- الأحاديث الآمرة بإعفاء اللحى
--------------------------------------------------------------------------------
ا- حديث عبد الله بن عُمَر
وَلهُ عَتهُ أربَعُ طُرُقِ:
الطريق الأولى: روايةُ نافِعِ مولاهُ عَتهُ، ورواة عَتهُ جماعَة بألفاظ:
ا- عُمَرُ بنُ مُحمَّدِ بنِ زَيْدٍ ، عَن نافِع، عَنِ ابنِ عُمَرَ، عَنِ النبي قالَ:
"خالِفوا المُشرِكينَ، وَفًروا الفحى، وَأَحفُوا الشوارِبَ."
وكانَ ابنُ عُمَرَ إذا حَج أَوِ اعتَمَرَ قَبَضَ على لحيتِهِ فما فَضَلَ أَخَذَ.
• حَدِيث صحيح.
2- عُبَيدُالله بنُ عُمَرَ، عن نافِعٍ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللّهُ عنهما، قالَ: قالَ رَسول اللْهِ :
"انهَكُوا (وفي لَفظ: أحفوا) الشَوارِبَ، وَأَعفوا اللحى".
* حَدِيث صَحِيحَ.
3- عَبْدُاللهَ بنُ عُمَرَ العُمَري، عَن نافِع، عَنِ ابنِ عُمَرَ، عَنِ النبيٌ قالَ: "أَعفوا اللحى، وَأَحفوا الشوارِبَ".
* إسنادُهُ صالحّ يُعتَبَرُ بهِ.
4- عَبدُ العَزيزِ بنُ أبي روَّاد، عَن نافِعٍ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهَ :
"حُفوا شَوارِبَكُم، وَأَعفوا لِحاكُم ".
* إسْنادُهُ ضَعِيف.
6- أَبو مَعشَر نَجيح السندي، عَن نافِعِ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قالَ: أُمِرنا أَن نأخذ منَ الشًوارِبِ، ونُعفِيَ اللحى.
* إسنادُه ضَعيف.
الطَّريق الثانية:
روايةُ عَبدِ الرحمن بنِ عَلقَمَةَ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ ، قالَ:
"أَحفوا (وفي لَفظ: حُفوا) الشوارِبَ، وَأَعفوا اللحى".
* إسنادُه صحِيح.
الطريق الثالثة:
روايةُ مَيمونِ بنِ مِهرانَ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قالَ: ذُكِرَ لِرَسولِ اللهَ المَجوسُ، فقالَ: (إنهُم يُوفُونَ سِبالَهُم، وَيحلِقونَ لِحاهُم، فَخالِفوهُم".
فكانَ ابنُ عُمَرَ يَجُر سِبالَهُ كَما تُجَر الشاةُ أَوِ البَعيرُ.
* إسنادُهُ حَسَن.
الطْريق الرابعة:
روايةُ مجاهدٍ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهَ :
"خذوا مِن هذا، ودَعُوا هذا يعني يأخُذُ من عَتفَقَتِهِ وَيدَعُ لِحيَتَهُ."
اسنادُه واهٍ.
2- حديث أبىِ هريرة
ولهُ عَتهُ ثلاثُ طُرُق:
الطَّريق الأولى:
روايةُ عَبْدِالرحمن بنِ يَعقوبَ مولى الحُرَقَةِ، عنة، قالَ: قالَ رَسولُ اللهَ :
" جُزوا (وفي لفظ: أَحفوا) الشوارِبَ، وأَعفوا (وفي لَفظ: وَأَرخُوا) اللحى، وخالِفوا المَجوسَ).
* حَدِيث صحيح.
الطريق الثَّانية:
روايةُ أبي سَلَمَةَ بنِ عَبد ِالرحمن، عن أبي هُرَيرَةَ، ولهُ عنهُ ثَلاثَةُ أسانيدَ:
1- عُمَرُ بنُ أبي سَلَمَةَ، عن أَبيهِ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهَ :
"قُصُّوا (وفي لَفط: أَحفوا) الشوارِبَ، وَأَعفوا اللحى).
وفي سِياقٍ : "أَعفوا اللحى، وَخُذُوا الشوارِبَ (وفي لَفظِ: خُذُوا مِنَ الشَوارِبِ)، وَغيروا شَيبَكُم، وَلا تَشَبهُوا باليَهودِ وَالنَّصارَى."
