الأخ الفاضل ( السراج 007 ) :
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ووفقك لكل خير أخي الحبيب .
الأخ الفاضل ( أسامة بن شداد ) :
لله درك ما أجمل كلامك ! ، فجزاك الله خيراً ولا حرمك الله الأجر أخي الغالي .
والحقيقة المرة في انفتاح هذه الدنيا الكريهة علينا حيث حجبتنا عن الاستعداد للمستقبل العظيم الذي ينتظرنا رغم أنوفنا فإما إلى النار - نعوذ بالله منها - ، وإما إلى الجنة - نسأل الله الكريم من فضله - .
وهنا تدرك السر في إغلاق الله تعالى للدنيا عن أكرم خلقه وصوفتهم وخير القرون حيث إنها لم تنفتح على قوم إلا أغفلتهم عن ربهم وخالقهم وانشغلوا بها عن يوم معادهم فأهلتهم بذلك وأهلكتهم ، وقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم أنه قال : ( وَاللهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُم أنْ تُبْسَطْ عَلَيْكُمْ الدُّنيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلى مَنْ كَان قَبلَكُم فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وتُهلِكُكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) ، وفي لفظ للبخاري أيضاً : ( وتُلْهِيكُمْ كَمَا ألْهَتْهُمْ ) .
أما أنت يـ ( إدريسي ) فويحك مَن الذي خلقك هذا الخلق العجيب ولم تكُ من قبل شيئاً ! .
إلى أين أنت ذاهب ! .
ألست تؤمن بأن الموت قادم لا محالة ! .
إذن ماذا بعد الموت ؟؟! .
لقد جاء عن بعض السلف أنه قال : " المنافق لا يؤمن بالنار حتى يتقحمها " .
وقد جاء عن بعض السلف أنه قال : لا يجمع الله لعبد بين أمنين وخوفين ! .
قالوا كيف ؟!
فقال : إذا أمِن في الدنيا خاف في الآخرة ، وإذا خاف في الدنيا أمِن في الآخرة .
وقد جاء عن بعض الصالحين أنه بات ليلة يردد قول الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) (الزمر:47) .. فبكى وطال بكاؤه وظل يقول بما معناه : أخاف أن يبدو لي من الله من السوء ما لم أكن أظن وأحتسب ! .
نعم .. لقد قال تعالى في كتابه الكريم : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المجادلة:6) .. فإذا كنا رأينا بأم أعيننا عجائب هذه المسماة بـ ( التقنية ) وكيف تحفظ ماكتبناه بينما نسينا ذلك فباللهِ عليك كيف بالأمر يوم القيامة حيث قال تعالى : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18) ! .
فاتقوا الله في انفسكم وحاسبوها قبل أن تـُحاسبوا ، وزِنوها قبل أن تـُوزنوا ..
وما من كاتبٍ إلا سيفنى /////////// ويُبقي الله ما كتبَت يداهُ
فلا تكتب بكفكِ غير شيءٍ ////////// يسرك في القيامة أن تراهُ
إنَّ هذا الموضوع نفيس جداً ، ولو استشعرنا هذا الشعور الذي يدور حوله الموضوع وهو مراقبة الله رب العالمين جل جلاله في كل ما نكتب لذهبت الكلمات النابية وسوء الظنون وكلمات الشر ، ولأصبح النت يطفح بالخير العظيم ، ولكن لم نؤتَ إلا من قِبل غفلتنا وضعف إيماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله .