مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 11-07-2002, 12:26 AM   #2
السهم الصائب
عـضـو
 
صورة السهم الصائب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 364
تابع >>>


* وماذا فعل بعد تسلمه الرسالة؟
ـ جرت العادة لديه انه يرسم خريطة حول كل منطقة يريد العمل فيها سواء من جهة الاماكن او الطبائع او العادات او الاشخاص، ولما ذهب الى الشيشان لم يكن يعرف حقيقة هذه المنطقة، فجعل من نفسه مراسلا تلفزيونيا يمر بين الناس ـ ساعدته على ذلك اجادته التحدث بأربع لغات، العربية، الروسية، الانجليزية، والبوشتو ـ فأخذ يعمل لقاءات تلفزيونية مع الناس، ويلقي عليهم الاسئلة، ويتحسس المعاني المهمة في اجوبتهم، وقد قابل شامل باساييف بهذه الطريقة. وفي احد الايام التقى عجوزا كانت هي نقطة التحول التي جعلته يقرر خوض غمار هذه المعركة.

* وكيف ذلك؟
ـ اثناء لقائه بالشيشانيين التقى سيدة طاعنة في السن، فسألها ماذا تريدون من قتال الروس؟ فقالت له بلغة الواثقة، نريد ان نخرجهم من اراضينا حتى يرجع الينا الاسلام، فسألها هل عندك شيء تقدمينه للجهاد؟ فقالت وقد كُسر خاطرها: ليس عندي سوى هذا الجاكيت (المعطف) اجعله في سبيل الله، فأخذ خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه.

* ما هو منهجه في القتال؟
ـ لم يكن خطاب ـ رحمه الله ـ يقاتل بأسلوب عشوائي، او يجاهد انطلاقا من عاطفة غير موزونة، بل كان ينطلق من ثوابت واضحة واكيدة استمدها من كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وتعلمها من اخوانه المجاهدين الذين التقاهم عبر اربعة عشر عاما من الجهاد المتواصل.

* وما هي هذه الثوابت؟
ـ اولاً: الجهاد ليس مرتبطا بحياة القائد.
ثانياً: الجهاد هدفه الاول اقامة شرع الله عز وجل.
ثالثاً: لا سبيل للتفاوض مع اعداء الله.
رابعاً: لا انتهاء للحرب الا بأن يزال الضرر الواقع على المسلمين.
خامساً: القيادة ليست منصباً مريحاً، ولا تعني الأمان او الابتعاد عن اوجه الخطر.
سادساً: وحدة الصف هي دعامة اساسية في مواجهة عدو غاشم كالروس.
سابعاً: لا ينبغي للقائد ان يصاب باليأس او القنوط من رحمة الله تعالى.
ثامناً: الرفق بالمدنيين والحرص على سلامتهم.

* كيف كانت علاقته مع الشيشانيين؟
ـ بالرغم من حزمه وشدته مع جنوده، الا انه كان محبوباً لديهم، ودعني اعطيك مثالاً على ذلك: صدق ان انضمت له مجموعة مكونة من 90 رجلاً من طلاب الشيخ فتحي الشيشاني، فصرف اولاً منها 15 رجلاً ثم صرف ايضا 15 رجلاً، وبقي معي ستون، وقد حذره بعض الاخوة من قضية الطرد لأن الشيشانيين عندهم حمية، فلو ذهب بعضهم فاحتمال كبير ان يلحق بهم الآخرون.
وفي احد الايام نامت المجموعة الاساسية وبقيت اخرى للحراسة، ولما صحا خطاب وجد فرقة الحراسة نائمة ايضا، حيث كانت ليلة باردة، فطلب منهم ان يخلعوا اخفافهم، ثم طلب منهم السير الى النهر، وكان العشب من شدة البرد كأنه عيدان يابسة، ثم ساروا معه حتى كادوا يهلكوا من شدة البرد، فلما وصلوا للنهر طلب منهم ان يدخلوا اقدامهم فيه تأديباً لهم، وبعد فترة امرهم بالخروج من الماء، وقد تجمدت اقدامهم حتى ان بعضهم سقط على ركبتيه من الاعياء والألم، وارتفعت اصواتهم عليه حتى انهم هددوه بالخروج وتركه، فقال لهم لا مانع لدي، حتى لو لم يبق معي احد مع انه كان يخشى من ذهابهم، ولكن يسر الله وبقي الستون جميعا، وهم الآن قادة السرايا ومن خيرة الجنود.

