وصية صبيح:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين..
هذا ما وقف وحبس وأبد العبد الفقير إلى الله سبحانه الحاج صبيح عتيق عقبة حيطانه في عكل على بئر الغطفى،
ولهن من الماء ثلاث وقعات ونصف على بئر الغطفى بحدودهن وحقوقهن أرضهن ونخلهن ومائهن ونمائهن وكل حق هو لهن داخل فيهن أو خارج عنهن يحدهن من الغرب سور القرية،
ومن الشمال البئر وطريق المسلمين ومن الشرق حويط ابا شقير ومن الجنوب الجفرة والقطيعة والأحيمري،
وفقاً حبساً مؤبداً محرماً بجميع محارم الله تعالى التي حرم بها الزنا والربا وشرب الخمر وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وقتل النفس بغير حق -
وقفاً قائماً على أصوله جارياً على رسومه قائماً على سبيله ماض لأهله جائزاً لهم لا يزيده مرور الأيام والأزمنة إلا تأكيداً، ولا يكسبه تقلب الأوقات إلا تمهيداً وتأبيداً ولا يحله تطاول أمد،
ولا تقادم عهد وكلما تطاول عليه زمان أبده، وكلما أتى عليه عصر جدده وأكده،
لا يزال ذلك كذلك ما دامت الدنيا وأهلها حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خبر الوارثين، وليجدد في كل عصر ذكره وتسمع الأسماع ما ذكر فيه من تجديد حكمه لينقله الخلف من السلف ولا يتعرض لابطاله التلف،
وتنقبض عنه الأطماع الكاذبة وتقصر عن تناوله الأيدي الظالمة لا يزال هذا الأمر جارياً في
هذا الوقف المذكور على شرائطه المذكورة والأحكام الموصوفة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين،
وولي الوقف المذكور إمام الجامع وله سدس حايط ونصف سدس حايط فإن كان الإمام فيه ضعف فيساعده المصلح من آل عقبة وان ترك الإمام الولاية وكان الولي غيره فليس له شيء،
ويبدأ الولي بعمارة الوقف وكلما يزيد في نمائه ثم ما حصل منه فيخرج منه دلو وحبلها على بئر العصامية فإن تعطلت بئر العصامية جعلت على بئر غيرها مما ينتفع به المسلمون.
وفيه أيضاً ستون صاعاً تكون لمن يموت أكفاناً ولم يخلف ما يكفنه من أهل عكل، وأهل الفرعة وأهل شقراء، وما فضل بعد ذلك أطعمه الولي في شهر رمضان المعظم ويكون سماطاً في ليالي الجمعة وليالي الخميس وليالي الاثنين،
ويفرق منه ثلاثون صاعاً على الأرامل اللاتي يستحين ويشتهين ولا حرج على من حضره في الأكل منه سواء كان غنياً أو فقيراً أو بدوياً أو حضرياً، وإن أصاب الناس مجاعة،
في غير شهر رمضان أطعمه الولي في ذلك الوقت، إذا رأى الصلاح في ذلك، ولا حرج على الولي ومن حضر فيما يأكلون عند الجذاذ ولا يحل لأحد من خلق الله تعالى يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعرض هذا الوقف بظلم أن نقصان
ولا تغيير ولا تحريف فمن فعل ذلك أو أعان عليه بقول أو عمل أو مشورة فالله حسيبه وطليبه ومجازيه ومعاقبه ومسائله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، يوم الطامة يوم الحسرة والندامة يوم يعض
الظالم على يديه يوم الواقعة يوم الآزفة يوم الراجفة يوم الحاقة يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى
السجود وهم سالمون، يوم العرض يوم النشور يوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً، يوم يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب، يوم لا ينفع
الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار، يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً، يوم نقوم لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد
، ومن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره،
وعلى المتعرض لهذا الوقف لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولا فرضاً ولا نفلاً وعجل الله فضيحته في الدنيا وضاعف له العذاب في الآخرة وجعله من الأخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً،
فمن بدله بعدما سمعه فإنما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم.
كتب وثيقة الأصل بالتمام من غير تحريف وهجرتها سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وهذه النسخة مكتوبة من وثيقة كتبها علي بن شفيع بيده رحمه الله من وثيقة الأصل وكانت الأولى قد فنيت من طوال الوقت، فسبحان من لا يفنى ولا يموت.
وتاريخ الوثيقة التي كتبها علي بن شفيع رحمه الله من وثيقة الموقف كان يوم النصف من رمضان المعظم سنة تسعين وثمانمائة من الهجرة النبوية على مهاجرها افضل الصلاة والسلام ثم قال علي بن شفيع رحمه الله حضر عبدالله بن بسام على هذه النسخة المباركة وكتب بيده، حضر احمد بن سليمان بن منيف بن بسام وكتب بيده، حضر عبدالله بن شفيع وكتب بيده، حضر حسن بن عبدالله بن بسام وكتب بيده، حضر علي بن احمد بن ريس وكتب بيده، حضر عبدالله بن غملاس بن حجي وكتب بيده حضر احمد
بن محمد بن منيف بن بسام وكتب بيده، حضر حسن بن كلبي بن منيف بن بسام وكتب بيده، وصلى الله على خير خلقه، محمد وآله وصحبه، وكتب هذه الوثيقة من الوثيقة الثانية بعدما فنيت الأولى وخشي من
فناء الثانية او ذهابها حرفا بحرف بما احتوته معانيها وبما اندرجت عليه مثانيها محمد بن احمد بن محمد بن منيف بن بسام القاضي الحنبلي منصوب الشرع الشريف المطهر بتاريخ: تاسع عشر من شهر رمضان المعظم من شهور سنة ست وثمانين وتسعمائة من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام.
__________________
.
.
|