وفي سياق:"إِن أهل الشركِ يُعفُونَ شَوارِبَهُم، وًيحُفونَ لِحاهُمْ، فخالِفوهُمْ، فأَعفوا اللْحى، وَأَخفوا الشوارِبَ".
* إسْنادُهُ حَسَن.
2- محمد بنُ عبد الله بنِ أبي مريم، عن أَبي سَلَمَةَ، عن أَبي هريرة، عَنِ النبي ، قالَ:
"كانَ المَجوسُ تُعفي شَوارِبَها، وَتُحفي لِحاها، فخالِفوهُم، فَجُزوا شَوارِبَكُم، وَأَعفوا لِحاكُم".
* إسنادُه حَسَن.
3- يَحيى بنُ أبي كَثير، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عن أَبي هريرة، قالَ: قالَ رَسولُ اللّه :
"وَفروا اللحى، وَخُذُوا مِنَ الشَّوارِبِ، وَانْتِفوا الاَباطَ، وَاحْذُوا القُلفَتَينِ).
* إسنادُه ضَعِيفٌ جِدا.
الطَّريق الثالثة:
روايةُ الوَليدِ بنِ رَباحٍ ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهَ :
"إِن أهل الشركِ يُعفونَ شَوارِبَهُم، وُيحفونَ لِحاهُمْ، فخالِفوهُمْ، فأَعفوا اللحى، وَأَحفوا الشوارِبَ).
* إسنادُهُ ضَعِيف جِداً.
3- حديث أبي أمامة الباهلي
عَنْ أَبي أُمامَةَ، رَضِيَ اللّهُ عَتهُ، قالَ:
خَرَجَ رَسولُ اللّهَ على مَشيَخَة مِنَ الأنْصارِ بِيضِ لِحاهُمْ، فقالَ: "يا مَعشَرَ الأتصارِ، حَمروا وَصَفروا، وَخالِفوا أهل الكِتابِ "، فقُلنا: يا رَسولَ اللهِ، (إن أهل الكِتابِ يَتسَروَلُونَ وَلا يَأتزِرونَ؟ فقالَ رَسولُ اللّهَ : "تَسَروَلوا وَائتَزِروا؟ وَخالِفوا أهل الكِتابِ "، قالَ: فَقُلنا: يا رَسولَ اللهِ، إِن أَهل الكِتابِ يتَخَففونَ وَلا يَتتَعِلُونَ؟ فقالَ النبي : "فَتَخَففُوا وَانتَعلوا، وَخالِفُوا أهل الكِتاب"، قالَ: فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللهِ، إِنً أهل الكِتاب يَقُصونَ عَثانِينَهُمْ، وُيوَفَرونَ سِبالَهُم؟ قالَ: فَقالَ النبي "قصوا سِبالَكُم، وَوَفروا عَثانينَكُم، وَخالِفُوا أهل الكِتابِ".
* اسناده حَسن.
4- حديث عبد الله بن عباس
ولهُ عَتهُ ثلاثُ طُرُقٍ :
الطريق الأولى: عَنْ عَطاءِ بنِ أبي رَباح، عَنْهُ، قالَ:
لَما افتَتَحَ رَسُولُ اللهَ مَكَةَ قالَ: إِن اللّهَ وَرَسُولَهُ حَرمَ علَيْكُم شُربَ الخَمرِ وَثَمَنَها، وَحَرمَ عليكُم أكلَ المَيتَةِ وَثَمَنَها" وَقالَ: "قُصُّوا الشوارِبَ، وَأَحفُوا اللحى، وَلا تَمشُوا في الأشواقِ إلا وَعَلَيكُمُ الأزُرُ، إِنَّهُ لَيسَ مِنا مَن عَمِلَ سُنةَ غَيرِنا".
* إسنادُهُ ضَعِيف.
الطَريقُ الثانية: عِكرِمَة مولى ابنِ عَباس، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ، قالَ: قالَ رَسولُ اللّهِ : "أَوفوا اللحى، وقصوا الشًوارِبَ".
قالَ: "وكانَ ابراهيم عليهِ السلامُ خَليلُ الرحمن يوفِي لحْيَتَهُ ويقص شارِبه."
* إسناده ضَعيف جدا.
