بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد ..

( هذه الصورة لبئر الغطفى ، في بلدة أشيقر القديمة )
كنت في زيارة أنا و بعض الأقارب ـ قبل شهر و نصف تقريبا ـ إلى بلدة أشيقر القديمة و تجولنا فيها
و في أزقتها القديمة و بيوتها ( الطين ) المكان كله يعيدك إلى ما كنت تسمعه من كبار السن حولك
عن تلك الأيام التي قضوها في سنن خلت ، بحلوها و مرها .. بفقرها و غناها ..
إلا أن الزائر لبلدة [ أشيقر القديمة ] يتعجب من أمرين :
الأول : قدم هذه المدينة ، و كيف بقيت على ما هي عليه إلى هذه اللحظة .
و الأمر الثاني : ( و هو مدار هذه الموضوع ) ، و صية صبيح .
صبيح هذا ـ أيها الأحبة ـ كان عبدا ً مملوكا ً ثم أعتق و كان من طلبة العلم العباد الزهاد
و كان له مزرعة صغيرة في شرق بلدة ( عكل ) المعروفة الآن بـ [ أشيقر ] ..
و عندما قارب الوفاة ، كتب و صية طويلة جدا ً يوصي فيها
بأن تكون ثمرة النخيل صدقة لفقراء [ عكل ] و توزع عليهم في شهر رمضان ، و إن أصاب أهل
( عكل ) فقر أكلوا منها ، غنيهم و فقيرهم .. ثم ذكر في الوصية ، من أي الآبار
تسقى ، فإن جفت البئر تسقى النخيل من بئر كذا و إن فنيت فمن بئر كذا .. الخ
إلى آخر الوصية ،، علما ً أنني قرأتها كاملة ،، و هي طويلة جدا ..
و مليئة بالموعظة ، و الفصاحة و البيان ،،
وصية صبيح في منتصف القرن الثامن سنة 747هـ، أي قبل أكثر من سبع مائة عام .. !!
و لا يزال ذالك النخل يؤتي ثماره كل عام و يوزع بأكمله صدقة للفقراء و المساكين ..
تخيل .. !!!
سبع مئة عام ، و صبيح يسجل له من الحسنات و الأجر ما الله به عليم ..
اللهم أغفر لصبيح و أسكنه فسيح جناتك ، و ارحم ضعفنا و قلة حيلتنا ..
و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا إلى النار مصيرنا ..
و اجعل الجنة هي دارنا و قرارنا و والدينا و جميع المسلمين ..
برحمتك يا أرحمن الراحمين ..
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين ..