عزيزي الصارم :
لقد أنقسم كلامك عن أهل العلم في هذا المقال إلى شقين :
الأول : وهو نبذ الحساسية من التكلم في أخطائهم .
ثم جعلت هذه النقد ضربين :
الأول : النقد في الآراء .
الثاني : النقد في ذات الشخص .
أما الأول وهو نقد الآراء فلا أظن أن أحد يقول بالعصمة وهو من أهل السنة والجماعة ، لكن ثمت أمر مهم وهو أن التجريح والتشنيع في رد الرأي ليس من آداب العلم وحملته ، وثم لا ينبغي أن نجرئ صغار الطلبة على نقد العلماء الكبار .
أما الثاني وهو نقد الذات ، فقد فصل القول فيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ) .
أما الشق الثاني من مقالك فهو نبذ التعصب للعلماء :
فأقول أخي بارك الله فيك ، أوافقك الرأي أنه لا ينبغي التعصب لغير الدليل ، لكن ألا توافقني الرأي أن الناس قدرات ، فليس كلهم على قلب رجل واحد ، فمنهم العامي الذي لا يعرف ، ومنهم من انشغل بأمور الدنيا وليس أهلاً لأن يمحص الأدلة ، ومن الطرائف أن والدي - حفظه الله - رجل عامي كبير في السن ، وكان طوال حياته يسأل الشيخ صالح الخريصي - رحمه الله - ، وإذا قلت له فتوى لابن عثيمين أو العلوان أو غيرهم قال ( الله يرحمك يالخريصي ) !! وهذا الترحم ينبأك عن عدم أقتناع بالفتوى ، وأن العلم ذهب مع الخريصي !!! فهل من العقل أن أقول لوالدي لا تتعصب لرجال وأقبل الدليل !!
وهذه أبيات نظمها أحد الفضلاء في ذم التعصب :
قال أبو حنيفة الإمـــامُ *** لا ينبغي لمــــــــن له إسلامُ
أخذ بأقــوالَي حتى تعرضاَ *** على الكتاب والحــــديث المرتضىَ
ومالك إمـام دار الهجرةْ *** قال وقـــــــد أشار نحو الحجرةْ
كل كلام منه ذو قبولِ *** ومنه مردود ســـــــوى الرسولِ
والشافعي قال إن رأيتمواُ *** قـــــــــولي مخالفاً لما رويتموُ ا
من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقــــــــولي المخالف الأخبارا
وأحمدٌ قال لهم لا تكتبوُا *** ما قلته بل أصـــــــل ذلك اطلبواُ
فاسمع مقالات الهداة الأربعـة *** واعمـــــل بها فإن فيها منفعة
لقمعها لكــل ذي تعصبِ *** والمنصــــــفون يقتدون بالنبيِ
__________________
التوقيع :
كلمة أنا هو تجي حرف حرف همن تنقز وتطلع وبعدين تطلع شمس همن أمواج خضر وضفادع يناقزن همن بربري يزعق ويطلع من إثمه كلمة:confused:
لا تحدا وانت منتب قد التحدي:41
|