الطَريقُ الثالثة: أبو صالحٍ مولى أُم هانئ، عَنِ ابنِ عباس ، عَن رَسولِ اللّهَ ، قالَ :
"أَوفوا اللحى، وَقُصوا الشوارِبَ، وَخالِفُوا الأعاجِمَ".
إسنادُه مَوضُوع.
5- حديث أنس بن مالك
رواهُ عبد الله بنُ عبد الله بنِ أبي طَلحَةَ، عن أَنسٍ ، أَن النبي قالَ:
"خالِفُوا على المَجوسِ: جُزوا الشوارِبَ، وَأوفوا اللحى".
* إسنادُهُ ضَعِيف.
6- حديِث عبد الله بن عَمرو بن العاص
نُى وَى عن عَنرِو بنِ شُعَيب، عن أَببهِ، عن جَذهِ، أَن رَسولَ اللّهَ جمي!!
قالَ:
(أَحفوا الشًوارِبَ، وَأَعفوا اللحى، وانتِفوا الشعر الذي في الآنافِ).
* إسنادُه ضَعِيف بهذا التمام.
7- حديث عائشة أم المؤمنيِنَ
يُرْوَى عَن عائشَةَ، عَنِ النبي أنه قالَ:
(أعفوا اللحى، وأحفُوا الشوارِبَ).
* إسنادُهُ ضَعيفْ.
8- حَديث رَجلٍ من الأنصار
عَن رَجل مِنَ الأنصارِ، عَنِ النبِيِّ :
"أعفُوا لِحاكُم، وَلا تَشَبهُوا باليَهودِ".
اسناده ضَعيف.
9- قصةَ الكِسرَويين
في خَبَر مُطول ذَكَرَهُ محمد بنُ إسحاقَ، قالَ:
" كَتَبَ كِسرى إلى باذانَ وَهُوَ على اليَمَنِ: ابعَث إلى هذا الرجل الذي بالحِجازِ مِن عِتدِكَ رَجُلَينِ جَلدَينِ فليأتِياني بهِ، (فذَكَرَ القِصةَ وفيها بَعثُ رجُلَينِ إلى النبي ) حتى قالَ في الخَبَرِ:
وَقَد دخَلا على رَسولِ اللّهَ وَقَد حَلَقا لِحاهما وَأَعفَيا شَوارِبَهُما، فَكَرِهَ النظَرَ إليهِما، وقالَ: "ويلكُما، مَن أَمَرَكما بهذا؟ " قالا: أمَرَنا بهذا رَبنا (يعنيانِ كِسرى)، فقالَ رَسولُ اللّهَ : "لكن رَبي قَد أَمَرَني، بإعفاءِ لحيتي، وَقَصٌ شاربيِ) وذَكَرَ باقيَ الخَبَر.
* حَدِيثٌ ضَعِيف
خلاصة الروايات السابقة :
الرواياتُ عَنِ النبي في الأمرِ بإعفاءِ اللحيَةِ قَد تَلازَمَ فيها ذِكرُ الأمْرِ بالإعفاءِ معَ الأمرِ بإحفاءِ الشارِبِ في جميعِ الرواياتِ، وجميعُ ذلكَ يخْرُجُ مخرَجا واحِدا لا تَختَلِفُ فيهِ الأحاديثُ الثابتَةُ في المسألَةِ وغيرُ الثابتَةِ، وحاصِلُ التحقيقِ المُتقدم أن الأحاديثَ المرويةَ في ذلكَ عَنِ النبيٌ لا يثبُتُ منها إلا ثَلاثَةُ أحاديثَ، وَهِيَ: حَديثُ عَبدِاللّهَ بنِ عُمَرَ، وأَبي هريرة، وَأبي أُمامَةَ الباهِلي، والباقي بينَ ضَعيف وَضَعيف جِدا، وهِيَ: حَديثُ عَبْدِاللهَ بنِ عباس ، وَآَنسِ بنِ مالكِ، وعبد الله بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وعائِشةَ، وَرَجُلٍ من الأنصارِ، وحَديثُ قِصةِ الكِسرَويينِ الذينِ ذُكِرَ قدومُهُما على النبي حالقي رُءوسِهِما.
أما تحريرُ الألفاظِ الثابتَةِ فهي كالتالي:
ا- ألفاظُ حَديثِ عَبدِاللِّه بنِ عُمَرَ عَنِ النبي :
"خالِفوا المشركينَ (وفي لَفْظ: المجوسَ) وَفروا (وفي لفظ :أَوْفوا) اللحى، وَأَحْفوا (وفي لَفظٍ : حُفوا) (وفي لفظ : انهكوا) الشوارِبَ ".
