الفتاة كالوردة , تلفها الأشواك من كل اتجاه ! و مع ذلك فإنها دائما ما تتصدر قصور الأمراء , و تسلب لب العقلاء , و يتغنى بها الشعراء ! و لكن أن يجتمع فيها عيب و شوك ؟ فهذا حتماً سيجلب لها الذبول ثم الموت البطيء المحقق !
الفتاة الذكية هي التي تلفت الأنظار إليها بروحها الفتية و أخلاقها الساحرة , لا برسمها و جسمها , فالجمال جمال الروح حتى و إن كانت مصابة بعيب خلقي , فهي قادرة على انتزاعه من عيون الناظرين إليها بابتسامة صفراء أو ضحكة بريئة تدخل البهجة و السرور على من حولها بل حتى على القلوب المتحجرة!
عندما تشعر الفتاة بالنقص و الخوف من شبح المستقبل فقد أعلنت على نفسها حرباً ضروساً من جلد الذات و وخز الضمير , و الذي بدوره سيقلب حياتها رأساً على عقب و سيحولها إلى قارب عائم في محيط من التعاسة , تتلقفها أمواج الآهات , و تعصف بها أعاصير الصرخات , حتى ينتهي بها المطاف إلى طريق مجهول أو أن تنتظر بحرقة ساعة الغرق متى تحين !
إن التفاؤل حجر البناء و إن الشعور بالنقص معول الهدم و الفناء ! فأي فتاة اقتضت حكمة الله عزوجل أن تصاب بعيب في جسدها , فهو بلا شك كالجرح الغائر الجاثم على قلبها , و لكني أهمس في أذنها قائلاً لا تنتظري رأي الآخرين و لا ترتجي قبولهم و لا تتنازلي عن كبرياءك فالمستقبل الذي أخافك أمره بيد ربك , و ما يدريك لعل هذا العيب سيكون سبباً في فتح أبواب السعادة أمامك و قنديلاً سينير طريق أحلامك ! ــ إن مع العسر يسرا ــ أزرعي بذرة التفاؤل في أعماق صدرك و أسقيها بماء صبرك و حسن ظنك بخالقك , و أبشري بقطف ثمار الراحة و الاستقرار النفسي ..
قصة قصيرة :
يحكى أن رجلاً يضرب به المثل بالوسامة و النظارة , تقدم خاطباً من أحدى الأسر المتمسكة بعادات و تقاليد الآباء و الأجداد , فرفضوا أن يرى المرأة الرؤية الشرعية , و بعد محاولات يائسة وافق على الزواج منها على مضض , فلما أجتمع بها في ليلة الدخلة و وقعت عينه على وجهها ، أصابته موجة عارمة من الحزن و الكآبة من قبح منظرها و سوء حظه الذي رمى به بين يدي هذه المرأة ، و هو الذي لو أشار بيده للنساء من حوله لأقبلن و لو زحفاً و لقطعن أيديهن من خلاف ! و لكن المشيئة الربانية شاءت أن تستمر حياتهم على حال من التنافر و التباعد , و بعد مرور الأيام و بينما هم في نزهة خارج المدينة أفتقدها من بين الجالسين فصرخ بلا وعي و لا شعور أين فلانة !!؟ عندها زلزل ملاك الحب قاع فؤاده ليطرد مارد الكره و ليشعره بهذا الحب الدفين الذي ظل طوال السنين أسيراً مغمورا في أحشائه و بين أضلاعه من غير أن يشعر به و لو للحظة و احده ..
فتساقطت دمعة على لوحة المفاتيح معلنة نهاية قصة مؤلمة بالنسبة لي لأن ذلك الرجل لم يكتشف قوة هذا الحب الذي بداخله إلا عندما دق ناقوس الفراق بعد فوات الآوان .. :D
أقبلوا مني وردة قطفتها من بستان قلبي العامر بحبكم جميعاً ..
أبوشهد!
آخر من قام بالتعديل أبوشهد; بتاريخ 13-02-2007 الساعة 09:20 PM.
|