مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 17-01-2007, 05:56 PM   #9
مخاوي الصمت
قد ثلمت من الإســلام ثلمة
 
صورة مخاوي الصمت الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون..............
المشاركات: 3,708



مجرد قصة حصلت معي في مبنى متهالك يُطلقُ عليه مجازاً إسم " جامعة "

( والحمدلله أنني ودعتها وقد أُطلق علي لقب " خريج جامعة " من باب إحمد ربك صرت جامعي )

المهم نعود لموضوعنا

عندما كنت أدرس في المستوى السادس كان عندي مادة " بحث " وقد أردت الحصول على بطاقة مكتبة حتى أستطيع إستعارة الكتب منها ولزمني تعريف وصورة شخصية
طبعاً إبن الحلال موظف المكتبة نصحني
وقال : المفروض إني جيت بدري عشان الحق الوقت ومن هالكلام0
كُنا في آواخر أيام الدراسة تقريباً وكانت الساعة في ذلك اليوم تشير للـ1وبضع دقائق ظهراً
يعني قرب وقت إنتهاء الدوام
يعني مافيه وقت أروح اصور وأرجع

إستطعت الإتيان بالتعريف ولكن بقيت الصورة
قال لي موظف المكتبة : إذهب للملفات وخذ صورة من الصور الأربع الإضافية التي في ملفك0
فذهبت إلى موظف الملفات
وقلت له : أريد صورة0

قال : لا أستطيع0

رجعتُ لصاحب المكتبة

وقلت : أنه يقول لا يستطيع0

إستغرب وقال لي وللموظف الذي بجانبه : كيف لا يستطيع هذا هو وقت الصور الإضافية التي في الملف ؟!!!
ثم وجه لي الكلام وقال : إذهب إليه وقل له أنك مُرسل من قِبل موظف المكتبة وسوف يُعطيك ما تريد0

ذهبت إلى موظف الملفات وقلت له ما قال لي موظف المكتبة0

فكأنه غضب وقال لي بصوت مرتفع قليلاً : قلت لك ممنوع لا أستطيع أن أعطيك أي شي
ها هو النظام 0

رجعت إلى موظف المكتبة وقلت له ما جرى باسلوب دبلوماسي ( ضروري هالدبلوماسية )

قال من هو حتى يمنعك ثم سأل الموظف الآخر بعد أن رفع سماعة الهاتف وقال : كم تحويلة الملفات؟

وضع صاحبه كتاباً بيده أشاح بجسمه بكل برود ونظر إلى ورقة أُلصقت بالجدار وقد أكل الزمان عليها وشرب ثم اعطاه الرقم0

إتصل الموظف ...

ننتظر ...

ننتظر ...

إلتفت إلي وأعطاني أوصاف الشخص وقال : لي هل أنت متأكد أنك كلمته منذ قليل؟

قلتُ : نعم متأكد بعد أن أكدتُ له أوصاف الشخص0

إنتظرنا أحداً يُجيب ولكن ...

لا مجيب إلتفتَ إلى صاحبه وما زالت السماعة ملتصقة بأذنه قائلاً : متأكد من الرقم؟

دفع صاحبه الكرسي الدوار بقدميه دفعه بسيطة جهة الورقة وقال : ( إيه )0

وضع السماعة قائلاً لصاحبه بإستغراب : وراهم الموظفين تسذا ؟! المفروض يساعدون الطالب مهب ياقفون بوجهه خصوصاً بالوقت هذا ( نهاية دوام وآخر الترم يعني مافيه وقت يروح ويصور ويأخذ الكتب ويرجعهن بسرعة)
إكتفى صاحبه بهزة خفيفة من كتفيه ونظرة باردة ثم أكمل قرءته للكتاب0

ثم اردف قائلاً لي : رح لمه يمكن الله يهديه ويعطيك الصور0

ذهبتُ إليه فتحت باب المكتب فإذا هو مغلق !

إستغربت حقيقة وبحثتُ عنه

فوجدتُ الطامة الكبرى التي جعلتني أذهب من دون حتى أن انتظر إجابة منه حينما سألته0


وجدته جالساً بالمكتب المجاور وهو يتصفح الجريدة ( ويهذي ) مع صاحب المكتب أنه يشعر بالملل من الدوام وينتظر فقط متى تأتي 2.30 حتى يذهب

حينها طرحتُ تساؤُلا بصوتٍ عالي وقلتُ له : عييت تعطين الصور لأنك محافظ على النظام
اشوفك ماشاء الله عليك محافظٍ عليه بالحيل تاركٍ مكتبك وجاي هنا تقرأ الجريدة

ثم نظرتُ إليه نظرة إحتقار من رأسه حتى أخمص قدميه وذهبت دون ان أسمع رده السخيف0

ذهبتُ وكلي حنق عليه وعلى أشكاله الذين جاوء ( بالواسطة ) فتجدهم لا يُحسنون أداء مهامهم على اكمل وجه وكنت عقدتُ العزم على أن لا أرجع إليه مهما كان0

ذهبتُ إلى موظف المكتبة وقلت له : مشكور والله يعطيك العافية , لقد وجدت صاحبك " الأمين " يقرأ الصحيفة بالمكتب المجاور حفاظاً على أمانته

فما كان من الموظف إلا أن قام من مكانه وقال : أصبر خل أتصل على جواله أو أروح معك
ثم ألتفت إلى صاحبه وقال : ( تكفى كم رقمه ) - لا أُخفيكم ضايقتني هذه الكلمة -شخص يترجى آخر لأجل شخص لا يعرفه وهو غير مُكلف بذلك
وشخص يتكاسل ولا يؤدي الامانة وهي من حق الذي يطلبها

حينها قلت له بعد أن انهى كلامه الذي لم استطع مقاطعته لأجله : جزاك الله خيراً وماقصرت أنا رايح في أمان الله
وكانت نظرته لي ( نظرة إشفاق وحسرة )








وبعد مرور الايام والشهور


ذهبتُ لأسحب ملفي بعد التخرج وأنا أمشي بالممر
سقطت الصور من الملف ولما رجعتُ لألتقطها ( وطى ) عليها شخصٌ ما بدون ان يشعر0
فإبتسمتُ وقلت في نفسي : هذا هو النظام الجامعي هنا , يحرم طالباً من حق له لكي يرمي هذا الحق تحت الأقدام
أخذتُ الصورة ووضعتها بجانب أخواتها وبعد خروجي من الجامعة إلتفتُ إليها
وتذكرت اياماً لي هنا حلوة جمعتني بشباب ودكاترة مازلنا متواصلين مه بعضنا بحول الله
وذكريات مرة من جانب بعض الدكاترة والموظفين " النزهاء"

فاللهم لك الحمد على كل حال
__________________
" والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج
إذا تعطي أي قضية فضلة الوقت أيضا أنت تأخذ فضلة من النتائج
أما أن تعطيها كل وقتك وتعيشها تعطيك كل شي "

القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء
مخاوي الصمت غير متصل