وفي رِوايةِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قالَ:
ذُكِرَ لِرَسولِ اللّهِ المَجوسُ، فقالَ: "إنهُم يوفون سبالهم، وًيحلِقونَ لِحاهُم، فَخالِفوهُم ".
هذه ألفاظُ رِوايَةِ ابنِ عُمَرَ، ورواهُ بعض الرواة بالمعنى بغيرِ لفظ النبي ، فقالَ: إن رَسولَ اللهَ أَمَرَ (وفي لَفظ: أَمَرَنا) بإحفاءِ الشْوارِبِ، وإعفاءِ اللحى.
وَجميعُ الوُجوهِ الثابتَةِ لحَديثِ ابنِ عمر على ذِكرِهِ مِن لفظ النبي ، سِوَى روايةِ واحِدَة ذُكِرَت على هذا اللفظ، وهيَ روايةُ أبي بكرِ بنِ نافِعِ عَن نافِعِ عَنِ ابنِ عُمَرَ، دونَ سائرِ مَن رواهُ عن نافع من الثقاتِ، ودونَ مَن تابعَ نافِعا عَن ابنِ عُمَرَ في أصح الطرقِ.
فالواجِبُ أن تُفَسرَ صيغَةُ (أَمَرَ) أو (أَمَرَنا) بالألفاظِ الصريحَةِ المتقدًمَةِ من كلامِ النبي .
وحَديثُ ابنِ عُمَرَ هذا حَديث واحِد، قَد جَمَعتُ لَكَ ألْفاظَهُ ليَظهَرَ باجتِماعِها دلالتُها.
2- ألفاظُ حَديثِ أبي هريرة عَنِ النبي :
"جُزوا (وفي لَقظ: أحفوا) (وفي لَفْظٍ : قصوا) (وفي لفظ: خُذُوا) الشوارِبَ (وفي لفظ: مِنَ الشوارِبِ)، وَأَعْفوا (وفي لفظ : وأَرْخُوا) اللحى، وخالِفوا المجوسَ،.
زاد في رواية:
"وغَيروا الشيبَ، وَلا تَشَبهُوا باليَهودِ وَالنصارى"، ولم يذكُر فيها (المجوس).
وفي رِواية:
"إِن أهل الشركِ يُعفُونَ شَوارِبَهُم، وًيحُفونَ لِحاهُم، فخالِفوهم، فأَعفوا اللحى، وَأحفوا الشوارِبَ. "
وفي رواية:
"كانَ المَجوسُ تُعفي شَوارِبَها، وَتُحفي لِحاها، فخالِفوهم، فَجُزوا شَوارِبَكُم، وَأَعفوا لِحاكمُ".
هذه ألفاظُ حَديثِ أبي هريرة، وجميعُها حَديث واحِدْ.
3- لفظ حَديثِ أبي أُمامَةَ:
ضِمنَ حَديث فيهِ خُروجُ النبيٌ إلى مَشيَخَةٍ مِنَ الأنصارِ بِيضِ لحاهم، وفيهِ:
"قالَ: فَقُلنا: يا رَسُولَ اللهِ، إِن أهل الكِتابِ يَقُصْونَ عَثانِينَهُمْ، وُيوَفرونَ سِبالَهم؟ قالَ: فَقالَ النبي :"قصوا سِبالَكم، وَوَفروا عَثانينَكُم، وَخالِفُوا أهل الكِتابِ ".
هذه الأحاديثُ الثلاثَةُ لا يثبُتُ عَنِ النبي في الأمرِ بإعفاءِ اللحية سواها، وهِيَ قاعِدةُ مَن يتكلمُ في هذه المسألةِ بأن النبي أَمَرَ بذلكَ.
وَلا بأسَ أن يُضَم إليها ما في الرٌوايَةِ المرسَلَةِ في مجيءِ بعض المَجوسِ إلى النبي ، وكانَ القادِمُ حالِقا لحيتَهُ مُرْسِلا شارِبَهُ، فأتكَرَ النبي صَنيعَهُ، وبينَ لَهُ أن دينَ الإسلامِ يأمُرُ بجَز الشاربِ وإرسالِ اللحية.
__________________
هلا وغلا :a
|