* وماذا عن منهجه في افغانستان وتاجيكستان؟
ـ لا يختلف كليا عما كان عليه في الشيشان، حيث لم نسمع انه تقاتل مع احد الأفغان لخلاف عقدي بالرغم من انتشار التصوف فيها، وكذلك في تاجيكستان التي تنتشر فيها الصوفية بكثرة.

* ما المنهج السياسي الذي تبناه؟
ـ يعتبر خطاب من القادة المتشبعين بالفكر السياسي حيث استطاع ان يحفظ الجهاد الشيشاني، بل وان يقدم له الانتصارات العسكرية المهمة، وتظهر هذه الحنكة حينما اصر على عدة نقاط:
* كان يرفض فكرة تدويل القضية الشيشانية.

* محاربة اي تدخل للامم المتحدة في شؤون هذه الجمهورية.

* عدم استعداء الدول الاسلامية ضده.

* استطاع ضبط رفاقه بعدم التعدي على الدول الاسلامية وغير الاسلامية غير المعنية بالنزاع.

* جعل القيادة العسكرية بيد الشيشانيين مع انه اكثر شخص مؤهل لها.

* توسيع محيط الرقعة الجهادية من خلال وضع مجلس واحد لداغستان والشيشان.

* احيا حب الجهاد والاستقلال في نفوس الشعوب المسلمة في اسيا الوسطى.

* كان يكره الالتحام مع المخالفين ممن ينتسبون الى الاسلام حتى لا ينشغل المسلمون عن عدوهم المشترك.

* ما الرؤية التي كونها عن الجهاد؟
ـ بعد مضي نحو خمسة عشر عاما تقريبا قضاها خطاب في جهاد متواصل، تكونت لديه رؤية واضحة للجهاد في سبيل الله، يمكن سردها في النقاط التالية: اولا: الجهاد ذروة سنام الاسلام، وله اهدافه التي لا ينبغي ان يحيد عنها المجاهدون.
ثانيا: يوقن تماما ان النصر في هذه المعركة الشرسة مع الروس ثاني اقوى دولة في العالم، انما يكون بتوفيق الله سبحانه وتعالى، وبقوة الايمان واليقين.
ثالثا: الحرب التي يخوضها العالم الغربي، وروسيا، انما هي في مجملها حرب ضد الاسلام، مهما اختلفت المسميات.
رابعا: يعلم خطاب جيدا في جهاده ضد الروس ان هزيمتهم لن تكون هزيمة عسكرية بالمعنى المفهوم، بل من خلال استغلال اهم نقطة ضعف عندهم.
خامسا: اهم عوامل التفوق وارباك العدو، هو عدم وجود اي منشآت حيوية، او مقرات ثابتة للمجاهدين في الشيشان.
سادسا: كان يؤمن بالجهاد من خلال الاعلام، لذلك فهو دائما يصر على تصوير كل عملياته.
سابعا: النصر في المعركة بين المجاهدين والروس، له علامات خاصة، وتحتاج الى صبر طويل.

* ما امنياته؟
ـ يمكنني ان اقول انه بحث طوال 14 عاما عن الشهادة، حيث لم يجدها في افغانستان رغم بحثه المضني ومحاولاته الدؤوبة لنيلها، فالتمسها في تاجيكستان ولم ينلها ايضا، فلم ييأس فغادر الى الشيشان وما زال يبحث عنها حتى بلغه الله مراده.

* وما ابرز محطاته؟
ـ حقيقة لم تكن رحلة الموت او البحث عن الشهادة مفروشة بالورود، وانما هي جراحات ومعاناة وبطولات ادهشت الابطال انفسهم قبل ان تدهش الروس الذين ربما سيبقون مدة طويلة غير مصدقين ان تغتال يد الغدر هذا البطل الذي اذاقهم الموت والذل سنوات طويلة.

* بدأ رحمه الله منذ اربعة عشر عاما في افغانستان وكان ذلك عام 1988، وحضر اغلب العمليات الكبرى في الجهاد الافغاني، ومن ضمنها فتح جلال اباد وخوست وفتح كابل عام 1993.

* بعد هزيمة السوفيات وانسحابهم من افغانستان، انتقل ومجموعة مكونة من 8 اشخاص الى تاجيكستان لاستئناف الجهاد هناك، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح.

