[الـصـمـصـام]

أخي الكريم :
مسألة قيادة المرأة مسألة تثار بين الفينة و الأخرى ، و الذين يطرحونها معظمهم لم يعرف لا بصلاح ولا بتقى ولا بعفة ولا تمسك بالسنة و أدلة الشرع و مقاصده ، ولا شك أن النزاع قائم في هذه القضية ، ولما كان التنازع موجوداً و كنا متعبدين بالرجوع إلى الكتاب و السنة كما قال جل وعلا : ( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خيرٌ و أحسنُ تأويلاً ) و قال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ و يسلّموا تسليماً ) ، و هذه النصوص لو أردنا تطبيقها فلن نستطيع إلا من خلال فهمها و إدراكها ، و كما هو معلوم أن العلماء هم الذين يستطيعون الاستنباط منها لقول الله تعالى : (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً )) ، فلا يحق لأي شخص كائناً من كان أن يتعدى على هؤلاء العلماء من خلال التطفل على علمهم كما لا يحق لهم التطفل على علم الطب و الهندسة و غيره في ذات التخصص إلا بعلم ، و فاقد الشيء لا يعطيه و قيمة الإنسان ما يحسنه كما أثر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- و هذا اتضح حينما بدأت هذه القضايا تثار ، ونحن أمة مسلمة لابد أن نعرض جميع شؤون حياتنا على شرع الله ، فما كان فيه ما يخالف شرعَ الله نبذناه ولا كرامة ، و ما موافقه فعلى الرحب و السعة ، انطلاقاً من قول الله تعالى : (( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين )) لله نحيا و نموت ، و نسعى ..
إن المرأة اليوم تعاني ما تعاني من المشاكل الأهم من قيادتها للسيارة ، أو مشاركتها في المحلات التجارية و غيرها ، هناك عسف و ظلم و عضل و حجر يمارس تجاه المرأة ، لايطرح هذه المشكلة إلا العلماء ، كما نرى و نسمع ..
قال الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين ) و هذا نداء للرسول صلى الله عليه وسلم ، و الخطاب للرسول - صلى الله عليه و سلم - خطابٌ لأمته في الأصل كما قرره أهل الأصول ، إلا أن صرف ذلك صارف إلى التخصيص ..

أسأل الله أن يحفظ نساء المؤمنين ، و أن يجعلهن طاهرات عفيفات حافظات للغيب بما حفظ الله ..
و أن يُصلح أحوالنا ..
و عذراً على الإطالة ..