38 PM   #4
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
اقتباس
لكن تظل سنة وموضع خلاف بين العلماء حول وجوبها !


أخي راشد وفقكـ الله . .


اسمح لي هنا . . فأنا أخالفكـ في قولكـ هذا . .



خذ المسألة من ناحية تأصيلية . .


الأحاديث النبوية المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحمل النص الصريح

الواضح المقتضي أمره صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى . .


والأمر عند الأصوليين يقتضي الوجوب والفورية

إلا إن وجد لهذا الأمر صارف يصرفه إلى غير الوجوب .. ! !



أشهر الأحاديث في هذه المسألة حديث (أعفوا اللحى وحفوا الشوارب) . .


هنا الأمر . . فإن وجدت صارفاً له من كتاب الله

أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كنت محقاً . .






وأنا بنفسي سألت سماحة المفتي الشيخ/ عبد العزيز آل الشيخ في مكتبه

بالطائف الصيف الماضي عن حكم أخذ ما تحت القبضة من اللحية

فقال: لا أعلم دليلاً صحيحاً يدل عليه. .



لاحظ . . سألته عن حكم أخذ ما دون القبضة . . وليس عن حلقها أو تقصيرها أكثر من ذلك ..




وسألت بنفسي الشيخ العلامة/ د.عبد الله بن جبرين

نفس السؤال السابق في لقاء له في قرية جو ..


فأجابني بأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم . .

لكنه ورد عن ابن عمر أنه كان يأخذ ما تحت القبضة حين يحلق رأسه في الحج . .

فقط للأخذ . .

حتى يكون قد أخذ من جميع شعره . .






وأنا شخصياً لم أسمع عالماً معتبراً من علمائنا يفتي بسنية إعفاء اللحية . .





وقد سئل الشيخ العلامة الفقيه البحر/ محمد بن عثيمين رحمه الله

عن حكم حلق اللحية فأجاب:


حلق اللحية محرم

لأنه معصية لرسول الله ، فإن النبي قال: { أعفوا اللحى وحفوا الشوارب }،

ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين، وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة

هي شعر الوجه واللحيين والخدين بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية،

وأخذ أي منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: { أعفوا اللحى... }

{ وأرخوا اللحى... } { ووفروا اللحى... } { وأوفوا اللحى... }

وهذا يدل على أنه لايجوز أخذ شيء منها لكن المعاصي تتفاوت. فالحلق أعظم شيء منها،

لأنه أعظم وأبين مخالفة من أخذ شي منها.


وهذا هو الحق ، والحق أحق أن يُتَّبع، وتساءل مع نفسك ما المانع من قبول الحق

والعمل به إرضاءً لله وطلباً لثوابه ؟

فلا تقدم رضا نفسك وهواك والرفاق على رضا الله ،

قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .

( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج11 )






وسُئل الشيخ أيضا : ماحكم نتف الشيب من الرأس واللحية ؟


فأجاب بقوله:

أما من اللحية أو شعر الوجه فإنه حرام لأن هذا من النمص، فإن النمص نتف شعر الوجه واللحية

منه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصة والمتنمصة .

ونقول لهذا الرجل إذا كنت ستتسلط على كل شعرة أبيضت فتنتفها فلن تبقى لك لحية،

فدع ما خلقه الله على ما خلقه الله ولا تنتف شيئاً.

أما إذا كان النتف من شعر الرأس فلا يصل إلى درجة التحريم لأنه ليس من النمص .




وسئل فضيلته : هل العارضان من اللحية ؟

فأجاب بقوله : نعم العارضان من اللحية لأن هذا هو مقتضى اللغة التي جاء بها الشرع ،

قال الله تعالى : ﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون ﴾ . وقال تعالى : ﴿ هو الذي بعث في الأميين

رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ﴾ . وبهذا عُلم أن ما جاء في القرآن

والسنة فالمراد به ما يدل عليه بمقتضى اللغة العربية، إلا أن يكون له مدلول شرعي فيحمل عليه ،

مثل : الصلاة هي في اللغة العربية الدعاء ، لكنها في الشرع تلك العبادة المعلومة ، فإذا ذكرت في

الكتاب والسنة حُملتْ على مدلولها الشرعي إلا أن يمنع من ذلك مانع . وعلى هذا فإن اللحية

لم يجعل لها الشرع مدلولاً شرعيّاً خاصّاً فتحمل على مدلولها اللغوي ، وهي في اللغة اسم للشعر

النابت على اللحيين والخدين من العظم الناتىء حذاء صماخ الأذن إلى العظم المحاذي

له من الجانب الآخر .

قال في القاموس : " االِّلحية بالكسر : شعر الخدين والذقن " .