* بعد سنتين من الجهاد في تاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة الى افغانستان في بداية عام 1995 وكان في هذا الوقت بداية الحرب في الشيشان.

* في ربيع 1995 رحل من افغانستان ومعه مجموعة مكونة من ثمانية مجاهدين مباشرة الى الشيشان ومضى فيها اربع سنوات.

* في 16 ابريل 1996 قاد عملية كمين (شاتوي) مع مجموعة مكونة من 50 مجاهدا، وفيها هاجموا وقضوا على طابور روسي مكون من 50 سيارة مغادرة من الشيشان، وقد قتل في هذه الغارة نحو 223 عسكريا من ضمهم 26 ضابطا كبيرا، ودمرت الخمسون سيارة بالكامل، ونتج عن هذه العملية اقالة ثلاثة جنرالات، وقد اعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية للبرلمان الروسي.

* بعدها بشهور نفذت نفس المجموعة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT-3 Sager المضاد للدبابات، ومرة اخرى تم تصوير العملية بالكامل على شروط للفيديو.

* شاركت مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزني الشهير في اغسطس 1996 الذي قاده القائد الشيشاني شامل باساييف.

* ظهر اسمه مرة اخرى على الساحة في 22 ديسمبر 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشاني وغير شيشاني، وهاجموا داخل الاراضي الروسية، وعلى عمق 100 كيلومتر من القيادة العامة للواء 136 الالي ودمروا 300 سيارة، وقتلوا العديد من الجنود الروس.

* في خريف 1996 وتزامنا مع انسحاب القوات الروسية من الشيشان، اصبح خطاب بطلا في الشيشان، وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية، كما منح ايضا رتبة لواء في حفل حضره شامل باساييف وسلمان رودييف، وقبل مقتل جوهر دوداييف كان يحظى لديه باحترام كبير.

* بالرغم من نضاله طوال 14 عاما الا انه قتل مغدورا.. كيف ترون ذلك؟
ـ كان رحمه الله يؤمن ايمانا راسخا ان اجله سوف ينتهي في الوقت الذي كتبه الله له لا يتقدم لحظة ولا يتأخر لحظة، وقد نجا من محاولات عديدة لاغتياله اقربها عند قيادته لشاحنة روسية كبيرة انفجرت واصبحت حطاما ومات من كان بجانبه وهو لم يصب بخدش.

* ما هي ملابسات الاغتيال؟
ـ لقد اختلفت الروايات حول قضية اغتياله، وان كانت لا تخلو من ان قتله كان غدرا على يد واحد من اولئك الخونة المنافقين ممن وثق بهم خطاب رحمه الله وقربه منه، حيث سلمه رسالة مسمومة مات على اثرها رحمه الله، او انه تجرع السم في طعامه او مشربه.

* وكيف ذلك؟
ـ كان احد القادة الميدانيين العرب قبل اسبوعين قد ارسل رسولا الى القائد خطاب يحمل اليه رسالة خطية وفي وسط الطريق ارسل خطاب رسولا من عنده ليتسلم الرسالة، ولكن ذلك الرسول الذي من عند خطاب كان خائنا فوضع سما في الرسالة وفور تسلم القائد خطاب لها وملامسة السم ليده لم يلبث سوى خمس دقائق وفاضت روحه.

* ومتى كان ذلك؟
ـ منذ اكثر من اسبوعين.

* وما هي الرواية الثانية؟
ـ اجمالا كان قتله من خلال دس السم في طعامه غدرا، وقد ذكرت بعض الجهات الخاصة ان ذلك كان منذ نحو 32 يوما تقريبا وليس اسبوعين، حيث وضع السم له بينما كان يتناول طعام الغداء في دعوة خاصة.

* لماذا لم يعلن عن مقتله في وقته؟
ـ لقد رأى القادة ان يتكتموا خبر استشهاده لمصلحة الجهاد ولحين ترتيب الاوضاع.

* وكيف وصل الشريط الذي صور فيه وهو ميت للروس؟
ـ في البداية قام المجاهدون بتصوير خطاب وهو ميت، وتم ارسال التسجيل مع احد المجاهدين للقائد ابي الوليد، وفي الطريق تم اغتيال الرسول وبالتالي وقع الشريط في ايدي القوات الروسية، التي بادرت الى نشر الشريط.

منقول
__________________
السهم الصائب غير متصل