وهكذا قال في فتح الباريء ص 35 جـ 10 طـ السلفية : " هي اسم لما نبت على الخدين والذقن " .


وبهذا تبين أن العارضين من اللحية ، فعلى المؤمن أن يصبر ويصابر على طاعة الله ورسوله ،

وإن كان غريباً في بني جنسه فطوبى للغرباء .


وليعلم أن الحق إنما يوزن بكتاب الله تعالى وسنه رسولة صلى الله عليه وسلم ،

لا يوزن بما كان عليه الناس مما خالف الكتاب والسنة ،


فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين على الحق.





وسُئل فضيلة الشيخ: عن حكم تقصير اللحية ؟

فأجاب حفظه الله تعالى بقوله :

القص من اللحية خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وفروا اللحى)،

(أعفوا اللحى) ، (أرخوا اللحى) فمن أراد اتباع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ،

واتباع هديه صلى الله عليه وسلم ، فلا يأخذن منها شيئاً ، فإن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام

أن لا يأخذ من لحيته شيئاً، وكذلك كان هدي الأنبياء قبله، ولقد قرأنا جميعاً قول الله تعالى

عن هارون لموسى : (يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) . وهذا دليل على أن لهارون لحية يمكن

الإمساك بها ، وهو كذلك هدي خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن لحيته كانت عظيمة

وكانت كثَّة ، فمن أراد أن يتبعه تمام الاتباع ويمتثل أمره تمام الامتثال ، فلا يأخذن من شعر لحيته

شيئاً ، لا من طولها ولا من عرضها .


وبعض الناس عند ابتداء نبات لحيته تكون شعراتها متفرقة فيقول : أنا أحلقها لتنبت جميعاً ،

وهذا ليس بصواب ، لأنه قد يحلقها فيعصي بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يموت

قبل أن تنبت ، ولكن عليه أن يبقيها كما كانت ، وهي إذا تم نموها وخروجها كانت مجتمعة

في شكل حسن . والله الموفق .






وسُئل الشيخ : هل يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة فقد سمعنا أنه يجوز؟


فأجاب فضيلته بقوله :

جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال " خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب " . هذا لفظ البخاري ،

ولفظ مسلم : " خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى " وفي لفظ : " أعفوا "

وله من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" جزوا الشوارب وأرخو ا اللحى خالفوا المجوس " . وله من حديث عائشة - رضي الله عنها -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عشرٌ من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية "

وذكر بقية الحديث .


وهذه الأحاديث تدل على وجوب ترك اللحية على ما هي عليه وافية موفرة عافية مستوفية ،

وأن في ذلك فائدتين عظيمتين :

إحداهما : مخالفة المشركين حيث كانوا يقصونها أو يحلقونها ، ومخالفة المشركين فيما هو من

خصائصهم أمر واجب ، ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر كما هو حاصل في الباطن ،


فإن الموافقة في الظاهر ربما تجر إلى محبتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فرق بينهم وبين المؤمنين ،

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "

أقل أحوال هذا الحديث التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم " .




ثم إن في موافقة الكفار تعزيزاً لما هم عليه ، ووسيلة لافتخارهم وعلوهم على المسلمين

حيث يرون المسلمين أتباعاً لهم ، مقلدين لهم ، ولهذا كان من المتقرر عند أهل الخبرة في التاريخ

أن الأضعف دائماً يقلد الأقوى .


الفائدة الثانية : أن في إعفاء اللحية موافقة للفطرة التي فطر الله الخلق على حسنها وقبح مخالفتها ،

إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته . وبهذا علم أنه ليست العلة من إعفاء اللحية مخالفة المشركين

فقط بل هناك علة أخرى وهي موافقة الفطرة .



ومن فوائد إعفاء اللحية : موافقة عباد الله الصالحين من المرسلين وأتباعهم كما ذكر الله تعالى عن

هارون أنه قال لموسى صلى الله عليهما وسلم : ﴿ يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي وولا برأسي ﴾ .

وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ،

قال : وكان كثير شعر اللحية .


أما ما سمعتم من بعض الناس أنه يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة ،

فقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما زاد على القبضة ، وقالوا : إنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة

استناداً إلى ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض

على لحيته فما زاد أخذه . ولكن الأولى الأخذ بما دل عليه العموم في الأحاديث السابقة

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن حالاً من حال .






الموضوع طويل جداً . .

وللأسف مسكوت عنه كثيراً . .

ومتغافل عنه . .



لي عودة . .



أهم شيء أن لا يخرج نقاشنا عن التعقل والحياد والبحث عن الحق . .


. . بروكتم . .


أخوكمـ / أبـو خـبـيـب . .

.

.

.

.

.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل